على وقع انتظار نتائج المساعي الخارجية الرامية إلى فكّ عقدة الاستحقاق الرئاسي بعد تعطّل المسارات الداخلية، اقتحم الستاتيكو المحلي اقتراح من خارج السياق، يقضي بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، تعيد «هندسة» المجلس وخلط أوراقه. فما هي قابليته للتحقق؟
قبل أيام خرج نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من اجتماع مع الرئيس نبيه بري ليطلق بدوره «أرنباً» في براري الأزمة السياسية، قوامه الدعوة إلى تنظيم انتخابات مبكرة، وذلك بعد مرور نحو عام وشهر على ولادة المجلس الحالي.
لكن، وبمعزل عن توقيت الطرح ومكانه، فإنّ السؤال المطروح هو: هل حصول انتخابات نيابية مبكرة ممكن إذا استمر العجز عن انتخاب رئيس الجمهورية، ام انّ القوى السياسية ليست في هذا الوارد مهما طال أمد الفراغ؟
وهناك من يلفت أيضاً الى انّ إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون نفسه سيعيد تلقائياً إنتاج تعقيدات المجلس الراهن، حتى وإن اختلفت الأحجام قليلاً هنا أو هناك.
ولكن، كيف يفسّر صاحب الاقتراح حقيقة أبعاده ومراميه؟
يؤكّد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لـ«الجمهورية»، انّ اقتراحه القاضي بإجراء انتخابات نيابية مبكرة هو من بنات أفكاره شخصياً ونسَبها السياسي يعود إليه حصراً، نافياً ان يكون طرحه موحى او موصى به من قِبل الرئيس نبيه بري او «حزب الله»، «كما افترضت بعض المخيلات».
ويضيف بو صعب مفنداً الأسباب الموجبة لطرحه: «لا الحوار ممكن حتى الآن بسبب رفض البعض له، ولا الانتخاب متيسّر نتيجة التوازن السلبي في مجلس النواب، وهناك من يهمس بأنّ المجلس الحالي قد لا يستطيع اختيار الرئيس حتى انتهاء ولايته. فهل المطلوب ان نبقى مكتوفي الأيدي وأن نقف متفرجين على الشغور المتمادي وتداعياته من دون أن نحرّك ساكناً؟».
ويلفت الى انّ الانتخابات المبكرة ليست اختراعاً البارود، «وهناك دول كثيرة تلجأ الى مثل هذا الخيار عندما تواجه مأزقاً سياسياً أو تدور في حلقة مفرغة، وانا طرحت فكرة للنقاش ليس إلاً، خصوصاً انّ من واجب المسؤول محاولة اجتراح حلول ومخارج، وليس الاكتفاء بتوصيف المشكلات ومراقبتها».
المصدر:”الجمهورية – عماد مرمل”
**