أحيا حزب التوحيد العربي الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الشهيد محمد أبو ذياب على يد الغدر، في حديقة الشهيد في الجاهلية، بمشاركة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وعائلته وعائلة الشهيد محمد أبوذياب، وبحضور ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والهيئات الاجتماعية والثقافية والأدبية وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية ووفود شعبية ودينية من كافة مناطق وقرى الشوف وعاليه.
افتتح الحفل بالنشيدين اللبناني ونشيد الحزب، واستهل بكلمة عريف الحفل مفوض الجاهلية في الحزب جهاد أبو ذياب، جاء فيها بعد الترحيب:
“هذه الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرفيق البطل محمد أبوذياب، الذي استشهد دفاعاً عن الكرامة ومن أجل بقائنا واستمراريتنا، والذي وقف سداً منيعاً في وجه الغزاة الذين حاولوا إسكات صوت الحق للتغاضي عن فسادهم وجرائمهم، فكان لهم في المرصاد حتى اندحروا هاربين كالفئران، لكن رصاصة الغدر أرادت أن تستقر في صدور الرجال.
استُشهد محمد، لكنه حيٌّ في قلوبنا وعقولنا وذكراه سترافقنا مدى الحياة”.
كلمة أهل الشهيد
ثم كان كلمة لأهل الشهيد ألقاها نجله طلال أبوذياب، جاء فيها:
“كل عام وذكرك الفواح باقٍ ما حيينا في دمانا..
كل عام وأثرك يا أبي الشهيد باقٍ، ولن يزول..
كل عام وأنت الظهر والسند لي ولوالدتي وأخواتي بسيرتك الطيبة ورجولتك وشهامتك وجميل صفاتك.
رحلت عنا وأنت المطمئن دوماً أن نستوطن قلباً حنوناً، عوضنا – الله سبحانه وتعالى – به ويزداد يوماً بعد يوم حباً وتحناناً، فيمسح عنا ظلمة الفراق وقسوة الأيام ويشد أزرنا ويحتضننا أباً كريماً وقلباً رؤوفاً، يحيط بنا ويحمل همومنا دون كلل أو ملل، هوا قلب الأب والقائد، هو ذا أبي الروحي معالي الأستاذ وئام وهاب – أطال الله – بعمره وحفظه وعائلته من كل سوء، ونصره على كل باغ وطاغية.
كل عام يا أبي وأنت في العين والقلب والروح لم ولن تفارقهم أبداً، إني لا أملك لك سوى الدعاء والعهد.
فأللهم بحق احتياجنا وفقداننا له أكرمه واجمعنا به عاجلاً في قميصه الجديد.
نعم، نحن الموحدون لا نموت أبداً، فالموت لنا هو حياة جديدة نكمل بها مسيرتنا ودورنا الذي رسمه الله لنا، أنت عائد إلينا لا محالة، لأنك بصمة الإباء التي لن تمحى أو تندثر، وإنني أراك عائداً الى ساحة النضال من جديد على صهوة جوادك، وما كانت شهادتك العظيمة إلا كبوة الفارس المقدام واستراحة المناضل المقاوم الشريف المؤمن بقضيته وأرضه وحقّه في الحياة بعزة وكرامة وحرية، ولن ترتاح أو تستكين روحك حتى تبلغ فتكمل مسيرتك ودورك بنا ومعنا والى جانبنا، تلك الحرية التي تضرجت بدمائك الطاهرة لتتألق بك ومعك فتصبح رمزها الذي بات يقض مضاجع الفاسدين وننتصر عليهم ولو بعد حين.
يوم أعلن قائد مسيرة التغيير، وزعيم الشرفاء في هذا الجبل والوطن وئام وهاب، حربه على الفساد والمفسدين نصرة للناس ودفاعاً عن حقوقهم وكراماتهم، في وطن تناهشته وحوش السلطة والنظام البالي، وأتت على ما تبقى من حاضرهم ومستقبل الإنسان فيه، أبى إلا أن يكون نصير المظلومين وسند المقهورين، انتفضت معه ومعكم رفاق دربكم، تخوضون غمار المواجهة والتصدي دون هوادة على درب الحرية والحق لأجل قيامة الوطن وتحرير الإنسان فيه.
