رأت أوساط ديبلوماسية مطّلعة بأنّ الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها في المنطقة تستفيدان من عدم التوافق الداخلي على موضوع ترسيم الحدود. فقد تمكّنت الولايات المتحدة من الضغط على الحكومات المتعاقبة بدءاً من حكومة نجيب ميقاتي السابقة التي وقّعت على المرسوم 6433 وصولاً الى حكومته الحالية التي أصبحت تصرّف الأعمال بعد إجراء الإنتخابات الأخيرة، بهدف تأمين مصالحها ووضع يدها على نفط لبنان، وقد نجحت بذلك حتى الآن.
وقالت الاوساط بأنّ المسؤولين اللبنانيين يعلمون بأنّ الخط 23 هو من حقّ لبنان كتحصيل حاصل، رغم ذلك لم يعطهم إيّاه الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين بكامله، بل عمد الى اقتطاع قسم منه يقع في البلوك 8 لصالح العدو الإسرائيلي. واقتراح هوكشتاين الأخير في هذا الإطار لم يُوافق عليه لبنان الرسمي كونه قضم من الوعود والحقوق. فيما كان يأمل لبنان أن يحصل على الخط 23 كاملاً، فضلاً عمّا يُمكنه تحصيله من الخط 29 القوي قانونياً خلال مسألة التفاوض غير المباشر على ترسيم الخط البحري، كما على الثروة من النفط والغاز التي تدخل ضمنه.