في حين يسود الضجيج الداخلي، ويمارس البعض «عراضات» اعلامية وسياسية، ويكيل الاتهامات والشتائم للمقاومة والمقاومين، ويحاول توهين المقاومة والتشكيك بدورها، تبدو حارة حريك مقر العلاقات الدولية والعربية ومحط رحال ســـفراء من مختلف انحاء العالم، لا سيما الاوروبيين منهم، والذين يزورون «وزارة خارجيتها»، على حد وصف مسؤول كبير في محور المقاومة، للإطلاع على وجهة نظرها في مختلف القضايا والمسائل المحلية والخارجية.
ويؤكد المسؤول المذكور، ان المقاومة والتي يسعى البعض او يتوهم انه يريد عزلها واستجلاب العقوبات والضغوطات الاميركية عليها، كما طالب احد النواب «التغييريين» اخيراً، هي محط انظار العدو قبل الـــــصديق، وهي «ٌقبلة» الديبلوماسيين في بيروت، حيث يزورها يومياً سفير او سفيرة واكثر، وقد بلغ عدد الزوار منذ انتهاء الانتخابات النيابية حتى اليوم ما يزيد عن 15 سفيراً بينهم سفراء فرنسا واسبانيا واوكرانيا. وتتركز استفسارات السفراء على موقف المقاومة من الملف النفطي، والرد الذي اعلن عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالاضافة الى الحكومة الجديدة والرئاسة وشكلها.
ويؤكد المسؤول ان السفراء ومن يأتي زائراً ايضاً، في جعبته رسائل تنقل الى المقاومة وقيادتها عبر مسؤول العلاقات الدولية والعربية النائب السابق عمار الموسوي. والملف النفطي والحدودي البحري حاضر يومياً في مداولات حزب الله، وتتركز الانظار على موقفه وردة فعله بعد زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ومغادرته بيروت، وفي انتظار عودته مرة اخرى وحاملاً رد العدو الصهيوني.
ووفق المسؤول المذكور، لا يزال حزب الله ضمن الموقف الذي اعلنه السيد نصرالله وهو الوقوف خلف الدولة والحكومة في قرارها وتأمين اجماع سياسي ووطني عليه.ويؤكد المسؤول ان حزب الله، ورغم وحدة الموقف اللبناني وتبني الخط 23 من دون تعرجات والحصول على حقل قانا كاملاً، لا يقبل بالتفريط بأي حق من حقوق لبنان، وصحيح انه وراء الدولة، لكنه يرفض تقديم تنازلات مجانية للعدو او منحه اوراق مجانية، وحصر لبنان في «زاوية صغيرة» لا يعرف الفكاك منها.
ويســـود انطباع لدى حزب الله وحلفائه في 8 آذار وفي مقاربة اولية، ان كان يمكن ان يكون المفاوض اللبناني اكثر صرامة واكثر تصميماً مستنداً ايضاً على موقف المقاومة وسلاحها ودورها الردعي الذي يقلق الاميركي والعدو الصهيوني.
ويرى المسؤول ان العبرة تبقى في الخواتيم، والمهم رصد كيفية تعاطي الصهيوني مع الطروحات اللبنانية، وايضاً معرفة ما هي الافكار الجديدة التي سيعود بها هوكشتاين في المرة المقبلة.ويوجد قناعة راسخة بأن العدو سيماطل وسيراوغ وسيطيل امد التفاوض حتى ينجز العملية النفطية بالكامل مع ضيق الوقت وحاجته الى الغاز سريعاً، لتزويد اوروبا عبر مصر مع التوجه الروسي لقطع امدادات الغاز عن بعض الدول الاوروبية، والتي ترفض تسديد ثمن الغاز بالروبل.
المصدر:”الديار – علي ضاحي”
**