سيطر الهدوء الحذر أمس على محاور مخيم عين الحلوة. وشهد المخيم سلسلة خروق لوقف إطلاق النار تركزت قبل ظهر أمس على حي حطين حيث أدى سقوط قذيفة على أحد منازل الحي إلى اشتعال النيران فيه. كما سمع بعد الظهر دوي قذيفتين تبعهما إطلاق نار، ما لبثت أن تطورت إلى تجدد الاشتباكات بين «فتح» والإسلاميين على محور حي حطين جبل الحليب استخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة، ما أدّى الى إصابة مسؤول حركة الجهاد الإسلامي معين عباس وجرح آخر. كما سجل انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري. وتوسعت رقعة الاشتباكات من جبل الحليب – حطين الى محور التعمير – البركسات داخل المخيّم حيث تردّدت أصداء القذائف الصاروخية في مدينة صيدا.
وعلى مسار المساعي الجارية، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا قبل ظهر أمس في السراي، لبحث الوضع في مخيم عين الحلوة، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات. وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.
وقال الأحمد بعد اللقاء: أنهت لجنة التحقيق التي شُكّلت في وقت سابق أعمالها، وحددت أسماء المتهمين بعملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. وكان لا بد قبل ذلك، عودة المهجرين الى منازلهم. وبالمناسبة، في تلك المرحلة وفي اليوم الخامس، لم يكن هنالك أي مهجر من المخيم، ولكن العناصر الارهابية الخارجة عن القانون بقيت مصرة على خرق وقف إطلاق النار والاستمرار باطلاق الرصاص والقصف بشكل عشوائي، ليس في المخيم فقط وفي منطقة المدارس التي تتحصن بها، بل حتى في أنحاء صيدا، فضلاً عن قصف مواقع وثكنات الجيش اللبناني، وكأن هناك من يعطيهم تعليمات لتفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة وليس في المخيم فقط بل في الجوار وفي صيدا وخارج حدود المخيمات، ما يدل على هناك مؤامرة أكبر مما يتصور البعض».
أضاف: «هناك جماعات لها اتصالات مع جهات أجنبية استخبارية موثقة لدينا والكل يعرفها. اتفقنا على التمسك بما قررناه وضرورة وقف حقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورطين في جريمة اغتيال العرموشي ورفاقه وقبله عبد الرحمن الفرهود الذي اغتيل قبل اغتيال العرموشي بأيام». وقال: «يجب عدم استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في لبنان والفراغ الموجود للعبث بأمن لبنان الشقيق».
وكشف عن اتصال جرى أمس من استخبارات دولة أجنبية في داخل لبنان مع هؤلاء حول الوضع، للتحريض وتقديم اغراءات خدمة للبرنامج، وإسرائيل ليست بعيدة عما يدور، وحتى الوضع الداخلي اللبناني والقوى المستفيدة من هذا الفراغ ومن الأزمة السياسية والاقتصادية أيضا لا تريد الخير للبنان بل الفوضى، ولكننا نثق بحكمة القيادة اللبنانية وقدرتها على التصدي لمثل هذه المحاولات وسنكون الى جانبها».
كما عقد لقاء قيادي أمس بين حركتي «حماس» و»فتح»، في السفارة الفلسطينية في بيروت للبحث في تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم. وصدر عن هذا الإجتماع بيان شدّد على نقاط عدّة أبرزها: وقف الحملات الإعلامية، وتأكيد قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالتزام تثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المطلوبين، والعمل على تسهيل عودة المهجّرين إلى منازلهم، والإسراع في إخلاء المدارس لإعادة إعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى.
وفي ضوء عدم استقرار الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة، مددت رئاسة الجامعة اللبنانية إغلاق كل فروعها في صيدا، كما استمرّت سرايا صيدا في إقفال إداراتها الرسمية.
**