أكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب لبرنامج “حوار مبكّل” مع الصحافي فرج عبجي عبر فايسبوك “النهار” أنّ “معادلة السين – سين ستعود إلى لبنان وهي حتمية، وستساعد في انفراج الوضع في الداخل والمنطقة”، معتبراً أنّ “العائق الوحيد أمام عودتها هو تأزم العلاقة بين السعودية وأميركا، ومع انفراجها تحل المشكلة في لبنان وتعود القوى الحالية إلى حجمها الطبيعي”.
من جهة ثانية اعتبر وهاب أنّ “الانتخابات غير مضمونة بنسبة 50% والأمور مفتوحة على جميع الاحتمالات حتى الأمنية”، مشيراً إلى أنه سيترشح في الشوف ولن يتحالف مع جنبلاط”.
وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية، اعتبر أن “خطأ عون في عهده هو فهمه الخاطئ لصلاحياته التي حددها الطائف، وصراعه مع برّي لم يسمح له بتغيير قاضٍ”.
على خط آخر، اعتبر وهاب أن باسيل خسر الانتخابات الرئاسية منذ اليوم، وفي الانتخابات المقبلة سيحصل على حاصل في دائرته في حال ترشّح، ولكن لا نعلم كون هذا الحاصل سيكون له أم لمرشّح ثانٍ”. وكشف وهاب عن حل قريب سيبدأ في الأسابيع المقبلة لمشكلتي قبرشمون والشويفات.
وفي تفاصيل الحوار:
رأى وهاب أن “هناك فريق موجود في السلطة منقطع عن مشاكل الناس التي هي في مكان وهم في مكان آخر، لافتاً الى أن الجدل السياسي الدائر اليوم لا يعني الناس ولا يحظى باهتمامهم”.
وأوضح: “نحن منذ العام 2011 دخلنا في مكان على مستوى كل المنطقة: فُتحت الحرب في سوريا ثم بعد سنوات فُتحت الحرب في اليمن وبتقديري هناك ترابط في الملفات، مؤكّداً أن “لا إنفراجات في المنطقة دون عودة السين – سين على مستوى المنطقة، مضيفاً أن عودة السين – سين يمكن أن تنعكس إيجاباً على لبنان، معتبراً أن الوضع في المشرق العربي لن يستقيم دون عودة السين – سين، كاشفاً أن “الفترة الذهبية التي عاشها لبنان كانت في فترة السين – سين حتى مالياً حيث دخل 6 مليار دولار عالبلد”.
وتابع وهاب: “هناك إتصالات على المستوى الأمني بين كافة الأطراف وأتمنى أن تنجح وتأخذ شكل الإتصالات الإماراتية – السورية والمصرية السورية والأردنية السورية وإذا أخذت هذا الشكل نحن ذاهبون الى إنفراج رغم كل ما يحصل”.
وأضاف: “حذرت من الإنهيار ونحن اليوم نندب على رأس الميت والجميع شارك في موت لبنان معتبراً أنه بعودة السين – سين جميع القوى ستتحول الى قوى طبيعية”.
وأوضح أنه “في العام 2005 أصبح هناك وهم لدى جزء من الشيعة اعتبروا أنهم قادرون على أن يحلوا مكان سوريا والآخرين خاصة 14 آذار اعتقدوا أنهم يستطيعون مشاركة الشيعة بالحلول مكان سوريا فحصل الاتفاق الرباعي الذي طلع “فوفاش”، موضحاً “الشيعي أراد أن يأخذ مكان في المعادلة اللبنانية أكثر مما أخذه اليوم لأنه يعتبر أن حجمه يسمح له بذلك والآخرين يريدون أخذ جزء من السلطة وهو ما يدمرنا منذ 16 سنة، ومضيفاً “في العام 2004 بدأنا حملة إصلاح مالي لأننا تخوفنا من الإنهيار المالي حينها وكنا متداركين للوضع المالي، ولكن منذ العام 2005 الجميع فكروا كيف يتناتشون النفوذ السوري”.
ورأى وهاب أن “لا أحد يستطيع إدارة إتفاق الطائف إلا السين السين لأن الطائف أظهر أن لغمه “منو فيه”، لافتاً الى أنه “لا يمكن الاستهانة بالمشكلة السعودية – الأميركية التي تعيق عودة السين السين، لأنها مشكلة جدية وحقيقية، معتبراً أنه إذا أتى محمد بن سلمان ملك يرتاح ما يجعله يتعاطى براحة مع الآخرين في كل الملفات.
