قالت مصادر نيابية بارزة لـ»الجمهورية»، انّ جلسة الخميس ستشكّل اختباراً لنيات كل الداعين إلى انتخاب رئيس، والذين لم يؤيّدوا الحوار المسبق تمهيداً للاتفاق على هذا الرئيس، فيما كل المؤشرات تدلّ إلى انّ هذه الجلسة قد تلقى مصير سابقاتها الاربع، حيث لم يظهر حتى الآن انّ هناك تلاقياً على مرشح معيّن، وأنّ اياً من الكتل والقوى السياسية لا يملك الاكثرية التي تمكّنه من توفير النصاب المطلوب للجلسة وهو اكثرية الثلثين، وكذلك لا يملك الاكثرية التي تمكّنه من إيصال مرشحه إلى سدّة الرئاسة حتى بالأكثرية المطلقة.
وفي ظلّ هذا الواقع، تبدو الدعوات الى انتخاب رئيس بلا صدى، خصوصاً مع استمرار التباعد بين المواقف إزاء الاستحقاق الرئاسي، في الوقت الذي يعوّل على بعض الدعوات الخارجية، في ظل اقتناع بأنّه لا يمكن لمسيرة وضع البلاد على سكة الانفراج ان تنطلق الّا بانتخاب رئيس جمهورية جديد ومن ثم تأليف حكومة جديدة حتى تكمل السلطة الجديدة وتباشر ورشة العمل لمعالجة الأزمات والانهيارات التي يعيشها لبنان على كل المستويات.
كما أكّدت اوساط سياسية قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية»، انّه سيستمر في تأدية واجبه في الدعوة إلى جلسات متلاحقة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكنها لفتت إلى «انّ الأفق لا يزال مسدوداً وبالتالي لا إمكان لإتمام هذا الاستحقاق قريباً، وسط العجز الداخلي والتعقيدات الخارجية».
وأبدت هذه الاوساط انزعاجها واستياءها من تعطيل طاولة الحوار الوطني التي كان يعتزم بري الدعوة اليها، سائلة الذين عطّلوها: «ما هو بديلكم منها وسط الفراغ السائد؟».
وفي سياق متصل، قالت مصادر على صلة بالاستحقاق الرئاسي لـ»الجمهورية»، انّ «ما يزيد الأمور صعوبة هو انّ الوضع الاقليمي – الدولي غير مؤآتٍ لانتخاب الرئيس في الظرف الحالي، وإذا كانت التسويات في المنطقة ستُؤجّل، فليس متوقعاً ان يشكّل الملف اللبناني استثناء، الّا في حال استطاع اللاعبون المحليون لبننة قرار اختيار رئيس الجمهورية، الأمر الذي يبدو مستبعداً بسبب الانقسامات الداخلية الحادة والمؤثرات الخارجية».
**