وتابع: لم يتحملوا ثورتنا عليهم، فأرسلت حجافل الغدر الى عريننا وقلعة الصمود والتصدي، أتت لتنال من كرامتنا، ظناً منهم أنهم قادرون على إسكات صوت الحق الصادح في برية الوطن، فتقدمتَ الصفوف يا أبي ممتشقاً سيف بني معروف، وملأت فضاءاتنا عزة وإباءً، لتعلو صرخات دمائك الطاهرة انتصاراً، وهويت لنرتقي أحياء شامخين أعزاء، وترتقي أ|نت شهيداً عظيماً، فكم أ|نا فخور بك يا رمز التضحية والوفاء، يا أبي.
لقد فديت بدمائك الطاهرة الوطن وحفظته من الفتنة المدبّرة حينها في دهاليز العملاء والفاسدين الذين قتلوك وها هم يكملون مشروعهم في تدمير الوطن.
أبي، نحن لم ولن ننسى حقنا ودماءك التي سُفكت على مذبح الوطن والكرامة ظلماً، ولن نستسلم أبداً حتى إحقاق الحق والاقتصاص من كل مَن دبّر وغطى ونفّذ هذه الجريمة الموصوفة، وإننا على العهد باقون، وستبقى دماؤك منارة دربنا وشعلة نضالنا أبداً.
وأخيراً، أبي الشهيد، قدمت روحك الطاهرة فداءً لوطنك ولأجل ما آمنت به من قيم الإنتصار والحرية، وروحي وقلبي وعقلي وكياني كله يفتخر بنضالك وفروسيتك النبيلة، وأؤكّد لك أنك لم تغب عني يوماً، فأنت تسكنني، وأنا أسكنك وطناً دافئاً حنوناً آمناً، تضيء شمعة أيامي إذا ما هبّت رياح العواصف، وتمسح دمعة الفؤاد إذا ما اشتعل بالشوق إليك، فتسارع لاحتضاني في حنان سرمدي، فإليك كل حبي وكل تحناني يا نبع المحبة والتضحية والعطاء.
أبي الشهيد، يا أيّها الحاضر الغائب، إشتقت إليك كما قائدنا وأصدقاؤك ورفاقك، إشتقت الى حديثك وضحكتك وطلّتك علينا، قد اشتقت إليك يا أبي”.
الشاعر سمير أبوذياب
ثم كان قصيدة بالمناسبة للشاعر سمير أبوذياب:
“ثلاث سنين صرلا تحترق دمعاتنا
عخدودنا وترسم لهب نهداتنا
وكرمال ما يتشوّه العيش الهني
دفعنا ضريبة للوطن دماتنا
وكان الفدى محمد بروحو المؤمنة
افدى جبلنا واعتلت راياتنا
وأوقد الفتنة بعقول الهيمنة
وخلد بأمجاد الوطن صفحاتنا
وفشّل مخطط مجرم بعقلو الغني
وغاب عنا وبعدت مسافاتنا
وظل خنجر بالصدور المفتنة
وظل عقل النور بجلساتنا
ذكراك يا محمد خزينة محصنة
وجوهر عقيدة مخمّر بعجنات نبض ذكراك
رح تبقى القلوب مطمنة
لو غبت رح ترجع قمر ساحاتنا
وكل ما السنة تطوي سنة
بيكبر عملنا المنتظر جواتنا
وبيكبر الطفل الناطرينو بهالدني
يبدل قميصو ويلبس الثوب الجديد
ويرجع يكاغي طفل بيناتنا
ما فينا ولا منقدر بهالذكرى الأليمة المحزنة
إلا ما قدامك يا قائد ننحني
وهاب، إنت العمى لقلوبنا وانت السمير
وبيّ روحي وقلب متواضع هَني
ل حط تاجك بمملكة الضمير
صادق بوقفاتك بأحلامك غني
وحامل هموم الناس وهموم الفقير
سباق بالإصلاح والعيش الهني
بدنا الإله ييسّر العمر العسير
وبدنا وطنا بأمثالك ينبني
إنت العدل والإصلاح والتغيير
وإلا بأمثالك ما بيتحسن وطن
يقضي على مزرعة الجشع والهيمنة
كلمة المنتسبين الجدد
ثم كان كلمة للمنتسبين الجدد ألقتها الرفيقة سارة أبوذياب، جاء فيها بعد الترحيب:
“نحن أصحاب قضية مقدسة عمادها الوطن، والحرية والإنسان، هذا الوطن النازف بفعل سياسات الفشل والفساد، وبفعل نظام طائفي قضى على دور المؤسسات ومفهوم دولة الرعاية والاحتضان حتى بات الإنسان فيه فاقد لأبسط حقوقه في العيش بحرية وكرامة، ولازالت قوى الأمر الواقع تمعن في تدمير ما تبقى من حاضر ومستقبل الأجيال.
