كالعادة، وكما تعود العالم، فإن شعار الأسرى في سجون الاحتلال إما “النصر أو الشهادة”، إذ إنهم لا يرفعون الراية البيضاء استسلاماً للقراءات التعسفية بحقهم، فهذه المرة انتفض أسرى سجن “النقب” في وجه قرار المتطرف إيتمار بن غفير بمنع إدخال الملابس لهم لمدة 6 شهور، إذ شرعوا بإرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام اليوم كرد أولي على إجراءات إدارة السجن التي تمس متطلبات حياتهم الأساسية، وسط تهديد بتنفيذ خطوات تصعيدية قد تفجر الأوضاع مجدداً.
الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى محمد الشقاقي، أكد أنّ فرض إدارة مصلحة السجون عقوبات جديدة بحق الأسرى القابعين في قسمي (26 و27) بسجن النقب تتمثل بحرمانهم من إدخال الملابس لمدة ستة شهور جريمة صهيونية تستدعي تحركًا على كافة الصعد.
وشدد الشقاقي في تصريح صحفي على أنّ خطوات الأسرى التصعيدية بإغلاق الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام اليوم الثلاثاء تأتي ردًا على الجرائم الصهيونية المتواصلة بحقهم.
وقال: “إن الاحتلال الصهيوني هو المسئول عن التوتر الحالي سجن النقب، عقب قراراته الإجرامية، داعياً إلى معاقبة كيان الاحتلال وطرده من المحافل والمؤسسات الدولية والأممية كافة، وإن هذا الاحتلال البغيض يكشف عن وجهه القبيح مرة أخرى عبر معاداته للقيم الإنسانية، وفرض سطوته على الأسرى العزل.
بدوره، قال رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدورة فارس: إن الأسرى في سجن “النقب” بدأوا بالتحرك ضد الهجمة المسعورة والإجراءات التي تنفذها إدارة السجون بتعليمات من المتطرف “إيتمار بن غفير” بحقهم.
وبيّن فارس في مداخلة عبر إذاعة “القدس”، تابعتها “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023: أنّ إدارة السجون منعت استقبال ملابس للأسرى لـ 6 شهور، ما يعني أنهم سيقضون برد الشتاء القارس بالملابس الصيفية، وهو ما يؤكد إنها إجراءات تعسفية تهدف للانتقام منهم.
وأشار إلى أن سجن النقب مكتظ بالأسرى، ما يدفعهم إلى تبادل المقتنيات وتقسيمها بينهم، سواء الملابس أو الأغطية أو غيرها من احتياجاتهم اليومية والإنسانية.
وأوضح فارس، أنّ إدارة السجون تستغل أي خلل بسيط أو غير مقصود من الأسرى ويشرعون على تضخيمه ليتخذوا بحقهم إجراءات متطرفة وعقوبات جماعية، مضيفاً: “أن العديد من ضباط الاحتلال يمتلكون نزعة متطرفة تجاه الأسرى لإرضاء بن غفير”.
وأشار إلى أن إدارة السجون لديها أمراً للانقضاض على حقوق الأسرى بأي فرصة تسنح لهم، مضيفاً: “ما يهم السجّان ويعمل عليه جاهداً هو أن يُبقى الأسرى في حالة توتر وعدم استقرار مستمرين”.
ولفت إلى أن الطريقة لمواجهة ومعالجة الهجمة ضد الأسرى في النقب، هو دفعهم للتراجع عن قرارهم المتطرف، الذي قد تكون له تداعيات، تؤدي إلى انفجار السجون.
وطالب ضرورة تكريس معادلة تفهم بموجبها “إسرائيل” أن الانتهاكات بحق الأسرى، هو عدوان على الشعب الفلسطيني بأكمله.
**