وإذ لفت الى أن “الضغط الموجود اليوم في العلاقة الأميركية – السعودية لا يريح كل الساحات لأن بايدن لديه مشكلة حقيقية مع السعودي، رأى وهاب أن “العلاقة الأميركية السعودية بحاجة لحوار جدي بين الدولتين وإذا ارتاحت السعودية ومكّن الملك محمد بن سلمان نفسه سينعكس إيجاباً على المنطقة”.
وفي إطار آخر رأى وهاب أن لا وجود لا لـ 8 آذار ولا لـ 14 آذار ولكن هناك قوى تناصر المقاومة في لبنان وقوى أخرى ضد المقاومة”.
-وأكّد وهاب أن “جبران باسيل حليف للمقاومة وهو لا يخفي ذلك”، معتبراً “أن اللغة التي تستعملها بعض القوى لم تعد مسموعة”، موضحاً أنه “اليوم لا أستطيع البقاء في السلطة وأحمل الآخر مسؤولية الإنهيار، الجميع مسؤول عن الإنهيار في البلد منذ 30 عاماً حتى اليوم، لذلك أرى الشعارات أصبحت باهتة لا يمكن أن ترددها، وأن “صندوق النقد سيعطي الأموال ولكن بشروط ورقابة صارمة”.
ودعا وهاب الأوروبيين الى استلام إدارة كافة المرافق في لبنان لأننا فشلنا في إدارتها، معلناً أنه “ضد اللامركزية لأننا في دولة ضعيفة، لافتاً الى أن “قوى الأمر الواقع الموجودة في السلطة أقوياء”، متسائلاً “مَن وصل له حقه في انفجار بيروت؟”.
وحول الاستحقاق النيابي رأى وهاب أن “طبيعة الإنتخابات في لبنان تكمن في مَن يقف مع الناس أكثر”.
وأوضح في هذا الإطار أنه “في السياسة سأكون قريباً من الوزير إرسلان وفي الشأن الدرزي لن أكون بعيداً عن جنبلاط لأن هناك إتفاق في المحافظة على الجبل ومساعدة أبناء الجبل وهو موضوع مختلف عن أي إستحقاقات والإتفاق مازال صامداً طالما وضعنا الخلافات السياسية جانباً ولا يمكن الإختلاف على القضايا الأخرى، وأسعى الى صيانته دائماً وقريباً سيكون هناك خطوات جديدة على صعيد إكمال المصالحات وإنهاء ذيول حادثة قبرشمون والشويفات ويتم إجراء ترتيبات معينة لإنهاء مشكلة هاتين الحادثتين الأليمتين”.
وأكّد أنه “من سابع المستحيلات أن أكون على لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي لأنني في تيار سياسي مغاير تماماً ولكن بما يعني الشأن الطائفي والتعايش الدرزي المسيحي في الجبل نحن متفقون مع الحزب التقدمي الاشتراكي ولكن لدي ملاحظاتي وهم أيضاً والموضوع أيضاً لا يرد في الخيال”.
وتخوّف وهاب من “إجراء الإنتخابات في موعدها لافتاً الى أن نسبة حصولها بالنسبة لي مازالت 50 % لأن الوضع مفتوح على كل الإحتمالات قبل الإنتخابات خاصة مع تقدم الإتفاق الإيراني الأميركي حيث يجب أن نخاف أكثر لأنه إذا اتفقوا يتفقون على حساب الصغار وإذا لم يتفقوا يبدأون من الصغار”.
وأضاف: “لن أترشح عن بيروت وأفضل أن أكون غير مرشح في الجبل وبين ناسي على أن أكون مرشحاً لرئيس مجلس نواب في بيروت”.
وفي إطار آخر أكّد وهاب على أن “لا عتب لدي على “حزب الله” لأن الأخير لديه مواقفه تجاه حلفائه وكان لديه موقف مشرف لا يقارن بشيء في حادثة الجاهلية ويمثل كرامة الجبل”.
