إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أنه “لا يوجد شيء داخلياً يمنع تشكيل الحكومة في لبنان “، موضحاً أنه “لا يمكن أن تتشكّل الحكومة في لبنان إن لم يحصل تقارب إيراني – أميركي ونحن كنا على أبواب التقدم ومن ثم حصل التراجع والآن البعض يقول إن الأمور ذاهبة للحل في نهاية هذا العام” مبيناً أن “الاميركي يضغط على لبنان، ظناً منه أنه قادر على تحقيق المكاسب، مشيراً الى أن “الشرط الاميركي المطروح هو عدم مشاركة “حزب الله” في الحكومة”، متسائلاً “هل رئيس الحكومة المكلف قادر على الذهاب في هذا التوجه”، لافتاً الى وجود قوى مؤثرة إقليمية ودولية بأن لا يكون رائحة لـ “حزب الله” في الحكومة”، مشدداً على أن “العقدة ليست بتوزيع الحقائب بل في مكان آخر”.
وشدد وهاب في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “وهلق شو؟”، مع الإعلامي جورج صليبي على أن “كل الأحاديث عن العقبات التي تقف بوجه عملية تشكيل الحكومة يمكن اعتبارها غير مقنعة، وميقاتي لديه النية الطيبة ويريد تشكيل الحكومة ولكن في نهاية المطاف لن يغامر بكل ما لديه من أجل إجراء عملية التشكيل، فموظف واحد في وزارة الخزانة الأميركية قادر على إدراجه على لائحة العقوبات، مؤكّداً أن العالم مقبل على العديد من التغيرات وسنشهد انسحاباً أميركياً من العراق قريباً، ولكن نحن في لبنان محصورين في موضوع الوقت، والأهم هو أن يحصل التعاون بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ويجب على الأخير أن يسهل الأمور، ونحن في لبنان لسنا بحاجة الى صندوق النقد الدولي وشروطه الصعبة التي لا يمكن فرضها على الشعب اللبناني”.
وأوضح رئيس حزب التوحيد العربي أن “لبنان يمرّ حالياً بجانب جهنّم، لكننا نستطيع الخروج من هذه الأزمة الصعبة التي نعاني منها وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قادر على تقليص الإحتياطي الإلزامي شرط إيجاد خطة إنقاذ وليس خطة نهب جديدة”، مشيراً الى أنه “يحترم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لكن العلاقات مقطوعة معه ورغم ذلك سأعمل على الجمع بين عون وبرّي وسلامة خلال هذا الأسبوع من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول السريعة للتخفيف من حدة الأزمة”، كاشفاً عن أنه “اجتمع مع السفير الصيني في لبنان وأبلغه بشكل واضح أن الصين حاضرة لمساعدة لبنان، ومن ثم تواصلتُ مع الرئيس عون ولكنه قال بصراحة “إذا تعاملنا مع الصين، الأميركان بيخربولنا بيتنا”.
وفي ملف الكهرباء، رأى وهاب أن “أزمة الكهرباء يمكن أن تحل لكن “النصب أربح بالمازوت” ولا حاجة للتهريب فالسوق السوداء أصبحت أربح أيضاً”، لافتاً الى أنه مع تقديم اعتماد لصيانة معامل الكهرباء يمكننا تغذية لبنان 13 الى 14 ساعة في اليوم”.
وحول وصول السفينة الإيرانية المحملة بالمازوت الى لبنان قال وهاب: “أهلاً وسهلاً بالسفينة الإيرانية نحن بحاجة لتأمين الناس”، معتبراً أنه “بالنسبة للأميركي الخطر الإيراني وقعه أقل عليه من الخطر الصيني”، مضيفاً أن “السفينة الإيرانية لن تأتي الى الدولة بل الى “حزب الله” وحلفائه وستُوزّع على اللبنانيين بأسعار مخفضة، لافتاً الى أنه “اليوم لا أحد يريد إلغاء الدولة ولكن عندما تصبح الدولة عاجزة علينا إيجاد البديل”.
وفي ما يتعلق بملف التهريب رأى وهاب أن “لا أحد يستطيع إيقاف التهريب وهو موجود في كل العالم، واليوم لا أحد يهرّب لأن السوق السوداء أربح”، وأن المشكل هي أنه هناك شحّ في صرف الإعتمادات، وطالبنا كثيراً الدولة بمكافحة المحتكرين”.
ورأى وهاب أنه “لدينا أزمة حقيقية وبلد منهار ويذهب بإتجاه الفوضى وعلينا البدء بالملفات الأساسية، كالكهرباء، مثنياً على إقتراح السفيرة الأميركية دوروثي شيا باستجرار الغاز من مصر والأردن داعياً الى متابعته الى النهاية مع وزارة الطاقة لأن استجرار الغاز يوفر ضرراً على البيئة وعلى اللبنانيين والسلطات المصرية جاهزة للتعاون
وأ‘لن وهاب أن “الرئيس عون لديه رغبة بالنهوض بلبنان ولكن لا يستطيع ذلك وحده لأن صلاحياته بعد الطائف لا تسمح له بذلك دون التعاون والتنسيق مع مجلس الوزراء ومجلس النواب”.
وفي العودة الى الملف الحكومي وإمكانية اعتذار الرئيس ميقاتي أكّد وهاب على أن “الرئيس ميقاتي منسجم مع حاله وهو قادر على تدوير الزوايا ومتفائل بدبلوماسيته وهو قادر على تذليل العراقيل متمنياً على الرئيس ميقاتي أن يشكل الحكومة لأنه موعود بـ 4 أو 5 مليار دولار حتى موعد الإنتخابات قد تعطي الأكسيجين للبلد، معتبراً أن “مَن هم في السلطة لا يستطيعون القيام بشيء لأنهم منقطعون عن الناس ولكن البلد قادر على النهوض ولديه المقومات الكافية”.