كشفت صحيفة “الأخبار”، إلى أنّ جهاد أزعور حط في بيروت الخميس الماضي، وبقي حتى ظهر السبت، وزار رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب لنقاش عام يتعلق بكل الأوضاع، قبل أن يكمل جولته على آخرين من القيادات المعنية، بما في ذلك نبيه بري ونجيب ميقاتي. إلا أن أزعور لم يلتق رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ولم يبلغ من التقاهم قراره النهائي قبول الترشيح من عدمه، بل كان أقرب إلى الفكرة التي تقول بأنه يفضّل ألا يواجه ما واجهه فرنجية، أي أن لا يتم إعلان ترشيحه من قبل الجهات المتوافقة عليه، وترك الأمر له ليجد المخرج المناسب. وهذه بحد ذاتها نقطة أقلقت بعض مؤيديه.
وتبين لاحقاً بحسب الصحيفة، أن أزعور كان يسعى إلى وضع كل المعنيين بالاستحقاق الرئاسي في أجواء تعبر عن جوهر موقفه أنه ليس مرشح مواجهة، وهذا لا يعني عدم حصول تنافس مع فرنجية أو غيره، لكنه ليس في مواجهة مع أحد لأنه يعتقد بأن المواجهة ستقوده إلى الفشل ولو وصل إلى قصر بعبدا، وأنه ليس مرشح جهة، بل يحظى بدعم جهات لها تمثيلها في مجلس النواب، وبالتالي، لا يمكن تحميله مسؤولية أي موقف سياسي لهذه القوى. كما فهم آخرون أن أزعور لا يريد ربطه دائماً بسياسات سابقة، وأن صداقته مع الرئيس السنيورة لا تعني أنه يمثل السنيورة أو أن السنيورة يتحدث باسمه.
كما أشارت الصحيفة، إلى أنّ الغطاء الوحيد الذي يناسب أزعور هو غطاء بكركي كونها تمثل مرجعية عامة في لبنان، وليست جهة سياسياً بحد ذاته. ويتصرف أزعور على قاعدة أنه لم يبادر بطرح نفسه كمرشح منذ اليوم الأول، وأن هناك من بادروا بإعلان اسمه، من وليد جنبلاط إلى البطريرك الراعي وباسيل وشخصيات مستقلة. وبالتالي، فإن موقفه النهائي ليس معلوماً بعد.
وأكّدت الصحيفة، أنّ الفريق الداعم لفرنجية سبق أن أبلغ أزعور، أكثر من مرة، أنه متسمك بموقفه، وأن لا خطة بديلة لدى الثنائي. كما أبلغه الفرنسيون أن باريس تدعم التسوية التي تحمل فرنجية إلى القصر الجمهوري، وعرضوا أن يكون حاكماً لمصرف لبنان خلفاً لرياض سلامة، وهي مهمة لا يحبذها الآن. وبالتالي، يعتقد أصحاب هذا الموقف أن أزعور يعرف تماماً أن قبوله الترشح في وجه فرنجية يجعله خصماً، وأن المعركة الرئاسية ستجعله مرشح مواجهة ليس العكس.
**