كتبت صحيفة “الديار” تقول: لم تتبدل حالة الاستقرار على الحدود الجنوبية، ولم ينجح العدو في نقل التوتر الى الجانب اللبناني. رفع منسوب التهديد والوعيد لن يغير «قواعد الاشتباك» السائدة حاليا، بقرار حاسم من المقاومة الجاهزة لمنع العدو من تصدير ازماته الداخلية الى الخارج.
في هذا الوقت، لم يؤد دخول العدو الاسرائيلي على خط توتير الاجواء جنوبا، بعد التخبط في تقييم عملية مجيدو، حالة من الهلع على الجانب اللبناني من الحدود، وفيما اعلنت قوات اليونيفيل عدم حصول تسلل من الاراضي اللبنانية، علمت «الديار» ان جهوزية المقاومة عالية جدا، للرد الفوري على اي محاولة لتعديل قواعد الاشتباك، غير القابلة «للمس». وسواء كانت الضجة مفتعلة للهروب من الازمة الداخلية العميقة او لاسباب اخرى، فان ما حصل اعاد الاسرائيليين الى مربع انعدام الثقة بالاجراءات الامنية المتخذة على الحدود الشمالية على الرغم من الادعاءات بسرعة التعامل مع الموقف لاحقا، وبات السؤال المركزي المطروح كيف تمكن شاب فلسطيني من تجاوز الحدود والتوغل نحو 70 كيلومترا في الاراضي الفلسطينية المحتلة دون رصده؟ اما مراكز القرار الاستراتيجية في اسرائيل فخلصت الى الاستنتاج بان اعداء الكيان بمن فيهم حزب الله يدركون اليوم انه في اضعف اوقاته في ظل الانقسامات الداخلية العميقة.
اليونيفيل تنفي “المزاعم”
وكان الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي نفى المزاعم الاسرائيلية، وقال ان «اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة»، ودعا الطرفين الى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات». وفيما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنَّ «منفّذ عملية «مجيدو» فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع حركة»حماس»، جال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية لطمانة المستوطنين ولاجراء تقييم للأوضاع الأمنية. وأشار إلى أنه «تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا». كما شدد على أن منفذ عملية مجيدو سيندم عليها، وقال سنردّ في التوقيت المناسب وبالطريقة الملائمة.
هل تقع الحرب؟
الارباك الاسرائيلي الامني تصدر تحليلات مراكز الابحاث ووسائل الاعلام الاسرائيلي، وفي هذا السياق، اشارت دراسةٌ جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ تفاقُم الأزمة الداخليّة التي تشهدها اسرائيل تزيد من إيمان الأمين العّام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باقتراب زوال ونهاية إسرائيل، لافتةً في ذات الوقت أنّ الأزمة تدفع نصر الله إلى التأكّد بأنّ حزب الله قادرٌ أنْ يندفِع نحو التحدّي الماثِل أمامه، وبالتالي فإنّه من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يزيد حزب الله من نشاطه العملياتي. لكن الدراسة شدّدّت على ان التقديرات الإسرائيليّة تفيد بان حزب الله ليس معنيًا في الوقت الحالي بحربٍ شاملة. واقرت الدراسة بتزايد قوّة حزب الله خصوصا ما اسمته منظومة سلاح الجوّ التي ادت إلى تقليل نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء اللبنانيّة الى حدود الصفر، وهذا التطوّر، أكّد لنصر الله بقدرته على ردع إسرائيل من ناحية، ومن جهةٍ أخرى التعامل معها في حال نشبت الحرب بين الطرفين. واكد مركز الابحاث أنّ نصر الله ما زال متمسكًا بالإستراتيجيّة التي تبنّاها في السنوات الأخيرة والقاضية بتقوية معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ، ولن يقبل تغيير قواعد اللعبة على الأرض وفي البحر وفي الجوّ، واذا كان ليس معنيا بحربٍ شاملةٍ مع إسرائيل فيبقى الخوف من ان يقوم أحد الأطراف بفهم خاطئٍ لنية الطرف الثاني، ومن هنا ستكون الطريق لاندلاع الحرب القادمة قريبة.!
تحولات لصالح حزب “الله”
من جهتها، استنتجت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية انه وعلى الرغم من علامات الاستفهام العديدة، شيء واحد يتضح هنا: إن التصعيد، وربما في أكثر من ساحة واحدة، بات على الأبواب، وتركيز حكومة إسرائيل على الانقلاب الداخلي لا يساعد في معالجتها، بل العكس؛ يزيد الخ. بدورها اشارت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان الصورة الإقليمية تغيرت في صالح حزب الله بشكل دراماتيكي. وثمة قاسم مشترك للمصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية، والمناورات البحرية المشتركة التي تجريها لأول مرة إيران وروسيا والصين في مدخل الخليج الفارسي، وبين زيارة الأسد إلى روسيا، والمحادثات التي بدأت هناك برعاية بوتين بين مندوبي إيران وسوريا وتركيا على إقامة نظام جديد في سوريا. والهدف: دحر أقدام الولايات المتحدة عن المنطقة، انطلاقاً من تقدير بأنها اليوم ضعيفة ومنشغلة بشؤون أخرى. وكل الخيوط تبدو متشابكة، وهي تخلق فرصة ذهبية لأعداء إسرائيل ولخصوم واشنطن في الشرق الأوسط للنهوض ولاستغلال الوضع في صالحهم. اما صحيفة «معاريف» فقد رات ان التفاهم بين السعودية وإيران مصدر لقلق إسرائيلي ولمحافل أخرى تشاركها فكرها، فهي تكشف عن مدى ضعف مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، الحليف الأساس والشريك الاستراتيجي لإسرائيل، وبرايها فان السعوديين خاب املهم من انعدام تصميم الغرب وإسرائيل تجاه إيران، واستخلصوا الدروس من عدم استعداد إسرائيل للصدام مع حزب الله في سياق اتفاق الغاز مع لبنان ومن غرق إسرائيل بسبب الأزمة الداخلية، فاستنتجوا بأن عليهم أن يهتموا بأنفسهم.