إعتبر رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، أن “الشاب اللبناني مبدع بطبيعته وهو يمتلك الأفكار المهمة، لذا لا بد من العمل على تطوير قدرات الشباب”، مشيراً الى أن “ملف كف يد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن إدارة المركزي ما هي إلا مضيعة للوقت لا أكثر”، لافتاً الى أن “القوى السياسية اللبنانية لن تسير بهذا الملف، لذا لا بد من حصول التعاون بين الجميع من أجل تشكيل الحكومة، ومن أجل النهوض من الازمة التي نعاني منها”، ومضيفاً أن الذل يومياً مضاعف على اللبنانيين، وهناك مَن يمارس الإحتكار”، معلناً أنه في حزب التوحيد العربي أخذنا القرار بتوزيع الأدوية مجاناً في كافة مراكز الحزب، لأنني أريد تأمين ناسي وأولويتنا وخيارنا الدولة ولا أحد يستطيع أن يكون مكان الدولة وخير دليل لا أحد يستطيع أن يقوم مكان وزارة الصحة، واليوم أثبتنا أهمية الدولة ولكن في حال غياب الدولة لا يمكننا أن نترك ناسنا، لافتاً الى أن “الدولة في سبات عميق لا يمكن إيقاظها”، في وقت كافة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية تقوم بواجبها، داعياً لدعم كل ما يتعلق بحياة الفقراء من نقل وغذاء وغيرها من الحاجات”.
ولفت وهاب في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “رح نبقى سوا”، مع الإعلامي جورج عقل الى أن “صندوق النقد الدولي يريد فرض العديد من الإجراءات كتخفيف عدد العاملين في القطاع العام وتخفيض الخدمات المقدمة لوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية”، مبيناً أن “رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي هو جديّ ويعلم تماماً كيف يتم العمل من أجل انجاح الانقاذ، وهو يختلف تماماً عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهو قادر على تفعيل علاقات التعاون مع الجميع لذا لا بد من تسهيل عمله وإنجاح مهمته، وإذا اعتذر ميقاتي سيقط الجميع في لبنان وسيتم الإطاحة بكل التركيبة الموجودة”.
وأكد رئيس حزب التوحيد أنه “في حال كان هناك حاجة لذهاب ميقاتي الى سوريا من أجل لبنان بالتاكيد سيذهب، وهو يمتلك علاقات دولية كبيرة ومهمة، ويمكنه أن يساعد لبنان كثيراً والجغرافيا اللبنانية تحتم علينا الذهاب الى سوريا، لإنجاح المهمة”، كاشفاً عن أن “رئيس الجمهورية ميشال عون لا يمتلك الصلاحيات الكافية وإذا لم يوقع مرسوم تشكيل الحكومة فستسقط كل التركيبة السياسية اللبنانية”، معلناً ان “المواطن اللبناني لا يهمه من يكون وزير الداخلية بل يفكر بسعر صفيحة البنزين والمازوت وتأمين الحبز والدواء والكهرباء كاشفاً أنه خلال لقائه بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة طلب من الأخير تأمين 100 مليون دولار لتصليح المعامل لإنتاج 12 أو 13 ساعة من الكهرباء وسأعرض الأمر على الرئيس ميقاتي والرئيس عون والأموال موجودة في الحمرا ويمكن تأمينها”، لافتاً الى أنه “يمكن للحكومة أن تؤمن ملياري دولار عبر الـ BOT”، وأن السياسة المالية التي اتبعت حتى اليوم صحيحة لأنه لم يسقط أي بنك حتى اليوم، موضحاً أنه من حق رياض سلامة عدم المس بالإحتياط الإلزامي”، مطالباً بالإسراع في تشكيل الحكومة.
ورأى أنه “لا يجوز للموظف أن يأخذ قرار سياسي، داعياً للإتيان بحكومة لها وزنها معارضاً بعض التسميات، متسائلاً لماذا تمّ رفض تسمية اللواء ابراهيم بصبوص للداخلية فهو أنظف رجل وكفؤ ويتمتع بمناقبية ممتازة، متمنياً على رؤساء الكتل طرح أناس جديين لأنه لا يجوز طرح السكرتير وسكرتير السكرتير ولا يمكن الإستخفاف بموقع الوزراء، مؤكّداً أن “الأحزاب المشاركة ومطالبها تعرقل مهمة الرئيسين عون وميقاتي في تشكيل الحكومة”، لافتاً الى أن هناك أنانية تمارس في موضوع التشكيل، موضحاً أن “همنا الوحيد اليوم هو اجتماعي ومعيشي، فاستشعروا مع الشعب وحسسوه أنكم تنازلتم عن أنانيتكم”.
وحول توقيف ابراهيم الصقر، قال وهاب إذا كان ابراهيم الصقر يتاجر في السوق السوداء لا ترحموه وإذا لا فليطلق سراحه وأطلب من القاضي عويدات أن يعالج الموضوع بحكمة، متسائلاً لماذا لا نأتي بالنواب الذين فجروا الخزان في عكار الى القضاء؟ معتبراً أنه “إذا لم نأتِ بالكبير لا يمكننا أن نحاسب الصغير”.
