كتبت صحيفة “الديار”: بين ١٣ نيسان ١٩٧٥ و١٣ نيسان ٢٠٢٣ المسلسل واحد وطويل، لم يتبدل شيء، طيور الظلام لم تهاجر سماء لبنان بعد، الطوائف وراء متاريسها، القوى السياسية هي نفسها من الاجداد الى الاباء وصولا الى الابناء، شعارهم واحد «التكاذب المشترك» وتعميم الخوف من الاخر، لم يفعلوا شيء سوى نقل البلد من فتنة الى فتنة، لم ينزلوا من «بوسطة عين الرمانة بعد»، يسكنهم الحنين الى حروب الزواريب والقتل وخطف الوطن على الهوية، نجحوا في ممارسة كل الموبقات والمحظورات وفشلوا في بناء دولة لها مكانة تحت الشمس، زرعوا القلق، هجروا الناس، حاصروهم بكم هائل من الازمات، عمموا العتمة والاحباط واليأس، هجروا الطاقات وخيرة الشباب والصبايا، ادخلوا الغصة والدموع الى بيوت كل اللبنانيين وما زالوا على غيهم، متمسكين بكراسيهم ونكاياتهم، انهم ناد واحد
وسط هذه العتمة القاتلة شكلت المقاومة وانجازاتها بقعة الضوء الوحيدة في العتمة القاتلة عبر تحرير الارض وحفظ الكرامات. لكن المشكلة الاساسية تبقى في الناس الذين «اجروا» عقولهم لجلاديهم، وهذا ما يبقي البلد اسيرا لمرحلة ١٣ نيسان واستحالة الخروج منها الا بكنس هذه الطبقة وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والحق والخير.
**