نحن شباب التوحيد، نقف اليوم أمام مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية ونأخذ المبادرة اليوم وغداً لاستكمال مسيرة النضال في سبيل قضايانا المحقة التي تعمدت بدماء الشهداء الأبطال الذين قدموا التضحيات من أجل قيامة الوطن واستعادة الحقوق.
نعم، لقد اخترنا طريقاً شاقاً تزوّدنا فيه بعزيمة الشهيد محمد أبوذياب وإرادته في العيش بعزة وإباء، فتصبح دماؤه الطاهرة منارة دربنا وشعلة نضالنا التي لن ينطفئ وهجها أبداً.
حملنا الأمانة، وعهدنا أننا لن نكلّ أو نملّ حتى تحرير هذا الوطن من الفاسدين والمفسدين واستعادته وطناً لكل أبنائه.
فتاريخ استشهادك يا الحبيب الشهيد ليس بذكرى بل لنتزوّد منه بعزيمة الأحرار وسيرة الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل مبادئهم والتزامهم في سبيل الكرامة.
لقد علمتنا أروع معاني التضحية والنضال، وأجمل معاني الإنتماء والمحبة والوفاء، وسيبقى نور وجهك شعاعاً يُنير دربنا في ظلمة الأيام، فيرشدنا السبيل الى الحرية.
إن أهم أهداف حزب التوحيد كان ومازال احتضان الشباب وتشجيعهم على الإنخراط في العمل السياسي لأجل التغيير، أولئك الشباب هم أمل هذا الوطن ومستقبله، فلن نسمح لهم بتهجيرهم وتجهيلهم وإضعافهم وإفقارهم وهزيمتهم، فالشباب هم قوة الأوطان وعماد تقدمه وازدهاره، فبهم ومعهم يمكننا إعادة بناء سلطة نظيفة شفافة قوامها الكفاءة والإنتماء الوطني.
لقد آن الأوان لتحرير الوطن واستعادة شبابه من المعتقلات الطائفية ومن المنفى اللاإرادي.
أما نحن الشباب في حزب التوحيد العربي، أخذنا القرار منذ عشرين عاماً بأن نواجه ونتصدّى لكل مشاريع السلطة الفاسدة في تدمير الدولة، وأن نتصدر كل مواقع النضال والمواجهة وأن ننتزع حقنا الدستوري في العمل السياسي ودورنا في مختلف مجالات العمل المؤسساتي متمسكين بمبادئنا الوطنية والحزبية نصرة للحق وتكريساً لقيمة التنوع والاختلاف الذي يمتاز بهما لبنان الرسالة.
وها هي الأجيال تتوالى وتتسلم الشعلة والأمانة، سنة بعد سنة، وها هي كرة الثلج تكبر، فإيماناً منا بالدور الوظيفي للأحزاب في الحياة السياسية وفي مجال الشأن العام، لنؤكد على أهمية استعادة هذا الدور في تكريس الديمقراطية الحقة والحريات ودعم الشباب ةتشجيعهم للخوض في تجربة الإنتخابات النيابية تمهيداً لإعادة تشكيل السلطة وبناء الوطن، مما يساهم ذلك في تحقيق طموحات الناس وتطلعاتهم لحياة أفضل، ولن يضيع حق وراءه مطالب.
فالتغيير هو مسار شاق في ظل تلك الأنماط السائدة وصيغة الديمقراطية التوافقية “الكذبة الكبرى” التي كرّسها شركاء الفساد باسم الطائفة والحقوق.
وختمت: هدفنا هو تعبيد الطريق نحو استكمال بناء حزب سياسي عصري يحقق أحلام الشباب وطموحاتهم ويحقق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة، فالمقايضة على الوطن أكثر من خطيئة، والاستسلام أكثر من جرم.
