بعد أقل من دقيقتَين على البداية، انتزعت كندا التقدّم بعرضية طويلة رفعها الظهير الأيمن تاخون بوشانان وأنهاها ألفونسو ديفيز برأسه في وسط المرمى.
إلّا أنّ كرواتيا قلبت الطاولة قبل نهاية الشوط الأول بهدفَين، الأول بتسديدة لأندريه كراماريتش في أسفل الزاوية اليسرى إثر تمريرة بينية من إيفان بيريشيتش (د36). أمّا الثاني فبتسديدة أرضية صاروخية من على مشارف الصندوق لماركو ليفايا في الزاوية اليمنى إثر تمريرة من جوسيب يورانوفيتش (د44).
وعزّز كراماريتش تقدّم وصيف مونديال 2018 عندما تلقّى عرضية طويلة من بيريشيتش فروّضها وسدّدها أرضية مقوّصة استقرّت في الزاوية اليمنى البعيدة (د70)، قبل أن يُطلق لوفرو ماير رصاصة الرحمة على كندا بتسديدة في المرمى الخالي إثر تمريرة من ميسلاف أورسيتش المنفرد بالمرمى (د90+4).
البرتغال للثأر من الأوروغواي
بعدما رَدَّ على منتقديه والمطالبين حتى بعدم إشراكه مع المنتخب البرتغالي بسبب الجدل الذي تسبّب به بانتقاده لفريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي، يسعى كريستيانو رونالدو إلى حسم بطاقة تأهل بلاده إلى ثمن النهائي، من خلال الفوز على الأوروغواي في مواجهة ثأرية لـ»سيليساو أوروبا»، في المجموعة الثامنة.
ودخل رونالدو (37 عاماً) التاريخ بافتتاحه التسجيل للبرتغال من ركلة جزاء في الفوز المثير على غانا 3-2، فبات أول لاعب يُسجّل في 5 نسخ متفوّقاً على البرازيلي بيليه والألمانيَّين أوفه زيلر وميروسلاف كلوزه.
بعد تعادل الأوروغواي وكوريا الجنوبية سلباً، تصدّرت البرتغال بـ3 نقاط قبل مواجهتها المرتقبة مع الأوروغواي في لقاء المخضرمين الذي يجمع رونالدو بلويس سواريز (35 عاماً)، إدينسون كافاني (35 عاماً) والمدافع دييغو غودين (36 عاماً).
وستكون المواجهة ثأريةً لأبطال أوروبا 2016 الذين ودّعوا نهائيات 2018 من ثمن النهائي على يد الأوروغواي بهدف لبيبي مقابل هدفَين لكافاني الذي أصيب بعدها وترك الملعب بمساعدة رونالدو في لقطة باتت تُعتبَر من «أجمل لقطات الروح الرياضية» في تاريخ النهائيات.
وسيحاول رجال فرناندو سانتوس ردّ الاعتبار والخروج منتصرين، ما سيسمح لهم بالتأهل إلى ثمن النهائي بغضّ النظر عن نتيجة مباراة كوريا الجنوبية وغانا التي قدّمت أداء ملفتاً ضدّ البرتغال لكن لم يكن كافياً لتجنيبها الهزيمة.
مرة أخرى، سيكون التركيز مُنصَبّاً على رونالدو «أحد أفضل اللاعبين في العالم، ومن أفضل الهدافين على مرّ التاريخ» وفق سانتوس الذي توقع أنّه «بعد 50 عاماً سنبقى نتحدث عنه. نتحدّث عن بيليه ومارادونا الآن اللذين لعبا قبل 50 عاماً، لذا أعتقد أنّنا سنستمرّ في التحدّث عن رونالدو».
«تساهمون بأن يُخرِج أفضل ما لديه»
على الرغم من صعوبة الفوز في الجولة الافتتاحية على غانا، بدا لاعبو سانتوس متماسكين خلافاً لما أشيع عن مشاكل، لا سيما بين رونالدو وبرونو فرنانديش، زميله السابق في يونايتد. لكنّ المدافع رافايل غيريرو طمأنَ أنّ «التماسك متواجد والصحافة تحاول تفسير الأمور. نحن متضامنون جداً وأظهَرنا ذلك أمام الجميع. إذا فزنا في المباراة المقبلة سنتأهل وبالطبع سنبحث عن الفوز كما دائماً».
