قالت أوساط سياسية مطلعة ومواكبة للاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية» انّ هذا الاستحقاق تحرّك مجدداً بعد فترة جمود دامت من خمسة الى ستة اشهر، وتحديداً بعد وقف الجلسات الانتخابية التي لم تخرج بأي نتيجة عملية.
ولاحظت هذه الاوساط انّ هناك دينامية متجددة داخلية وخارجية كأنها تستند الى انّ الافق الذي أوصَل الاستحقاق الرئاسي الى الاستعصاء كان مسدوداً، وبالتالي بدأ البحث الخارجي والداخلي عن مخارج محتملة للخروج من عنق الزجاجة الرئاسية، ومن الواضح ان هناك حركة تشهدها ساحة الاستحقاق الرئاسي على ثلاث مستويات اساسية:
ـ المستوى الاول: حركة ناشطة لمجموعة الدول الخمسة المعنية بالاستحقاق الرئاسي (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر). وبالتالي، هناك اجتماعات غير معلنة واجتماعات كواليسية وحركة لسفراء وحركة خارجية وحركة اجتماعات. وبالتالي هناك حركة ناشطة على هذا المستوى. وفي هذا السياق هناك من يقول انه بعد ان وصلت المبادرة الفرنسية الى ما وصلت اليه، فإنّ هناك توجّهاً الى أن تكون الانتخابات الرئاسية في لبنان نتيجة لمساعٍ عربية مباشرة وكأن القمة العربية ستكون هي الفيصل حيث انه ما بعد هذه القمة سيتم التفرغ للاستحقاق الرئاسي في لبنان وتكون الانتخابات الرئاسية هي نتيجة مباشرة لنتائج هذه القمة. وبالتالي، الانظار تتجه نحو القمة العربية وما يمكن ان ينتج منها وتحديدا من جهة رسم خريطة طريق رئاسية جديدة.
– المستوى الثاني: يتعلق بالمعارضة التي عاوَدت اجتماعاتها ولقاءاتها في محاولة للخروج من الجمود الذي دخلت فيه منذ فترة سعياً الى توحيد صفوفها التي لم تتمكّن من توحيدها في المرحلة السابقة.
– المستوى الثالث: هو التنسيق بين القوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» بهدف الوصول الى ما يزيد عن النصف زائداً واحداً من اجل الوصول الى رئيس مع وقف التنفيذ، وهذا الرقم الذي لم تتمكن من تحقيقه المعارضة ولا فريق الموالاة، كما ان لا فريق 14 ولا 8 آذار تمكّنا من تحقيقه في زمن الشغور السابق. وبالتالي، يمكن القول ان ما تحقق حتى الآن هو كسر الحواجز بين المعارضة والتيار ولكن لا يمكن الكلام عن مؤشرات عملية في هذا السياق، وجُل ما يمكن قوله ان هناك دينامية متجددة خارجية داخلية وانتظاراً لنتائج القمة العربية.
**