وحول الخلاف مع الرئيس برّي، أجاب وهاب: “هناك احترام أكنّه للرئيس برّي وهو ملك السياسة اللبنانية اليوم ولكن هناك تصرفات معينة في بعض الوزارات أساءت لهذا النهج وما حصل في لبنان الكل يتحمل مسؤوليته”، مضيفاً “لا يمكن أن تكون شاهد زور من أجل العلاقات العامة أو من أجل علاقات المحبة الشخصية: فأموال الناس ذهبت، متسائلاً هل هناك دولة تسرق أموال شعبها وتطلق النار على نفسها بهذه الطريقة؟ لذلك الجميع يتحمل مسؤولية ما جرى، لافتاً الى أن “الثورة غيّرت البلد رغم أنها فشلت في تحقيق هدفها ومشروعها”، لافتاً الى أنه “ضد قوى السلطة وأنتقد كل قوى السلطة ولكن مع الدولة وأنا مع تدمير الطاقم الحاكم وليس مع تدمير السلطة”.
وفي العلاقة مع سوريا، أوضح وهاب “حزب الله” قاتل في سوريا وقدم الشهداء ولا أحد يضاهيه في العلاقة مع سوريا.
وأكّد وهاب على أن “علاقتي مع الرئيس عون جيدة ولكن شباب التيار “كبروا حجرهم”، لافتاً الى أن “هناك مشكلة عند الموارنة يجب معالجتها”، ومضيفاً “الرئيس عون كان صانع الرؤساء في الرابية ولكنه اليوم لا يملك أي عدة للمواجهة، معلناً أنه “تمّ تدمير الرئيس عون لأنه دخل الى معركة غير محسوبة مع قوى “مشرشة” في البلد وهو حتى اليوم لم يستطع تغيير قاضٍ، معتبراً أن “خطأ الرئيس عون أنه لا يدرك صلاحيات رئيس الجمهورية لأن “الطائف إنتزع أنياب رئاسة الجمهورية”.
وأكّد وهاب أن “لا تمديد للرئيس عون واقترحت أن يتم إنتخاب رئيس للجمهورية في شهر نيسان على أن يستمر الرئيس عون حتى نهاية العهد وهو ما حصل في عهد الرئيس سليمان فرنجية”.
وأعلن أن “لا إجتماع للحكومة في القريب”، وأن “الإعلام يظلم باسيل وهناك حملة عليه، متسائلاً “لماذا 14 و8 آذار يجمعون على كره جبران؟.
ورأى وهاب أن “جبران باسيل خسر المعركة الرئاسية وتراجع إنتخابياً، معتبراً أن “راحة الموارنة هي إما بنزع قيادة الجيش منهم وإما رئاسة الجمهورية، موضحاً أن “محنة الموارنة رئاسة الجمهورية التي ستخسّر الموارنة أكثر فأكثر وقيادة الجيش أهم ورئاسة مصرف لبنان أهم”، معتبراً أن “سمير جعجع استفاد مسيحياً من خلال الهجوم عليه”.
وحول أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة رأى وهاب أن “التجار هم مَن يتحكمون بالدولار والمصارف مستفيدة من ذلك كما أن الجميع مستفيد من ارتفاع سعر الدولار إلا القطاع العام والموظفين”.
ورداً على أسئلة المشاهدين أجاب وهاب: “رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش رمزان لوحدة لبنان لا أقترب منهما، وأن “وقائع إنفجار مرفأ بيروت أصبحت مكشوفة وموجودة وهناك خلاف له علاقة بصلاحيات الشيعة ونبيه بري يقاتل من أجل صلاحيات المجلس النيابي وليس من أجل علي حسن خليل”.
وفي الختام رأى وهاب أن “المعركة الإنتخابية ستكون على 7 مقاعد في كل لبنان ومَن يأخذها سيربح الإنتخابات، موضحاً أن “المعركة هي على مقعد واحد في جزين وواحد في صيدا وعلى المقعد الدرزي في بيروت والدرزي في البقاع الغربي والأرمني في المتن والمقعد العلوي والمقعد السُّنّي الثاني في طرابلس.
وأوضح أن “الخارطة الإنتختابية في جبل لبنان واضحة ولن يكون فيها مفاجآت كبيرة، لافتاً الى تراجع للتيار الوطني الحر في جبل لبنان ولكن في المقابل لا تقدم للقوات اللبنانية، وإذا التيار الوطني اعاد ضم جمهوره في جبل لبنان وأخذ جزءًا من الذين ذهبوا باتجاه المجتمع المدني الذي يملك 3 أو 4 لوائح ولا يملك رموزاً وأناسه رافضة للسلطة الحاكمة وهناك مزاج للمجتمع مدني إذا تحالف مع قوى جدية”.
وفي الختام قال وهاب: “النهار” جزء من حياتنا إذا إتفقنا معها بالسياسة أم لا ونتمنى استمرارية “النهار” مع فقدان “السفير”.