أمّا برونو الذي لعب دوراً أساسياً في الفوز على غانا بتمريرتَين حاسمتَين، فيعتقد «أنّ كريستيانو يُحبّ العمل وسط هذا النوع من الانتقادات الصادرة من الجميع. بالتالي، آمل أن يواصل الجميع ذلك لأنّكم (وسائل الأعلام) تساهمون بأن يُخرِج أفضل ما لديه عندما تفعلون ذلك».
«لا وقت للشعور بالندم »
بعدما عانَده الحظ ضدّ كوريا الجنوبية بكرتَين ارتدّتا من القائم، يسعى «لا سيليستي»، بطل عامَي 1930 و1950، إلى تجديد الفوز على رونالدو ورفاقه لتعزيز حظوظه ببلوغ ثمن النهائي للمرة الرابعة توالياً، بعد 2010 (نصف النهائي) و2014 (ثمن النهائي) و2018 (ربع النهائي).
ووُجّهت الانتقادات لمدرب الأوروغواي دييغو ألونسو لاتهامه باعتماد مقاربة دفاعية أمام هيونغ-مين سون ورفاقه في المنتخب الكوري الجنوبي، لكنّه ردّ على ذلك بمطالبته الإعلاميّين النظر إلى التشكيلة الأساسية إذ «كان واضحاً، من خلال خصائص اللاعبين الأساسيّين الـ11، أنّ أغلبهم كانوا لاعبين مهاجمين. كان لدينا داروين (نونييز)، سواريز، (فاكوندو) بيليستري. كما كان لدينا 3 لاعبي وسط قادرين على التسجيل وجناحَين بإمكانهما التوغّل إلى الأمام. لكنّ الفريق افتقر إلى بعض الدقة لخلق المزيد من الفرص. افتقدنا إلى تنوّع التمريرات المعتادين عليه».
أمّا غودين الذي أصاب القائم في الشوط الأول، على غرار فيديريكو فالفيردي في الوقت بدل الضائع، فاعتبر أنّه «في بطولة من هذا النوع، لا وقت للشعور بالندم. عليك التفكير بالمباراة التالية. علينا تصحيح الأمور. تحسين ما بإمكاننا تحسينه. علينا أن ننمو وأن نصبح أفضل».
وإذا كان غودين يخوض النهائيات للمرة الرابعة، فإنّ فالفيردي يسجّل بدايته على أكبر المسارح الكروية، وكان سعيداً بتحقيق «الحلم، كنتُ متلهّفاً قبل المباراة، لكنّها كانت تجربة جميلة».
على ملعب المدينة التعليمية، تتقارَع كوريا الجنوبية وغانا ضمن مسعى كل منهما للذهاب بعيداً ومحاولة تكرار انجاز 2002 بالنسبة إلى الأولى حين وصلت إلى نصف النهائي على أرضها، و2010 بالنسبة إلى الثانية حين وصلت إلى ربع النهائي وكانت قابَ قوسَين أو أدنى من أن تصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى دور الأربعة، لكنّ أسامواه جيان أضاع ركلة جزاء تسبّب بها لويس سواريز في الدقيقة 120.
إمتحان للبرازيل بغياب نيمار
أراد نيمار أن يكون مونديال قطر 2022 فرصةً للانضمام إلى نادي عظماء البرازيل بقيادة «سيليساو» إلى لقبه الأول منذ 2002 والسادس في تاريخه، لكنّ مشهد 2014 قد يتكرّر بعد تعرّضه إلى الإصابة، وهذه المرّة منذ المباراة الافتتاحية التي فاز بها رجال المدرب تيتي على صربيا 2-0 في المجموعة السابعة.
قدّم المنتخب البرازيلي أداء جيداً في الشوط الثاني فحسمَ النقاط الثلاث بفضل هدفَي ريشارليسون، لا سيما بهدفه الثاني الاستعراضي الذي قد يكون أفضل هدف في النهائيات الحالية. لكنّ الفرحة البرازيلية لم تكتمل بعد إصابة نيمار الذي تأكّد غيابه أقله ضدّ سويسرا على «استاد 974» في الدوحة، إثر تعرّضه إلى التواء في الكاحل واضطراره لترك المباراة قبل 10 دقائق على نهايتها.
وأكد طبيب المنتخب رودريغو لاسمار غياب نيمار الذي قال: «أثِق بأنّ لدي فرصة بالعودة لما تبقّى من البطولة»، فيما أصيب المدافع دانيلو بدوره بالتواء في الكاحل. وقال لاسمار: «لن يكون اللاعبان متاحَين في مباراتنا المقبلة، لكنّهما يواصلان علاجهما بهدف استعادة خدماتهما في الوقت المناسب لخوض بقية البطولة».
