في ذكرى غيابه كلمةٌ دامعة صامتة في رحيل الرفيق والمناضل غازي عبد الخالق .كلمةٌ تعبّر عن لحنٍ مفعمٍ بمرارة الموقف الجلل، أمام ترجّل فارسٍ عروبي توحيدي عشق الشقاء والجهاد والألم في صراع الحياة، ومناضلٌ صابر مكافح عشق فلسطين منذ شبابه فجعل منها ايقونة مسيرته الحزبية المشبعة بقيمٍ ومبادىء مرتكزة إلى مقاومة ووعيٍ وحرية تلتزم بكرامة الإنسان وعزته وعنفوانه.تميز “ابا وائل”بالعمق والعشق للقضية الفلسطينية التي حفرت في وجدانه، وسكنت القدس قلبه. فتحوّل إلى مناضلٍ في سبيل قضية الأحرار المركزية مدافعاً عن حق الثورة والعودة والتحرير، ومضى قدماً في النضال التوحيدي فتميّز بمواقف ثورية وبجرأة وبطولة ومروءة وصدق .وتحوّلت افعاله إلى شمس توحيدية نضالية لهدم غياهب الجهل والفقر والعبودية، ليبني معالم الثورة الحقيقية . وهذا ما دفعه ليكون فاعلاً بثقافته وعلمه ومعرفته في صفوف حزب التوحيد العربي بقيادة حامل مشعل الثورة وئام وهاب حيث كان من الكوادر الثائرة والمتحررة من قيود الإنغلاق والتعصّب والفكر الهامشي، متشقاً قلما ثائراً منقباً دائماً في مسيرته عن طريق العروبة الإنسانية والعلمنة الشاملة والوحدة ومفاهيم الحرية من أجل نصرة فلسطين وقضايا التحرر والتنمية والنهوض بالوطن العربي.
هي باختصار صفحةٌ ومسيرة هذا الفارس الراحل مسيرةٌ ناصعةٌ بيضاء وسجلٌ نضالي خالد يشكّل مرآةً جوهر وطبيعة عروبة وتوحيدية غازي عبد الخالق صاحب الأخلاق الطيبة والشمائل المفعمة بالمكارم والفضائل والفروسية.
ويبقى رفيقي غازي في رحلة الموت هذه حاضراً بالذاكرة والوجدان والضمير مستمراً في الحياة ومنتصراً بها بسيرته العطرة ومخزونه الفكري فعلاً وممارسةً وقولاً، طوبى له والرحمة له والصبر والإيمان لعائلته الكريمة ولابنه “وائل” وابنته “زينة”ولرفيقة دربه “هيام” التي كانت نعمَ الشريكة الوفية له. وأخيراً نقول طوبى لك “ابا وائل” فإن الحياة على الدوام وقفة عز للأحرار رحمك الله.
**