بمعزل عن الصورة الداخلية المنقسمة رئاسياً، والتي يبدو معها انتخاب رئيس للجمهورية مستحيلاً، الا ان هذه الصورة، في رأي شخصية وسطية بارزة، قابلة لأن تتبدل في اي لحظة، عندما تصدر «كلمة السر».
وتتهكم تلك الشخصية على ما تسميها «عشوائيات الزمن السياسي الجديد، وما فيها من بهلوانيات ومراهقات سياسية لا تحسب حساب خط الرجعة، وتعتقد ان في مقدورها ان تقلب الميزان الرئاسي في هذا الاتجاه او ذاك، فيما هي لا ترى بالعين المجردة عندما يقول الكبار كلمتهم». وقالت لـ»الجمهورية»: «ما زلت اراهن على المبادرة الحوارية التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكي تسري في الهشيم السياسي كونها توفّر على البلد تضييع المزيد من الوقت، ونجاحها يجنبه دفع المزيد من الاثمان الغالية».
اضافت الشخصية الوسطية عينها: «هذه المبادرة، بقدر ما عبّرت عن ارادة صادقة لبلوغ حل رئاسي يفرض على الداخل والخارج، ويقطع الطريق على اي حلول اكراهية قد تفرض من الخارج، فهي، اي المبادرة، تعبّر عن فرصة لحفظ ماء وجه كل الاطراف، وخصوصا لأولئك الذين رفضوها لا لشيء فقط من باب النكاية لا بل الغباء السياسي. اما والحال هذه من الاعتراضات غير المبررة على هذا الحل، فبتنا امام مرحلة طويلة من المراوحة واستمرار الانسداد السياسي والرئاسي، في انتظار ان يتبلور الحل الخارجي الذي أرى بعض ملامحه تتكوّن على الخط الاميركي – الايراني، وهذا الحل له ثمنه بالتأكيد.
وتبعاً لذلك، تقول الشخصية الوسطية، إن كل الاحتمالات واردة، مع التطورات الايجابية التي تتلاحق منذ فترة طويلة على مسار العلاقات الاميركية الايرانية. وبالامس، كنا امام مشهد مثير؛ واشنطن أفرجَت عن ستة مليارات دولار لايران، بالتوازي مع الافراج عن اسرى من الجانبين، وليس معلوما ماذا يخبّأ في مغارة الدولتين بعد، ومن هنا ليس مستبعدا في لحظة ما ان نشهد حدثا ذا طبيعة اقليمية دولية تُخلط فيه الاوراق ويفرض على الاطراف داخلا وخارجا او يسيروا بكلمة سر او بصفقة او بتفاهم اقليمي دولي يقلب كل هذا المشهد الرئاسي القائم في لبنان رأسا على عقب».
**