من الطبيعي أن تحتفل المعارضات في سوريا بكل ألوانها الأيديولوجية والارهابية على طريقتها الخاصة بالعدوان الاسرائيلي الغاشم على جمرايا وقاسيون، ، والسبب هو أن هذا العدوان منحهم دفعة جديدة لاستكمال الهجمة التكفيرية – الصهيونية على نظام الرئيس بشار الاسد بعد ان قامت طائرات العدو باستخدام الصواريخ لدعم الإرهاب ولتخفيف الضغط عن الجماعات الارهابية المسلحة الامر الذي وصفه العديد من الخبراء الاستراتيجيين بمؤشر جديد على أن”إسرائيل” هي الأصيل والإرهابيون هم الوكلاء.
وفي حين غمرت مشاعر الغبطة “جبهة النصرة” ، وربما سواهم من السوريين التي وصلت الى حد الاحتفال بالضربات أو السكوت عليها، الأمر الذي يمكن تفهمه بسبب مشاعر الحقد على نظام يقف الى جانب المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان بلا حساب، فإن الغالبية الساحقة من اشراف الأمة لم تتردد في إدانة ما جرى، ووضعه في إطاره الصحيح كعدوان على مقدرات الدولة السورية، وانتهاكا فاضحا للسيادة الوطنية.
ما ينبغي أن يقال هنا هو أن العدوان الاسرائيلي على سوريا لا يحتاج إلى محللين وخبراء، فالعدو أعلن عن هدفه دون مواربة ممثلا بزعمه عن استهداف مواقع تتعلق بأسلحة مهمة، وهي غالبا صواريخ بعيدة المدى كانت ستذهب أو في طريقها إلى المقاومة في لبنان ، الامر الذي سيدفعهم حسب رواية المسؤولين الإسرائيليين الى مراقبة حركة السلاح الكيماوي على مدار الساعة، إلى جانب الأسلحة المتطورة الأخرى مثل الصواريخ بعيدة المدى ومنصات إطلاقها.
واللافت هنا أن الطيران الذي ضرب يوم الجمعة وليلة الأحد لم يأت من المريخ، بل حلق في الأجواء اللبنانية، الأمر الذي يثير أسئلة حول موقف حكومة الرئيس ميقاتي من ذلك ، ولماذا لم يات الرد على الخروقات الاسرائيلية ؟
في أي حال، يخطيء كل من يعتقد ان العدوان الإسرائيلي علي سوريا كان موجهاً فقط إلي القيادة السورية وجيشها الذي يخوض حربا داخلية اشتعلت فجأة من جانب الجماعات الارهابية المسلحة وتدخلت فيها اطراف اقليمية وأخري دولية لا تخفي مراميها علي أحد وفي طليعتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين يتبنون قولاً وفعلاً مبدأ جعل الكيان الغاصب أقوي دولة في المنطقة متفوقة علي ما عداها من دول الشرق الأوسط..
إن هذا العدوان الذي تم بضوء أمريكي أخضر يمثل تحدياً للعالم العربي والاسلامي بأسره بينما دول تواجه مشكلات داخلية خطيرة تتشابك فيها الخيوط المحلية مع الخيوط الأجنبية مما يجعل حل هذه المشكلات صعب المنال وقابلة للتصعيد مثلما حدث في تونس ومصر و ليبيا واليمن ومن ثم سوريا. وقبل ذلك في العراق. بحيث يمكن القول بلا مبالغة إن الأمن القومي العربي والاسلامي علي وشك الانهيار لولا وجود المقاومة القوية والمتماسكة في لبنان .
^
^