نعم، نحو غد أفضل، نعم نحو تحقيق التغيير، نعم حربنا مع الفساد والفاسدين لن تتوقف حتى إنقاذ الوطن مع الشرفاء والى جانب المؤمنين بالحق والكرامة الإنسانية”.
وهاب
ثم ألقى وهاب كلمة أكّد فيها على “أن لا قيمة للانتخابات طالما نحن في وطن لا يستطيع معالجة قضايا الناس، معتبراً أن الأولوية القصوى هي لخطة نهوض اقتصادية ومالية ومعيشية وإلا فالانتخابات لا قيمة لها على الرغم من الاهتمام الدولي بتلك الإنتخابات لأن كل دولة تعتقد بأن هذه الإنتخابات هي فرصة مناسبة لها لتحقيق مكاسب معينة على الساحة اللبنانية”.
وتمنى وهاب معالجة ملف الكهرباء بكل هدوء، متمنياً على الحكومة أن لا يكون لديها الخطة لتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي دون الإعلان عن تنفيذ هذه الشروط، داعياً الحكومة الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي وليس الاستسلام لشروطه لأنه للاستسلام لشروطه يجب أن يكون الحد الأدنى في لبنان للأجور 10 ملايين ليرة على سعر صرف الدولار اليوم، موضحاً انه لا يمكن إعطاء الموظف مليون ليرة وفاتورة الكهرباء مليونين ليرة بسبب طلب صندوق النقد الدولي مضاعفة فاتورة الكهرباء عشرات المرات زيادة.
وفي إطار آخر، أكّد وهاب على أن “عروبة لا تمر في سوريا هي لا عروبة، العروبة تمر بسوريا، متوجهاً للذين على عداء مع سوريا وكافة الأطراف اللبنانية بالقول: “لديكم عامان حضروا أنفسكم لاستعادة علاقاتكم مع سوريا والاستفادة من تلك العلاقة، إذهبوا باتجاه الاستفادة من عملية الإعمار في سوريا وقرروا ماذا تريدون، متمنياً أن يسبق لبنان الجميع في العودة الى سوريا، ومضيفاً “سوف تشهدون في الأشهر المقبلة تطورات كثيرة على هذا الصعيد و”إذا تأخرتم سيرمونكم في الزبالة فلا أحد فاضي لكم، أنتم تصدقون أنفسكم بأنكم شاغلين الكون، أنتم 4 أو 5 ملايين لا أحد له جلد لكم لأنكم تجلبون لهم المشاكل”.
كلام وهاب جاء خلال إحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد محمد أبوذياب على يد الغدر، بحضور ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والهيئات الاجتماعية والثقافية والأدبية وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية ووفود شعبية من كافة مناطق وقرى الشوف وعاليه، رأى خلاله أنه لا يمكن تحميل الأحزاب مسؤولية ما حصل في السياسة، موضحاً أنه ليس كل الأحزاب في لبنان تتحمل مسؤولية ما حصل، فالسياسة بالنسبة لنا هي لعبة شرف وليس كما ينظر إليها البعض، الأحزاب بالنسبة لنا هي مكان للشرفاء والمضحين، وليس مكان للناس التي “ما إلها طعم”، بالعكس هناك أناس دخلت الى الأحزاب ضحت واستشهدت وقاتلت، وهناك أحزاب لم يعد لها وفاء لناسها والعكس هناك أحزاب تحفظ ناسها”، متسائلاً عن أي ثورة تتحدثون؟ نحن الثورة ونحن صنعنا الثورة منذ ٣٠ عاماً، ومحمد أبوذياب كان أول شهيد لمحاربة الفساد، ولم يكن خلافي مع سعد الحريري على قطعة أرض عندما أراد الحريري مهاجمة الجاهلية هو وجبناؤه، خلافي مع الحريري على صفقة بحدود 6 أو 7 بمليارات الدولارات قام بها هو وغيره على النفايات والكهرباء وكل القطاعات، وحتى يعطي كلمته أخذ 6 أو 7 مليارات بالمقابل، وعندما كشفت الصفقة جنّ وأراد قتلي وكان محمد في وجهه فاستشهد محمد”، خلافي مع الحريري كان على قضية تهم كل واحد منكم، لكنهم لم يعرفوا أن للثورة توقيت كنتم مشيتم معنا في الثورة منذ 30 سنة كان كل شيء تغيّر ولما كنا وصلنا الى هنا، موضحاً، هناك توقيت للثورة عندما تأتي في وقت خطأ لا تنجح الثورة لذلك تمّ تفتيت الثورة وتقسيمها وعسى أن لا يصلوا الى أكثر من ذلك في الفترة المقبلة لأنهم ماسكين الناس في مصالحها ومازالوا أقوى من قوى التغيير، لذلك نحن نؤمن بانتخابات نتحالف بها مع قوى التغيير الحقيقية، القوى المؤمنة بالتغيير، والقوى القادرة على صناعة التغيير ويدنا ممدودة لكل الناس المؤمنين بالتغيير أمثالنا لأننا بدأنا التغيير منذ 30 عاماً ودفعنا ثمن جرأتنا بإعلان الثورة في الوقت الذي كان يجب أن يُعلن عنها.