لكنّ صحيفة «غلوبو إسبورتي» البرازيلية أشارت إلى أنّ نيمار قد يغيب أيضاً عن المباراة الأخيرة في دور المجموعات ضدّ الكاميرون، على أن يعود في ثمن النهائي في حال تأهّل «سيليساو».
بعد احتكاك مع نيكولا ميلينكوفيتش، خرج نيمار من ملعب «لوسيل» وهو يعرج، فأثارت صور الكاحل الأيمن المتورّم مخاوف من حدوث الأسوأ، على الرغم من الانتصار خصوصاً أنّه غادر المؤتمر الصحافي في الحالة عينها ومن دون أن يجيب عن أسئلة الصحافيّين، وكان يرتدي سمّاعات ضخمة على رأسه برفقة أحد أعضاء الجهاز الفني. إلّا أنّ مدربه تيتي أكّد بلهجة حازمة «نحن واثقون من أنّ نيمار سيلعب مرة أخرى في كأس العالم».
هل يتكرّر كابوس 2014؟
عام 2019، أصيب نيمار (30 عاماً) سابقاً في الكاحل الأيمن، ممّا أجبره على الانسحاب من المشاركة في كوبا أميركا، علماً أنّه بحالة جيدة في مونديال 2022 بعد بداية صاخبة للموسم بقميص باريس سان جيرمان.
فإصابته تعيد إلى الأذهان ما حصل في مونديال 2014 على أرض البرازيل حين تعرّض إلى إصابة قوية في الظهر خلال مباراة ربع النهائي ضدّ كولومبيا، ما حرمه من التواجد مع منتخب بلاده في نصف النهائي الذي تلقّى فيه هزيمة مذلّة تاريخية على يد ألمانيا 1-7.
صحيح أنّ البرازيل تملك ترسانة هجومية للاستعانة بها في المواجهة الثالثة مع سويسرا في النهائيات، بعد دور المجموعات لنسختَي 1950 (2-2) و2018 (1-1)، لكنّ غياب لاعب بهالة نيمار سيؤثر على معنويات «سيليساو» في مواجهة فريق صعب المراس تسبّب بغياب إيطاليا عن النهائيات للمرة الثانية توالياً، بالتفوّق عليها في التصفيات الأوروبية.
البرازيل يمكن أن تخسر
من جهته، اعتبر قلب الدفاع السويسري نيكو إلفيدي أنّ فريقه لن يشعر بالرهبة من قوة البرازيل «فكل فريق في العالم معرّض إلى الخسارة. ندرك مستوى التحدي، لكننا لن نختبئ. نعرف قيمتنا وقدراتنا. ولن تغيّر الكثير بالنسبة إلينا. يملكون الكثير من اللاعبين في هذا المركز… لذا، لن أنام بشكل أفضل لأنّ نيمار لن يلعب».
وقد يكون الفوز البرازيلي على «ناتي» كافياً لرجال تيتي من أجل حسم بطاقة ثمن النهائي شرط عدم انتهاء المباراة الثانية بفوز أيّ من صربيا والكاميرون اللتين تبحثان عن التعويض والعودة إلى الصراع على إحدى البطاقتَين عندما تتواجهان على ملعب «الجنوب» في الوكرة في أول مواجهة بين الطرفَين على صعيد البطولات والثانية بالمجمل، بعد أولى ودية أقيمت عام 2010 وانتهت بفوز المنتخب الأوروبي 4-3.
نتائج وبرنامج المرحلة الثانية من كأس العالم قطر 2022
المجموعة الأولى:
قطر – السنغال 1-3
هولندا – الإكوادور 1-1
* المجموعة الثانية:
ويلز – إيران 0-2
إنكلترا – الولايات المتحدة 0-0
* المجموعة الثالثة:
بولندا – السعودية 2-0
الأرجنتين – المكسيك 2-0
* المجموعة الرابعة:
تونس – أستراليا 0-1
الدنمارك – فرنسا 1-2
* المجموعة الخامسة:
اليابان – كوستاريكا 0-1
إسبانيا – ألمانيا 1-1
* المجموعة السادسة:
بلجيكا – المغرب 0-2
كرواتيا – كندا 4-1
اليوم
* المجموعة السابعة:
الكاميرون – صربيا (الجنوب) (12:00)
سويسرا – البرازيل (974) (18:00)
* المجموعة الثامنة:
كوريا الجنوبية – غانا (المدينة التعليمية) (15:00)
البرتغال – الأوروغواي (لوسيل) (21:00)
**