عكار في عين العاصفة ساحلا وجبلا، فهل اعدت وزارة الاشغال والبلديات العدة لمواجهة العاصفة؟ أم ان عكار متروكة لمصيرها تواجه بقدرتها المحلية المحدودة؟
في كل عاصفة تمر على عكار، تتحول الشوارع الى بحيرات، والى سيول في شوارعها الرئيسية، خاصة في محيط العبدة ومفرق ببنين، كما في حلبا وصولا الى مفرق الخريبة…
ما تغرق مزروعات سهل عكار بالسيول، فتتحول نعمة الامطار الغزيرة الى نقمة تصيب المزارعين، عدا ارتفاع مستوى النهر الكبير الذي يغرق مياهه الاراضي الزراعية…
الخطر المستجد في عكار، هو ما تتعرض له ألواح الطاقة الشمسية التي بدأت تشهدها عكار وتتنامى نتيجة غياب الكهرباء، ولارتفاع فواتير الاشتراكات بما يضاهي مدخول معظم العكاريين بكثير…
وقد شهدت بلدات عديدة تطاير الواح الطاقة الشمسية، مخلفة المزيد من الاضرار المادية للعائلات التي ارهقتها كلفة تركيب الطاقة من مال الاغتراب على حساب النفقات الشهرية لهذه العائلات.
ثمة نقاش يدور في المجالس العكارية، حول خلفيات الاهمال المتواصل لشبكة المواصلات، وتعزيل مجاري الامطار، او استعداد الاهالي في القرى الجبلية للعاصفة، من حيث تأمين مادة المازوت، او الحطب وكلاهما ارتفعت اسعارهما الى ما يفوق قدرة غالبية العائلات، دون اهتمام من المراجع المختصة الغارقة بازمات سياسية، ومالية، ومعيشية، واقتصادية، واجتماعية…
الكثير من بلديات المنطقة عملت ضمن قدراتها المحدودة، وهي بلديات تعاني من نشاف في السيولة، وتواجه مشاكلها المتعددة باللحم الحي، حسب قول احد رؤوساء البلديات، وبالكاد تستطيع البلديات ازالة النفايات، وقد بدأت مشاهد اكوام النفايات تؤذي بتكاثر جراثيمها وروائحها قرى وبلدات عكارية عديدة، والمشاهد مؤذية لمن يعبر بعض الطرقات الرئيسة في عكار، او في مداخل قرى وبلدات في انحاء عكار.
اكثر ما يساهم في ازمة السيول ومخلفاتها واضرارها، هو الحفر والاخاديد التي تسود طرقات عكار، وتزيد من اتساع هذه الحفر التي تصبح مصيدة سيارات تتكسر فيها، واصلاح سيارة بات مرهقا بشكل ان الاسعار كلها مدولرة حتى أجرة الميكانيكي، وتتزايد أعطال السيارات كونها تقع في حفر تحولت الى بحيرات بفعل العاصفة.
قبل العاصفة صدرت اصوات من هيئات شعبية عكارية، دعت الى تأهيل الطرقات وترميمها قبل موسم الشتاء، وكل هذه النداءات لم تلق اهتماما رسميا، ولا اهتمام نواب المنطقة، وبعد جهود مضنية قامت بها مجموعة شباب حلبا، لتأهيل طرقات عكار الممتدة من حلبا الى مفرق خريبة الجندي، ومن حلبا باتجاه العبدة، والتي سبق ان خربتها حفريات شركات وجعلتها حفر ومستنقعات، رست المناقصة على شركة بدورها سلمتها لاحد المتعهدين، ثم حصل خلاف بين متعهد وآخر على تأهيل الطرقات، فتوقف العمل بانتظار حل الخلافات، وقد داهمت امطار العاصفة هذه الاعمال مما يجعلها غير ذي فائدة…