كتبت صحيفة الجمهورية تقول: استمر الخلاف المُستجد بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» في التفاعل على وَقع بيانين متضادين في يوم واحد.
إذ وبعد بيان الصباح الباكر للعلاقات الإعلامية في الحزب، والذي سَرد فيه حيثيات مشاركته في الجلسة الحكومية موضع النزاع، ردّت اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في التيار لاحقاً ببيان اعتبر انّ الحزب وقعَ في التباس يستدعي التصحيح.
ولكن يبدو انّ الحزب سيكتفي راهناً ببيانه على قاعدة انه «كاف وواف ونقطة على السطر»، كما أكد قريبون منه لـ»الجمهورية»، مُشددين على أنّ قرار الحزب بالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء انطلقَ فقط من أسباب اجتماعية وإنسانية لا غير، ولم يكن يضمر أي استهداف للتيار أو لموقع رئاسة الجمهورية. وبالتالي، يجب أن تتم مقاربة موقفه بعيداً من «نظرية المؤامرة» التي لا مكان لها في حساباته.
الى ذلك، رجّحت أوساط سياسية عبر «الجمهورية» ان يكون التباين الواسع في مقاربة الاستحقاق الرئاسي قد فاقَم هواجس باسيل حيال الحزب الذي لا يزال يتمسّك بخيار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وإن يكن لم يُجاهر به بعد علناً.
واشارت الاوساط الى انّ جزءا اساسيا من الحساسية الزائدة لباسيل حيال «حزب الله» في هذه المرحلة يرتبط بالحسابات الرئاسية، وهذا ما دفعه الى الاستشعار بأنّ قرار الحزب بحضور مجلس الوزراء يَندرج في سياق الضغط عليه في الملف الرئاسي، «الأمر الذي ينفيه «حزب الله» لأنه لا يحتاج إلى توجيه رسائل لإيصال موقفه الذي أبلغه الى باسيل مباشرة».
لا اجتماع
وفيما تردّد أنّ اجتماعاً عُقد على هامش الجلسة النيابية بين رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل وعضوي كتلة «الوفاء للمقاومة» النائبين علي عمار وحسن فضل الله وعدد من نواب تكتّل «لبنان القوي»، أوضح النائب غسان عطالله أنّ النائبين عمار وفضل الله «كانا مارّين وحصل سلام بينهما وبيني وبينهما وبين النائب جبران باسيل، ولم يكن اجتماعاً».
بعد انتهاء عملية الإقتراع دخل باسيل الى القاعة، في مرحلة فرز الأصوات، أي أنه لم يُدلِ بصوته، وراح يتبادل أطراف الحديث مع نواب كتلته، بعدما استعاد مقعده من النائب أسعد درغام.
رد ورد مُضاد
وكانت العلاقات الاعلامية في «حزب الله» قد استبقَت الجلسة النيابية ببيان علّقت فيه على المؤتمر الصحافي الاخير لباسيل، واكدت انّ «حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أنّ اجتماع الحكومة الذي حصل هو نَكث بالوعد». واوضحت انّ التشاور والتوافق «مع بري وميقاتي كان على اساس ان لا تجتمع الحكومة إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة». وانه «في حال اجتماعها فإنّ قراراتها ستؤخَذ بإجماع مكوناتها»، وانّ «حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار». واكدت انّ «الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد، وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه».
واعتبرت «إنّ إعطاء مشاركتنا في الجلسة تفسيرات سياسية على سبيل المثال رسالة ساخنة في قضية انتخاب الرئيس، أو الضغط على طرف سياسي في الانتخابات الرئاسية، أو لَيّ ذراع لأحد، أو استهداف الدور المسيحي أو… أو… كلّها أوهام في أوهام، فحَجم الموضوع بالنسبة إلينا هو ما ذكرناه أعلاه». ووصفت تصرف «التيار» بأنه «تصرّف غير حكيم وغير لائق».
وردت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار الوطني الحر» على «حزب الله»، فقالت إنّ ما ورد في بيانه «مُلتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على إجماع مكونات الحكومة في اتخاذ القرارات، فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك إجماع في الحضور، فكيف يكون في اتخاذ القرارات؟!».
واعتبرت «انّ ما تم إخبار الوزير باسيل به في حال حضور الجلسة هو غير واقعي إطلاقاً، خصوصا أنّ الوزير هيكتور حجار قد حضر الجلسة فقط بغية إبلاغ الحاضرين عدم الموافقة على أصل عقدها وبنودها، وتم تجاهل هذا أيضاً مما ينفي احترام ما زعم في بيان «حزب الله» الاتفاق عليه». وقالت «انّ هناك التباساً وعدم وضوح لدى قيادة «حزب الله» في ما حصل، وما زلنا نأمل تصحيحه». واعلنت انّ باسيل «سيتحدث عن كل هذه المغالطات ويكون كلامه أكثر شرحا وإيضاحا حول ضخامة ما حصل في مقابلته الإعلامية ليل الأحد على محطة LBC».