وإذ رأى أنه “يجب الإتفاق والتنسيق والتفاوض مع سوريا من أجل استجرار الغاز من سوريا ومتابعة الملف الى النهاية، مؤكّداً أن كل مشكلة الكهرباء هي تجارة المازوت لأنها الأربح وكذلك المولدات أربح، أشاد وهاب بموقف ملك الأردن بعودة سوريا الى الحضن العربي ودورها العربي، منتقداً حلفائه على السكوت على معادلة العداء لسوريا والجلوس على الطاولة ذاتها مع الذين ينادون بالعداء لسوريا، موضحاً أن “سوريا يمكن أن تعطينا 24 ساعة كهرباء إذا أمّنا لها الفيول ولكن السعر سيكون أعلى، ومضيفاً “تذلون أنفسكم أمام أصغر سفير والسوري يتحالف مع الروسي والصيني ويعود لدوره العربي والدول العربية تعود إليه، متسائلاً “إذا انضمت سوريا لمشروع الشام الجديد العراقي والأردني والمصري ماذا يفعلون هنا في لبنان؟ لافتاً الى أن اللبناني لديه إبداع لتجعلوه ينفتح على سوق الشرق الأوسطية ومشروع الشام الجديد”.
وفي الملف الحكومي، أوضح وهاب أن “لبنان وصل الى نصف طريق الأزمة، وكل القوى السياسية في لبنان تتحمّل مسؤولية الوضع اللبناني، مشيراً الى أن الأحزاب المشاركة في الحكومة تعرقل عملية التشكيل، وأغلب القوى السياسية تهتم فقط لأمرها ولا تفكر بالظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن، والناس حالياً لا تؤمن بأحد”، مشيراً الى أن “لبنان يصرف تقريباً ألف مليار ليرة خلال الشهر والدولار يرتفع متاثراً بطبع العملة، وباب خلاص لبنان يتمثل بتشكيل الحكومة وميقاتي لديه بعض الضمانات الخارجية، وهو قادر على تأمين بعض الأموال من الخارج وضخ الأوكسيجين في البلد أقله حتى الإنتخابات إذا حصلت”.
وحول تحالفاته الإنتخابية أعلن وهاب أنه “بدأ بالحديث مع حلفائه بدءًا برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان وتوسعنا الى حلفاء آخرين، معلناً عدم مشاركته في الإنتخابات إذا لم يكن هناك قوة تغييرية جدية وتغيير سياسي جدي وتطوير للقوانين”.
وفي إطار آخر تخوّف وهاب “من الصراع الدائر في الساحة المسيحية الذي قد يأخذنا الى عقد اجتماعي جديد قد يطيح بجزء من حقوق المسيحيين، ومضيفاً “نصيحة مفصلية وجدية كدرزي لدي مصلحة بقوة المسيحيين ووجودهم، وأدعوهم للتعلّم من تجربة الدروز عندما كانوا يحكمون في الإمارة وخسرنا والخسارة علمتنا، موضحاً أنه بعد كل حرب كانت التسوية تخسرنا وأخاف من أي عقد اجتماعي جديد يطيح بجزء من حقوق المسيحيين، لأن المسيحيين رسالة حضارية وثقافية وأكبر من منصب رئاسة جمهورية وقيادة جيش”، ومضيفاً “الدروز خرجوا من حرب الجبل معتبرين أنهم انتصروا، ولكن بماذا خدمنا هذا الإنتصار في السياسة اليوم وماذا خدمنا الطائف كطائفة؟”.
ولفت الى أننا أمام تحولات على مستوى المنطقة، متوجهاً الى دروز السويداء لأخذ الحذر لأن هناك أناس يحاولون زجهم في لعبة وسخة ستنعكس سلباً عليهم، مؤكّداً أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مدرك للتحولات ولديه حرص على الدروز ولا يخرج من الخيار العربي، موضحاً أن “الطائف اليوم يحمي الحقوق وكمسيحي لديك مصلحة لحماية الطائف وليس الإطاحة فيه لأنه إذا أطحنا بالطائف قد تأتي تسوية إقليمية دولية تطيح بحقوق المسيحيين، فلنذهب بإتجاه تسوية تبدأ بالحكومة وبعد الإنتخابات سنرى ما سيحصل إذا جرت إنتخابات”.
وأعلن وهاب أنه “مع إنتخابات رئاسة جمهورية في نيسان وليستمر الرئيس عون حتى نهاية ولايته بكافة صلاحياته كي لا نقع بالفراغ الرئاسي”.
وفي العودة الى الملف الحكومي، أكّد وهاب أن “حزب الله” هو الطرف الأقوى في لبنان ولكن أجندته ليست لبنانية فقط ولا يستطيع أن يتدخل ويفرض رأيه على حلفائه، معلناً أن سعد الحريري كان يدرك أن “حزب الله” يريد تشكيل الحكومة، مجدداً تأكيده على أن الحريري قوته في السعودية ليحل مشكلتها معها وليرتب علاقته بها لأن السُّنّة في لبنان يتعاطفون مع السعودية، لافتاً الى أن الأميركيين لا يريدون رائحة لـ “حزب الله” في الحكومة ومازالوا على مطلبهم وهو ما حال دون تشكيل الحكومة ودفع بالحريري الى الاعتذار.
وحول استقدام “حزب الله” المازوت من إيران، أوضح رئيس حزب التوحيد العربي أن “حزب الله” يريد تأمين المازوت للمرافق الحيوية ولا يريد استفزاز أحد، السيد حسن إتخذ قراره أنه إذا ضربت السفينة القادمة من إيران الى لبنان ستصبح كل السفن الإسرائيلية في البحر المتوسط تحت نيران الحزب لأنه من انطلاقها من إيران أصبحت أرض لبنانية”.
وفي الختام رأى وهاب أننا ذاهبون الى وصاية السين – سين قريباً معتبراً الإستعمار أرحم لأننا أجرمنا بحق أنفسنا.
واستبعد أي ضربة إسرائيلية على لبنان أو على المقاومة لأن “قدرات المقاومة العسكرية تخطت كل تفكير”، معتبراً أن سلاح المقاومة الذي يروّج بعض اللبنانيين له بأنه المشكلة هو الوحيد القادر على حماية لبنان ونفطه وأرضه”.