٧ تشرين الاول هز العالم، وكتب مسارا جديدا للبشرية، وشكل البدايات لتحرير فلسطين كل فلسطين، بعد ان “مرمغ” مقاتلو الثورة الفلسطينية هيبة قادة العدو وجنوده في الوحل، مع واشنطن وكل “المطبلين” للتطبيع.
وحسب المتابعين ومراكز الرصد، فقد عمت اجواء الفرح كل الساحات العربية والاسلامية، وصولا الى تنظيم احتفالات تضامنية في معظم الدول الاوروبية واميركا الجنوبية، وهذا ما اعاد للقضية الفلسطينية رونقها ووهجها، وصوّب البوصلة مجددا نحوها، ودفن كل مشاريع “الربيع العربي” و “طيور الظلام” الذين حاولوا تعميم افكار شيطانية في مجتمعاتنا وتدمير كل طاقاتنا خدمة للعدو الاسرائيلي ووجودها، الذي اصبح على المحك ويقاس بالسنوات، كما حدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي بات حلم الصلاة في المسجد الاقصى خلف سماحته وكل القيادات التاريخية واقعا قريبا جدا.
ما قبل ٧ تشرين الاول ليس كما بعده، تقول مصادر متابعة، وسيترك انعاكساته على لبنان وسوريا ومصر والاردن والعراق وكل محور المقاومة، ومهما فعلت “اسرائيل” فانها خسرت في التفوق والمبادرات الهجومية والتوقيت والمفاجآت ووضع الشروط، واثبت يوم ٧ تشرين الاول ان “اسرائيل” دولة ” كرتونية” ” واوهن من بيت العنكبوت”.
وحسب المصادر ان المرحلة التاريخية يقودها اليوم محور واحد يمتد من روسيا الى الصين ودول “البريكس” وايران وسوريا واليمن والعراق، وفي قلبه حزب الله وحماس والجهاد وكل القوى الفلسطينية واللبنانية، “وحدة الساحات” لهذا المحور يجعله لن يفرط في الانجازات والانتصارات التي بدأت في ٦ تشرين الاول عام ١٩٧٣، ومستمرة حتى ٧ تشرين الاول ٢٠٢٣، وما بينهما تاريخ من الانجازات يبدأ بطرد “اسرائيل” من لبنان عام ٢٠٠٠، مرورا بالوعد الصادق وصولا الى طوفان غزة، والمفاجات كثيرة وكبيرة حتى زوال “اسرائيل”.
واكدت المصادر ان هذه الاتتصارات تقف وراءها قيادات تاريخية لا تساوم وتعرف ما تريد، وقادرة على استثمارها لصالح تحرير كل فلسطين واخراج سوريا من محنتها، وليس كما فعل انور السادات بالذهاب الى كمب دايفيد واوسلو، فهذه التنازلات والمساومات وراء كل الهزائم العربية والتفريط بدماء الشهداء.
واشارت المصادر الى ان الزيارات القادمة للوسيط الاميركي هوكشتاين الى لبنان تختلف عن سابقاتها، ومحكومة بالتحولات التي فرضها ٧ تشرين الاول، وهو يدرك ذلك ولا يمكنه القفز فوقها وفوق دفتر شروط المقاومه واجندتها بعد التوازنات الجديدة، وهذا ما يسري على لودريان والقطري والسعودي والمصري ايضا، وكل مَن يريد زيارة لبنان مستقبلا، كما سيترك تداعياته الايجابية على سوريا لجهة فك الحصار عنها بالقوة، كما تشمل نتائجه اليمن والعراق، وسيفرض على الرياض المزيد من الخطوات الايجابية تجاه طهران وسوريا، كما سيعيد وهج المرحلة الناصرية “خلي السلاح صاحي”.
والسؤال الذي يجب ان يطرح، هل تؤدي انتصارات غزة الى انهاء الحاجة الى دور الكيان المؤقت” ككلب حراسة” للمصالح الاميركية في المنطقة؟ خصوصا ان واشنطن اضطرت منذ الـ ٢٠٠٠ الى التدخل المباشر في كل الملفات لحماية مخططاتها ومشاريعها بعد عجز الكيان المؤقت.
وحسب المصادر فان حماس تضع اليوم المسمار الثاني في نعش كيان العدو، بعد ان دق حزب الله المسمار الاول الذي تدرس قيادته كل الاحتمالات وامكانية الدخول في المواجهة التي تصبح حتمية، اذا قرر المجانين في “اسرائيل” اجتياح غزة، وعندها تكون قد كتبت ورقة نعيها بنفسها. ورأت المصادر ان اسحاق رابين وحده عرف اين تكمن مصلحة الكيان المؤقت، عندما ذهب باتجاه السلام والموافقة على الانسحاب من الجولان والعودة الى اراضي الـ ٦٧، لانه ادرك ان المستقبل ليس لصالحهم، والتنازل في العام ١٩٩٤ افضل من الاستسلام والزوال بعد الـ ٢٠٢٣ بسنوات، وهذا ما يترجم حاليا على ارض الواقع.
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**