خلافا لبعض التوقعات لم يكن خطاب الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال حفل تنصيب اليازجي بطريركا على الكنيسة الارثوذكسية، تفصيليا في المضمون، بل جاء عاما وتوجيهيا في بعض القضايا تاركا للمعنيين بالازمة السورية حرية العمل وتحديد التفاصيل المتعلقة بالمرحلة المقبلة بشكل يخدم السلام والاخوة والمصالحة وكرامة الانسان وقيمته .
ولكن الكاردينال كان واضحا تماما في بعض الأمور ذات الأولوية عند الكنيسة في المرحلة القادمة وخاصة تلك التي تدعو الى “الحوار والوفاق لأنه لاشيء يأتي مقابل الحياة البشرية وان كل حياة بشرية لها قيمة مطلقة”،داعيا الى “التضامن مع كل الناس المتألمين والمتضررين أياً كان دينهم أو طائفتهم أو لونهم السياسي أو الثقافي، مشيرا الى ان البرهان هو عندما اعلن يوم التضامن مع النازحين من سوريا من دون أي تمييز”.
الرسالة الجوهرية كانت في تأكيد الراعي على الوحدة والتضامن والخدمة وتشديده على ضرورة انهاء الحرب بالطرق السياسية والدبلوماسية والسلمية حفاظاً على الحياة البشرية وعلى بيوت الناس وعلى المعالم الحضارية التي سقط بعضها”، مشيرا في الوقت عينه الى ان الرسالة العائد بها إلى لبنان هي انه يجب على كل اللبنانيين الذين عاشوا ايام حرب ان لا يتكلموا بلغة حرب بل بلغة السلام، وعليهم ان يقولوا للجميع بانهم اختبروا انها ً عبثية “تخرب ولا تعطي ” واكبر برهان هو ان اللبنانيين لا يزالون يعيشون تحت أنقاض الحرب في لبنان، . فهل من يسمع ويجيب في لبنان؟!
**