نحن مع ثورة حقيقية ويجب أن نثبت في الاستحقاقات القادمة بأنه نحن بدأنا بالثورة منذ 30 عاما وحتماً ثورتنا ستربح.
وفي الختام، توجه وهاب الى الشهيد محمد بالقول: ” عهدي أن أبقى لك ولهم كما تعاهدنا نعطي نقاوم نصارع لحياة إنساننا الجديد الخارج من نفق الظلام والعبودية لرحاب الحرية والعدالة والأمان.
وأوصى التوحيديين الجدد بـ “البقاء الى جانب أهلنا ومجتمعنا في الجبل والوطن، نموذجاً للتلاقي والترفع عن الحساسيات الضيقة والأفكار الهدامة”، متوجهاً إليهم بلقول: “باقون معاً ونسير ونمضي معاً حتى النصر الأكيد والذي أراه كل يوم عند استفاقة كل فجر ومع غروب كل أصيل لأنكم أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب القضية.
ومما جاء في كلمة وهاب:
“تعالى يا محمد، تعالى فالروح تاقت إليك، والقلب اشتاق لعينيك، والعقل يطاردني للبحث عنك في كل مكان وزمان،
تعالى فقد طال زمن اللقاء، كل شيء يناديني ويشدني للإقامة فوق حاجبيك، فمازلت السند وأنت الغائب فوق جراحي النازفة،
تعالى، فالمواعيد تطيب حول مواقد الشتاء والطرقات المبللة تنتظر عاشقها الذي سكن فوق حناياها وضلوعها،
تعالى يا حبيبي فكل الأشياء تسألني عنك، وتبحث فوق التلال ومجرى النهر علها تجدك وتستلقي فوق ساعديك،
تعالى أنت عازف الألحان الجميلة وأنت المبشّر بقدوم الفصول، وأنت مواسم الحصاد على بيادر الحياة الحرة الكريمة،
تعالى فالزمن بات يحتاج لأمثالك، معطاءً، ودوداً، وفياً لكل مَن طرق بابك واستغاث بعطفك وحنانك
لقد إتّكأت على كتفيك لأعوام عديدة، تفهم بلا كلام، وتلبي بدون طلب، فكنت توأم الروح والعقل والوجدان، بل كنت وبقيت ومازلت الأمين المؤتمن على المسيرة التي آمنت بها وبذلت دمك في سبيل بقائها وعزتها ووجودها.
يا أبا طلال، صعب عليّ مخاطبتك، فالهمس والمناجاة فيما بيننا مستمر على مدى الأيام والشهور، أفتقدك أيها الحبيب، لكنني اليوم أراك في سواعد محبيك المرتفعة بقسم الولاء للعهد الذي أقسمنا على تحقيقه وانتصاره، هم القوم الذين تواعدوا على بذل المستحيل، وهم خلية النحل في سكون القفير الذي يضج بلوحة الصراع والتقدم والنجاح.
وفي بعض الملفات السياسية، تابع وهاب: “أولاً لمن يتحدث عن الإنتخابات لا قيمة للانتخابات طالما نحن في وطن لا يستطيع معالجة قضايا الناس، عن أية إنتخابات؟ الى أي إنتخابات سنذهب؟ إذا كان الوضع الصحي منهار والوضع الاقتصادي والوضع المالي والوضع المعيشي، عن أي انتخابات سنتحدث أو الى انتخابيات سنذهب.
