أكد السفير الإيراني لدى دمشق مهدي سبحاني، أنّ “العلاقات بين ايران وسوريا على مستوى عال وممتاز، ويمكنني القول إن البلدين طالما دعم أحدهما الآخر في مختلف المحافل السياسية، إن كان على مستوى المنطقة أو العالم، إذا على المستوى فان علاقة البلدين نموذجية وممتازة، ونحن مصممون على ألّا تقتصر علاقتنا المثالية على المستوى السياسي والاستراتيجي والعسكري فقط، بل تشمل أيضا القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية”.
وعن سؤال متعلّق بكيفيّة مساعدة ايران لسوريا في مواجهة العقوبات، أجاب في مقابلة مع قناة “العالم”، “نحن نعتقد أن المعركة لم تنته بعد، صحيح أن المدافع سكتت في الميدان وفي مواجهة الإرهابيين وداعميهم، ولكن الأعداء لازالوا يمارسون الإرهاب على مستويات أخرى ضد الشعب السوري، لذلك قاموا بفرض حظر ظالم على أبناء الشعب السوري، ويحاولون تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه أثناء الحرب والهجمة الإرهابية ضد سوريا، ونراهم اليوم يستهدفون الشعب من خلال الضغط على القطاع الاقتصادي والهدف هو الضغط على الناس العادين، فهم يحاولون الضغط على الشعب وبالتالي الضغط على الحكومة باعتبار أن الحكومة مسؤولة عن توفير ما يحتاجه أبناء الشعب”.
وأشار سبحاني إلى “أنّكم تعلمون أننا في إيران ومن يوم انتصار الثورة الإسلامية، واجهنا أبشع أنواع الحظر والضغوط الاقتصادية، وكان أشده في فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأطلقوا عليها تسمية الضغوط القصوى في فترته، كما أطلقوا عليها تسمية الضغوطات التي ستؤدي الى شلل الاقتصاد الإيراني، لذلك ايران لديها خبرة في التعامل مع أنواع الحظر والضغوط، حيث واجهنا عددًا كبيرًا من الحظر الاقتصادي الظالم التي فرضته الولايات المتحدة ضد أبناء شعبنا، لذلك فإننا على استعداد لنقل خبرتنا الطويلة في مجال مواجهة الحظر الى سوريا”.
وأردف “نحن نعتقد أنّ هذا الحظر سيستمر ما دامت الحكومة السورية ملتزمة بثوابتها، لكن الواضح هو الإصرار الشعبي والحكومي على التمسك بهذه الثوابت وعدم الرضوخ والركون لهذه القوى، لذا فإننا سنبذل كل ما لدينا لمساعدة أشقائنا في سوريا، فكما ساعدناهم إبّان فترة الحرب على الإرهاب، حيث اختلط دمائنا بدماء إخوتنا السوريين، فإننا سنبذل أيضًا جهودًا كبيرة للمساعدة في المجال الاقتصادي، وايران مصممة على أن تحقق إنجازات مهمة في فترة ما بعد الحرب كتلك التي حققتها أثناء فترة الحرب والمواجهة العسكرية، لأن الحفاظ عن الإنجازات لا يقل أهمية عن تحقيقها، لذلك فإنّنا نواجه الأعداء ونحن نقدم الاستثمارات بشكل دائم لإخوتنا في سوريا لنتعرف على احتياجاتهم، ولدراسة سبل مواجهة هذه العقوبات الظالمة، وستقدم إيران كل ما لديها في هذه المرحلة كما فعلت ذلك في فترة الحرب”.
**