لا شك أن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب شكل علامة فارقة في العمل السياسي ، اذ أنه من الرجال القلائل الذي تميز بميزة قل ما تراها عند أي رجل وهي “التمرد على الواقع”.
هذه الخاصية فريدة ونادرة لا يحملها كثر ولا يتقنها كثر وربما وفق وجهة نظر كثيرين كانت سبباً مباشراً لمحاولات تطويقه، لأنها لم تكن تناسب الزعامة الجنبلاطية في الجبل وتسبب لها اضراراً بالغة كلما ارتفعت حدتها.
يعتبر وئام وهاب صوت الاحرار وملجأهم الآمن في اللحظات المفصلية التي تمر بها البلاد، من خلال مواقفه التي تحمل بصمات واضحة على امتداد اقليم العرب ومناطق الشوف وعاليه والمتن وحاصبيا وراشيا.
ومع شخصيته القريبة من الناس والمحببة لديهم، يتمسك وهاب بعروبته و بروحه المقاومة وانحيازه لفلسطين ورفعه مشعل التوحيد ومنادياً بالوحدة الوطنية بين سائر المكونات، وهو الأقرب إلى اوجاع الناس والتحسس بهمومهم والوقوف إلى جانبهم . وقد شكلت هذه الوسائل الذراع الأساسية لمعارضته الفساد وتمرده على الظلم ما جعله رأس حربة المواجهة بمعناها الحقيقي، وصاحب مواقف صلبة لا يمكن أن تهتز نابعة من صوت الاحرار ومواقفه فكان السباق في نقل هذا الصوت أمام الملأ. فالرعيل الاول الذي عايش ثورة وهاب في مطلع التسعينات لا ينسى أنه كان المبادر الأوحد إلى مواجهة الاحادية الجنبلاطية وقد شكلت هذه الحقبة علامة انطلاق لمقاومته كل اشكال الاقصاء والتهميش والمظلومية التي طاولت شريحة واسعة من أبناء الجبل ودفاعه عن منطق التعددية والكرامة الانسانية ، فليس صدفة أن يدخل وهاب عقول الأحرار الذي شاركهم في بناء مشروع تحرير الانسان من شرنقته الضيقة وتجاوزه العتمة إلى رحاب الأمة والوطن.
فكان الملاذ الآمن للاحرار، ومركزاً لتوحدهم خلف هذا الصرح التوحيدي.
ان شجاعة وهاب لا تأبه للترهيب فنراه يناضل في وجه اصحاب الكهف الذين يحاولون استباحة كرامات الناس وترويعهم، وأعطاء الضوء الأخضر من أجل الصمود والدفاع عن الحقوق، فاستحق لقب المتمرد على بطش الاحادية الجنبلاطية وممارساتها ومقارعته كل اشكال الفساد وانواعه، وكان يعلم أن ضراوة المواجهة مع نظام سياسي عفن ووكلائه الفاسدين ستؤدي حتماً إلى محاصرته وتطويقه، ولكنه ظل مستمراً في عمله مدافعاً شرسا عن مبادئه وقناعاته، فكانت ملحمته الشهيرة في انتخابات 2018 واسقاطه مرشح جنبلاط بالاصوات التفضيلية، واستكمل معركته في انتخابات 2022 حيث تمكن من إسقاط الجدار وتوعده لجنبلاط بانهيار زعامته في القريب العاجل.
ان مسيرة وئام وهاب السياسية التي يتداولها الشارع اللبناني عموما والشارع الجبلي خصوصاً تستحق التوقف عندها، لا سيما وان مواقفه تراها مترسخة في أذهان الناس ووجدانهم، حتى عندما يسمعون سياسيا يتكلم عن وجع اللبنانيين نتيجة بطش سلطتهم الفاسدة، يشبهَونه تلقائياً بجرأة وهاب النموذج ودفاعه عن الحق وقول الحقيقة، من دون خوف أو تردد، واخيرا نقول لمن ارتضوا الذل والخنوع لكم اقطاعكم الذي يطوَق اعناقكم، ولنا ثورتنا المستمرة مع وئام وهاب على امتداد مساحة هذا الجبل العزيز الصامد بثلة من أهله الشرفاء الأحرار الذين سيكسرون القيد.
**