أعتقد بأن الاولوية لنا ليست الانتخابات، طبعاً كل الدول مهتمة بالانتخابات لأن كل دولة تعتقد بأن هذه الإنتخابات هي فرصة مناسبة لها لتحقيق مكاسب معينة على الساحة اللبنانية ولكن أنا أقول بأن هناك أولويات والأولوية القصوى هي خطة النهوض وإذا لم يكن لدينا خطة نهوض اقتصادي ومالي ومعيشي، فالانتخابات لا قيمة لها.
وفي الموضوع الصحي، قال وهاب: “سألني الكثير من الناس عن الحملة التي قمنا بها على وزير الصحة، أنا لا أعرف الوزير ولا شيء بيننا، ما أعرفه أنه طبيب ناجح ولكن هذا ليس شرطاً أن يكون وزير صحة ناجح، اليوم في لبنان آلاف الناس تقف على أبواب المستشفيات ولا يسمحون لها بالدخول، لأن لا أحد يستطيع دفع الفروقات ولا أحد يستطيع دفع عشرات الملايين فرق عملية، إن شاء الله البنك الدولي يكون لديه حل مؤقت وهذا الحل لستة أشهر ولكن على الحكومة ان يكون لها حلاً مستداماً لأنه لا يمكننا الاستمرار في الموضوع الصحي على هذا المنوال، على وزارة الصحة أن تصل الى حل مع المستشفيات وتفاوض المؤسسات الضامنة وعلى الحكومة أن تأخذ قراراً في هذا الموضوع لأنه لا أحد منا يستطيع أن يحل مكان الدولة ولا أحد يستطيع حل مشكلة الدولة عاجزة عن حلّها وأنا كفرد لا أستطيع حل مشكلة الدولة عاجزة عن حلها.
بالنسبة للكهرباء نتمنى معالجة ملف الكهرباء بكل هدوء وأتمنى على الحكومة أن لا يكون لديها الخطة لتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي دون الإعلان عن تنفيذ هذه الشروط، اليوم يحاولون تبليعها لنا على دفعات، على الحكومة التفاوض مع صندوق النقد الدولي وليس الاستسلام لشروطه لأنه للاستسلام لشروطه يجب أن يكون الحد الأدنى في لبنان للأجور 10 ملايين ليرة على سعر صرف الدولار اليوم، لا يمكن إعطاء الموظف مليون ليرة وفاتورة الكهرباء مليونين ليرة بسبب طلب صندوق النقد الدولي مضاعفة فاتورة الكهرباء عشرات المرات زيادة.
أتمنى على رئيس الحكومة معالجة ملف الكهرباء بحكمة وأهم شيء نضع أنفسنا مكان المواطن قبل التفكير بالموضوع، لذلك أتمنى أن يكون النقاش مع صندوق النقد جدي ونأخذ ما يناسبنا من صندوق النقد ونرفض ما لا يناسبنا.
في السياسة، أسمع اليوم الكثير من الناس وخاصة بعض شاشات التلفزة، يحملون الأحزاب مسؤولية ما حصل، ليس كل الأحزاب في لبنان تتحمل مسؤولية ما حصل، السياسة بالنسبة لنا هي لعبة شرف وليس كما ينظر إليها البعض، الأحزاب بالنسبة لنا هي مكان للشرفاء والمضحين، وليس مكان للناس التي “ما إلها طعمة”، يقول لك أحدهم أنه مستقل ما يعني أنه “أهبل” ولا موقف لديك وبحياتك لم تقم بشيء، بالعكس هناك أناس دخلت الى الأحزاب ضحت واستشهدت وقاتلت، وهناك أحزاب لم يعد لها وفاء لناسها والعكس هناك أحزاب تحفظ ناسها”.
