عادت، في أعقاب نشْر حركة «حماس» أخيراً تسجيلاً مصوَّراً للأسير الإسرائيلي لديها آبراهام مانغستو، قضية صفقة التبادل المنتظَرة منذ سنوات بين الحركة ودولة الاحتلال إلى الواجهة، وسط توقّعات بإمكانية تحقيق اختراق في هذا الملفّ. إذ يسود الأوساطَ «الحمساوية» تقديرٌ بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، على رغم يمينيّتها الفاحشة وانقساماتها، قد تكون معنيّة بإبرام الصفقة بعد طول انتظار، خصوصاً في ظلّ وجود مزاج لدى الجيش داعمٍ لذلك التوجّه. وتذهب هذه التقديرات إلى أن الأقطاب الفاشية في تلك الحكومة، والتي تضع على رأس أولوياتها تطبيق الصلاحيات الواسعة التي منحها إيّاها بنيامين نتنياهو في الأراضي المحتلّة، قد لا تُلقي بالاً لعرقلة طريق الأخير إلى إبرام اتّفاقية تبادُل مع «حماس»، مع التذكير هنا بأن أغلب الصفقات، تاريخياً، أُبرمت مع حكومات إسرائيلية يمينية. وعلى رغم ما يستثيره احتمال وقوع صفقة على غرار «وفاء الأحرار» التي كانت ولا تزال بحقّ الأكثر إعجازاً وإبهاراً، بالنظر إلى مقدّماتها وظروف انعقادها بالغة التعقيد والصعوبة ونتائجها الطيّبة، من أشباح تجرُّع الكؤوس المرّة في دولة الاحتلال مرّة أخرى، ومع أن كوابيس الهزيمة المعنوية قد تؤدّي بالفعل إلى تصعيب عملية إبرام اتّفاقية جديدة، إلّا أن «المستحيل» الحاضر حالياً، حضَر بأوجه أكثر «استحالة» في صفقات سابقة، كُتب لها أخيراً أن تتمّ، وعلى الشاكلة التي اشتهتْها المقاومة، وهو ما يكبّر آمال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وعائلاتهم وأحبّائهم بأن الفرج الموعود قد يكون أصبح قريباً.
المصدر:”الاخبار ”
**