بدا من مواقف المعنيين بالاستحقاق الحكومي ومن التطورات التي تعيشها البلاد، انّ النظر قد صُرف كلياً عن مسألة تأليف حكومة جديدة لمصلحة تصريف اعمال، يتفرّغ له حالياً الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الذي عاد مكتبه الاعلامي إلى توزيع مواعيد لقاءاته ونشاطاته مسبقاً، في خطوة تؤكّد أن لا لقاء مرتقباً بينه وبين رئيس الجمهورية للبحث في التأليف، انما يمكن ان يحصل لقاء لمناقشة ملفات اخرى، حيث اكّد مصدر رفيع لـ«الجمهورية»، انّ «الاتصالات متوقفة بهذا الشأن ولا حرارة تُرصد في أي من الهواتف المعنية التي بدأت تتحدث عن الاستحقاق الرئاسي والتحضير لمعركة ستُفتح من الباب العريض بعد إتمام اتفاق الترسيم بين لبنان واسرائيل عبر الامم المتحدة».
كشف مصدر لـ”الجمهورية”، انّ العد العكسي بدأ لانجاز الاتفاق، وانّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يتابع مفاوضاته مع الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، الذي يُتوقع ان يزور لبنان قريباً ليسلّم الردّ النهائي على مطالبة لبنان بالحصول على حقوقه كاملة بموجب ترسيم الحدود البحرية (الخط 23 + حقل قانا + 475 كلم جنوب الخط نفسه). واشار المصدر إلى انّ الاتجاه ينحو إلى رفض توقيع اتفاقية مشتركة مع العدو، وانّ مسألة آلية التوقيع ومكان التوقيع بدأت تُبحث على مستوى عالٍ…
وعليه يُتوقع ان تنشغل الاوساط السياسية والديبلوماسية في الايام المقبلة بموعد زيارة هوكشتاين وبرنامج لقاءاته، وما إذا كان سيستهلها كما سابقتها بلقاء مع اللواء ابراهيم، كأولى المحطات التي تحمل إشارات مهمّة لجهة جدّية المسعى الاميركي… اسئلة في غاية من الأهمية من شأنها ان توضح صورة مسار المفاوضات غير المباشرة مع العدو الاسرائيلي.
**