بَدا من المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري مُستبقاً عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان القريبة الى لبنان، انّ ايلول الجاري سيكون حاسماً في شأن الاستحقاق الرئاسي، فإمّا تُفضي هذه المبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية وإمّا سيطول الفراغ الرئاسي الى أمد غير معلوم.
فقد اغتنم بري مناسبة الذكرى الـ45 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه ليطلق مبادرته الحوارية، فقال: «للمرّة الأخيرة أقول، تعالوا في أيلول إلى حوار في مجلس النّواب لرؤساء الكتل وممثّليها، لمدّة حدّها الأقصى 7 أيّام، وبعدها نذهب إلى جلسات مفتوحة ومتتالية، إلى أن نحتفل بانتخاب رئيس للجمهوريّة». وأكد أن «استحقاق رئاسة الجمهورية كان يجب أن يُنجز بالأمس قبل اليوم وغداً قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان»، سائلاً: «هل ممنوع على مكوّن سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده؟». وأشار إلى أنّ «أطرافاً عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة، وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها».
وأكد بري أنّ «إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوات على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشَل أدوارها، لا سيما عمل السلطتين التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وبتعطيل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق في أن تشرّع في كل الأحوال». وسأل: «هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة؟»، مؤكدا أن «المجلس النيابي لا يبتكر الضرورة بدل انتخاب رئيس الجمهورية». وانتقد من سمّاهم «فريق الوشاة، الذي يسيّر خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات في اتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضا وتشويها». وقال: «هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة «أمل». ودعاهم الى «توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم»، قائلاً: «إنتو غلطانين بالنمرة، وخَيّطوا بغير هالمسلة».
**