ثمّ، أي ثورة تتحدثون عنها نحن الثورة ونحن صنعنا الثورة منذ ٣٠ عاماً، ومحمد أبوذياب كان أول شهيد لمحاربة الفساد، ولم يكن خلافي مع سعد الحريري على قطعة أرض عندما أراد الحريري مهاجمة الجاهلية هو وجبناؤه، خلافي مع الحريري على صفقة بحدود 6 أو 7 بمليارات الدولارات قام بها هو وغيره على النفايات والكهرباء وكل القطاعات، وحتى يعطي كلمته أخذ 6 ألآو 7 مليارات بالمقابل، وعندما كشفت الصفقة جنّ وأراد قتلي وكان محمد في وجهه فاستشهد محمد”، خلافي مع الحريري كان على قضية تهم كل واحد منكم، لكنهم لم يعرفوا أن للثورة توقيت كنتم مشيتم معنا في الثورة منذ 30 سنة كان كل شيء تغيّر ولما كنا وصلنا الى هنا، هناك توقيت للثورة عندما تأتي في وقت خطأ لا تنجح الثورة لذلك تمّ تفتيت الثورة وتقسيمها وعسى أن لا يصلوا الى أكثر من ذلك في الفترة المقبلة لأنهم ماسكين الناس في مصالحها ومازالوا أقوى من قوى التغيير، لذلك نحن نؤمن بانتخابات نتحالف بها مع قوى التغيير الحقيقية، القوى المؤمنة بالتغيير، والقوى القادرة على صناعة التغيير ويدنا ممدودة لكل الناس المؤمنين بالتغيير أمثالنا لأننا بدأنا التغيير منذ 30 عاماً ودفعنا ثمن جرأتنا بإعلان الثورة في الوقت الذي كان يجب أن يُعلن عنها.
نحن مع ثورة حقيقية ويجب أن نثبت في الاستحقاقات القادمة بأنه نحن بدأنا بالثورة منذ 30 عاما وحتماً ثورتنا ستربح.
وبما يتعلّق بما يتم تداوله اليوم عن العروبة وكأن الحرب في لبنان جرت بوجه العرب وجميعهم أبطال عروبة، ليكن واضحاً للجميع أي عروبة لا تمر في سوريا هي لا عروبة، العروبة تمر بسوريا، شباب لنقول لكم بالتوقيت المناسب، لديكم عامان حضروا أنفسكم لاستعادة علاقاتكم مع سوريا والاستفادة من تلك العلاقة مع سوريا لأن الكهرباء التي استجرّت من الأردن عبر سوريا وهناك خط ثانٍ يقدر بـ 1000 ميغاواط لن أقول من أي خط قادم عبر سوريا، إذهبوا باتجاه الاستفادة من عملية الإعمار في سوريا وقرروا ماذا تريدون، وأتمنى أن يسبق لبنان الجميع في العودة الى سوريا وسوف تشهدون في الأشهر المقبلة تطورات كثيرة على هذا الصعيد وإذا تأخرتم سيرمونكم في الزبالة فلا أحد فاضي لكم، أنتم تصدقون أنفسكم بأنكم شاغلين الكون، أنتم 4 أو 5 ملايين لا أحد له جلد لكم لأنكم تجلبون لهم المشاكل.
المشكلة الكبيرة أنكم لا تعرفون ماذا تريدون، المشكلة الكبيرة أنكم تعتقدون أنكم تشغلون العالم، أقول لكم ما يهم العالم في لبنان الاستقرار على حدود فلسطين وإبقاء النازحين في لبنان كي لا يذهبوا الى أوروبا والباقي لا يهم، اليوم أي بلد يفكر بمصالحه بمعزل عن عواطفه، في السياسة لا وجود للعواطف بين الدول، أنا لدي مصلحة في سوريا أحاور سوريا والعكس إذا لم يكن هناك مصالح مع سوريا لا أحاورها.
وأخيراً لأبو طلال، عهدي أن أبقى لك ولهم كما تعاهدنا نعطي نقاوم نصارع لحياة إنساننا الجديد الخارج من نفق الظلام والعبودية لرحاب الحرية والعدالة والأمان.
ووصيتي للتوحيديين الجدد البقاء الى جانب أهلنا ومجتمعنا في الجبل والوطن نموذجاً للتلاقي والترفع الحساسيات الضيقة والأفكار الهدامة، باقون معاً ونسير ونمضي معاً حتى النصر الأكيد والذي أراه كل يوم عند استفاقة كل فجر ومع غروب كل أصيل لأنكم أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب القضية”.
ووفاء للشهيد البطل محمد طيلة حياته الاجتماعية في الرابطة الأدبية الاجتماعية الخيرية قدم رئيس الرابطة الأستاذ ناصر العياص درع تقدير لعائلة الشهيد.
واختتم الحفل بقسم يمين لـ 200 منتسب جديد لحزب التوحيد العربي، ليتوجه بعده الجميع في مسيرة الى النصب التذكاري للشهيد أبوذياب لوضع الأكاليل.