أشارت صحيفة “الديار” بأنه في ملف «الترسيم»، ينتظر الاميركيون ردا لبنانيا رسميا على اقتراحهم الاخير، ومع اقتراب مهلة الشهر التي اعلن عنها بري قبيل الانتخابات لاتخاذ لبنان قرارا احاديا بالتنقيب عن غازه، تتعمد «اسرائيل» اتخاذ المزيد من الاجراءات الاستفزازية في ملف استخراج الغاز مع اعلانها «المبهم» بالامس عن طرح عطاء جديد لإصدار تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية، دون تحديد الموقع الجغرافي المفترض، وذلك للاستفادة من تقليل الأوروبيين الاعتماد على الغاز الروسي.
فقد اعلن مسؤولون في وزارة الطاقة في «كيان العدو»، ان «إسرائيل» تعتزم طرح إعطاء جديد لإصدار تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية، وأرجعوا ذلك لإقبال الأوروبيين على الوقود ضمن مساعيهم لتقليل الاعتماد على روسيا. ويأتي قرار طرح العطاء الجديد رغم ما سبق أن أعلنته الوزارة بشأن عزمها إرجاء منح تراخيص جديدة هذا العام، والتركيز في المقابل على جهود التوسع في الطاقة المتجددة.
هذا الاعلان الجديد يجب ان «يدق ناقوس الخطر» لدى الجانب اللبناني، كما تؤكد مصادر معنية بهذا الملف، لان «اسرائيل» دخلت مباشرة على خط مساعدة واشنطن في حربها ضد موسكو من خلال توفير الطاقة البديلة للدول الاوروبية، وهذا سيمنحها دعما مطلقا من قبل الادارة الاميركية المعنية بزيادة انتاج الغاز من المتوسط لاكمال الحصار على موسكو، ولهذا ثمة استغراب جدي من «الصمت» الرسمي من الجانب اللبناني، الذي عليه الاسراع في التواصل مع الاميركيين لمعرفة حدود التوسع «الاسرائيلي» في الانتاج، وعدم السماح باي مقاربة على حساب الحقوق اللبنانية. وهذا الملف يجب ان يكون جاهزا ودون اي انقسامات داخلية حوله، في ظل حديث عن زيارة قريبة للوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الذي سبق واحتج بعدم جهوزية الرد اللبناني.
وقد نقلت وكالة «بلومبرج» عن مسؤولين «اسرائيليين»، تأكيدهم ان التطورات الجيوسياسية، وما تسببت به من أزمة عالمية في مجال الطاقة، قد غيرت حالة السوق بشكل كامل، وقالت وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار، في مؤتمر صحافي، إن «إسرائيل» تحشد لمساعدة أوروبا لتنويع مصادرها من الطاقة، ولفتت الى ان أزمة الطاقة العالمية هي فرصة «لإسرائيل» لتصدير الغاز الطبيعي. ويأتي الطرح الجديد، الذي من المتوقع أن يبدأ في الربع الثالث من العام، بينما يعمل الاتحاد الأوروبي على صفقة لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر مصر.
وفي هذا السياق، لفتت مصادر مطلعة الى ان «المناورة الاسرائيلية» الاخيرة «عربات النار» خصص جزء منها لحماية آبار الغاز، ومنصات الاستخراج في ظل خشية «اسرائيلية» من قيام حزب الله بخطوة متقدمة لمنع الشركات من بدء عمليات التنقيب في حقل «كاريش» أو غيره من المواقع البحرية المتنازع عليها مع لبنان، وثمة تقديرات «اسرائيلية» باحتمال حصول ذلك اذا لم ينجح الاميركيون في ايجاد صيغة مناسبة لجميع الاطراف في هذا السياق، خصوصا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يصر على ادراج هذا الملف في خطاباته الاخيرة، في دلالة على تهيئة «المسرح» لخطوات تصعيدية في هذا الملف الحيوي. ولهذا تعتقد تلك الاوساط ان «الكرة» الآن في «الملعب» اللبناني، حيث يفترض صدور موقف رسمي صارم وحاسم لاجبار الاميركيين على تحريك الملف في هذا التوقيت الحساس، واستغلال الحاجة الاميركية – «الاسرائيلية» لانتاج المزيد من الكميات لتغطية الحاجة الاوروبية.
**