وما زاد “الطين بِلّة” هو تصريحات بيئية تنقّلت عبر الشاشات، تتحدّث بأنّ إعصار ليبيا بدّل مساره، ما يعني أنّ أيّ توقعات من قبل منظّمات الرصد الجويّ في لبنان والعالم، لا يمكنها التنبؤ بما تخبّئه الطبيعة من مفاجآت، لكن المطمئن أنّ لا تأثير لما حصل في المغرب على لبنان.
التغيّر المناخي سببه الإنسان
وفق الأمم المتحدّة، يشير تغيّر المناخ إلى تحوّلات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي قد تحدّث من خلال الطبيعة نفسها، بسبب التغيّرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، أو بسبب البشر.
كوارث المتوسط
بطبيعة الحال، لا يمكن توقّع شكل وحجم الكوارث، التي يمكن أن تحدث جرّاء ارتفاع حرارة الكوكب، والتي قد لا تتوقف مهدّدة بإحداث خلل في النظام البيئي بكلّ كائناته الحيّة وغير الحيّة، على أنّ عواقب تغيّر المناخ أصبحت واقعا ملموسا أمامنا كالجفاف، نقص المياه، الحرائق، ارتفاع مستويات سطح البحار والمحيطات، الفيضانات، ذوبان الجليد القطبي، العواصف والأعاصير، تدهور التنوّع البيولوجي وغيرها.
ومؤخرا تشهد منطقة البحر المتوسط كوارث متسارعة ومتتالية وعنيفة، وضعها حمدان في خانة تغيّر المناخ، الذي يؤدّي إلى زيادة الظواهر المناخية المتطرّفة كالجفاف والأعاصير، والعواصف الشديدة القوة وزيادة نسبة الحرائق في كثير من دول العالم هذا العام، نتيجة إرتفاع حرارة الأرض وازدياد الحرّ والجفاف، وأشار إلى أنّ منطقتنا تأثّرت كثيرا بتغيّر المناخ، كالجفاف الضخم الذي ضرب سوريا وأفريقيا ومناطق أخرى، ما أدّى إلى مشاكل غذائية ضخمة، وكذلك الإعصار الذي ضرب ليبيا، متوقّعا زيادة عدد وحدّة ووتيرة هذه الأنواع من الظواهر المناخية المتطرّفة، فمثلا ما قد يحدث مرة كل عشر سنين سيحدث كلّ سنة، لافتا إلى أنّ لا علاقة لزلزال المغرب وظاهرة الزلازل عموما بتغيّر المناخ.
وزارة البقاء!
وحذّر حمدان أنّ ما يحدث اليوم من كوارث ليس نهاية الأمر، إذ كلما زادت الغازات الدفيئة في الجوّ، كلّما اشتّد تغيّر المناخ وأصبحت هذه الظواهر أقوى في المستقبل، خصوصا إذا لم نتحرك وغيّرنا اقتصادنا، وتخلّينا عن النفط نهائيا في الإقتصاد البشري، فإنّ آثار تغير المناخ ستكون كارثية ومدّمرة تهدّد حضارة الإنسان على كوكب الأرض، فالأمر مسألة بقاء، وبعض وزارات البيئة في أوروبا تسعى لتغيير إسمها من وزارة البيئة إلى وزارة “البقاء”.
شتاء لبنان أقصر
واكد ان لبنان سيخسر الثلج، الثروة المائية، غابات الأرز وهويّتنا، أي “علم لبنان”، فالثلج الأبيض وشجرة الأرز ” رح يختفوا” بسبب تغير المناخ، كما ستتأثرالزراعة كثيرا”، واوضح أنّ تغيّر المناخ يزيد من حدّة ووتيرة الآثار المناخية المتطرّفة، وإعصار ليبيا ظاهرة مناخية متطرّفة، وهذه الظواهر ستزيد وتصبح حدّتها وأضرارها أكثر وأكبر في المستقبل بسبب تغيّر المناخ، ومن ظواهره في لبنان ازدياد في نسبة حرائق الغابات بشكل كبير جدا، وفي نسبة الجفاف والحرّ، تقلّص الثلوج المتساقطة من حيث الكمية والمدّة، وأصبح فصل الشتاء أقصر، ويمكن أن نتعرّض لأعاصير وظواهر مناخية متطرّفة، إذ بدأنا نرى تغييرا بتوزيع هطول الأمطار وليس فقط الثلوج، كذلك الصقيع القاسي وموجات الحرّ التي شهدناها هذا الصيف لها علاقة بتغيّر المناخ، والذي يؤدّي أيضًا إلى وفيات.
لا لاقتصاد النفط… نعم لثورة الطاقة
واشار الى ان الحلّ لإنقاذ الأرض يتجلّى بعدم حرق النفط، لإتاحة الوقت للأشجار لسحب غاز ثاني أكسيد الكربون من الجوّ، وتكثيف الزراعة لخفض حرارة الأرض، والمواجهة الجذريّة تكون بالتخلّي نهائيا عن اقتصاد النفط أو اقتصاد الوقود الأحفوري: نفط، غاز طبيعي، فحم حجري والتحوّل إلى الطاقة المتجدّدة، لافتا إلى أنّ ثورة الطاقة التي حصلت في لبنان، والتحوّل نحو الطاقة الشمسية، لا بد أن يحصل عالميا بوتيرة أسرع، والتخلّص من الإعتماد على النفط خلال 20 إلى 30 سنة كحدّ أقصى، عبر السيارات الكهربائية، إستخراج كهرباء من الطاقة الشمسية أو الهوائية… إلخ، فالتحوّل الكلي إلزامي ويجب أن يحصل سريعا، وهو ما أٌقرّته اتفاقية باريس حول تغيّر المناخ.
وخلص حمدان إلى ضرورة أن يمتلك اللبنانيون الوعي بهذا الموضوع، فالبعض لا يعتبر ذلك أولوية فيما هناك تهديد حقيقي لمستقبل أولادنا، وعلى الجميع المطالبة بالتحوّل النظيف، فالغاز الطبيعي في البحر لن يحلّ مشاكلنا الإقتصادية، والأرقام تظهر بأنّه ليس لدينا هذه الثروة الطائلة، لذا علينا الإتجاه نحو الطاقة المتجدّدة لتحقيق الإكتفاء الذاتي ويصبح لدينا إستقلال وأمن طاقة.