المواجهات في فلسطين المحتلة الى تصاعد ولن تتوقف ومفتوحة، والفلسطينيون يبتدعون يوميا اشكالا نضالية في القتال المباشر ضد جيش العدو ، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان ما يجري اكبر من انتفاضة عبر قرار فلسطيني موحد بخطف جنود «اسرائيليين» واحتلال اراض ومحاصرة المستوطنين، واستنزاف جيش العدو بعمليات يومية ونصب الكمائن، هذا هو قرار غرفة العمليات المشتركة في الضفة والقطاع، وقد بلغ التنسيق العسكري مداه وتخطى باشواط القيادات السياسية وخلافاتها، في ظل قرار قيادة العمليات المشتركة بتوحيد كل الطاقات في مواجهة عدو مجرم لا يرحم ولا يميز بين فلسطيني وفلسطيني .
ورغم كل العمليات العدوانية «الاسرائيلية» والتحالف بين نتنياهو وبن غفير الذي يهدد الفلسطينيين بعمليات تهجير جماعية « ترانسفير»، وشكل فرق اغتيالات من عناصر يهودية متطرفة ومرتزقة فلسطينيين عرب، ووضعم في خطوط التماس الاولى لقتل الفلسطينيين ويعمل على تسريب اخبار ملفقة عبر وسائل الاعلام «الاسرائيلية» تقول ان فلسطينيين من ال ٤٨ يقومون بالقتل في الضفة والقطاع انتقاما من ممارسات فلسطينية ضدهم ، ويصوبون نحو ابناء الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، ونشر اسماء من ينفذون عمليات القتل وصوّرهم في اكبر عملية تضليل .
وحسب المصادر الفلسطينية ، فان السلطة الفلسطينية وحماس والجهاد والشعبية وكل الفصائل تعاملوا بوعي كامل مع هذه المحاولات الخبيثة، وتمكنوا من دفنها مع النواب العرب، مما ازعج القادة «الاسرائيليين» الذين ردوا باجراءات قاسية ضد مواطنين فلسطينيين من ابناء الطائفة الدرزية الذين قاموا بتنظيم فاعليات داعمة لاهالي القطاع وغزة ، وعمليات للتبرع بالدم وجمع الاموال وتنفيذ وقفات تضامنية مع الاسرى ، كما نفذت السلطة الفلسطينية في جنين ونابلس سلسلة ندوات شارك فيها اكاديميون دروز اكدوا على ان الشعب الفلسطيني واحد موحد ضد الاحتلال وازالته ، فيما المطلوب من الفاعليات الدرزية في فلسطين وتحديدا رجال الدين اصدار بيان رافضا للتجنيد في جيش الاحتلال، وبالحد الادنى رفض الخدمة في الضفة والقطاع والتمرد على قادة العدو
وما فاجأ جيش العدو، حسب المصادر الفلسطينية ، ان من يقود العمليات هم شبان وصبايا تتراوح اعمارهم بين ١٦ و٣٥ سنة ، مما ادى الى تبخر كل الاموال الاميركية والاوروبية والعربية لحرف الشباب الفلسطيني عن قضيته ، بل على العكس استغل هؤلاء الشباب وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فاعل، وتوجهوا الى الرأي العام الاميركي والاوروبي، عبر بث مئات الافلام عن ارتكابات جيش العدو بقتل الاطفال والشيوخ والنساء بدم بارد ، واحدثت هذه الافلام ردودا ايجابية لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وحسب المصادر الفلسطينية ، فان مونديال قطر كان مونديال فلسطين ، ورفض كل المشجعين العرب اعطاء اي تصريح لوسائل اعلام العدو ، وواجهوا المراسلين الصهاينة بعبارات قاسية ، ورفعوا اعلام فلسطين ولبسوا الكوفية ، وتحديدا المشجعين السعوديين والاماراتيين، وكل دول الخليج الذين اسقطوا تطبيع الانظمة ، واكدوا على رفضهم لوجود اي «اسرائيلي» في قطر.
واكدت المصادر نفسها ، ان القيادة الفلسطينية وبعد القراءات السياسية للتطورات العالمية وحرب اوكرانيا ، توافقت على ان الفرصة سانحة لخلق واقع فلسطيني جديد ، وارباك العدو ، ونقل الازمة الى داخل الكيان، والعمل على استعادة القضية الفلسطينية دورها المحوري والجامع، بالتزمن مع اجراءات داخلية لتعزيز اواصر الوحدة بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، والعودة الى تنظيم الاحتفالات والندوات وتفعيل اجواء التراث الفلسطيني خصوصا في غزة .
كما اعربت المصادر الفلسطينية عن تقديرها الكبير لعمل حزب الله و تقديمه كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني في كل مكوناته ، والى دوره الرائد في غرفة العمليات المشتركة ، بالاضافة الى الارتياح لدى كل الفصائل لعودة العلاقات بين حماس ودمشق ، فيما الدعم الايراني الكبير في كل المجالات ساهم في التوازنات الجديدة في المنطقة لمصلحة الشعب الفلسطيني .
وحسب المصادر الفلسطينية ، فان الدعم الايراني لعرين الاسود وكل الفصائل شكل الاساس المركزي لاثارة الاضطرابات في ايران، من اجل اضعافها جراء انخراطها في دعم صمود العراق واليمن وسوريا ولبنان ، وكل التوازنات الجديدة والانتصارات ما كادت لتتحقق لولا الدعم الايراني .
صفحة جديدة يكتبها الفلسطينيون في المنطقة ستزيل ادران السنوات الماضية وما اعتراها ، وتعيد للقضية الفلسطينية بريقها ووهجها، وتفتح مسارا جديدا للصراع العربي عبر توازنات جديدة .
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**