اعلن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال إحياء مراسم يوم العاشر من محرم بالضاحية الجنوبية، أن “سفينتنا الأولى التي تنطلق من إيران محملة بالمواد اللازمة من المحروقات قد أنجزت كل الترتيبات، وستبحر خلال ساعات وستلحق بها سفنا أخرى وانشاء الله ستصل بخير إلى لبنان”، مؤكداً أننا “اعطينا الأولوية لمادة المازوت، ونحن نعرف اننا أمام تحد كبير، ونقول للأميركيين والاسرائيليين بأن السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات سوف تصبح ارضاً لبنانية”.
وشدد على اننا “لا نريد الدخول في تحد مع أحد، ولو انهم سمحوا للبنانيين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية لما كنا بحاحة إلى ان نذهب في هذا الخيار، نريد ان نساعد شعبنا، لا نريد ان ندخل في مشكلة مع أحد لكن نقول اننا قوم نرفض ان يذل شعبنا”.
وتوجه للذين يعتدون على الناس ويطلقون النار على محطات البنزين ومؤسسة الكهرباء وغيرها، بالقول: “هؤلاء غوغائيون ولا يمتون إلى قيمة من قيم هذا الشعب من صلة ونحن ننزعج من الذي يحصل”، لافتا إلى انه “يجب على الدولة ان تقوم بمسؤوليتها وان نساعد نحن الدولة بأن تقوم بهذه المسؤولية من خلال دعمها”.
واعتبر ان “ما يجري حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين من أجل مصالح تخدم “إسرائيل”، أملنا كبير أن يحصل اللبنانيون على الثورة النفطية، لكن هناك من يريد أن يفرض خيارات على اللبنانيين لا تتناسب مع هذه المصالح، نحن نعرف أن الادارة الاميركية تدير هذه الحرب والسفارة الأميركية في عوكر هي الوكر المباشر الذي يدير هذه الحرب الاقتصادية”، متهماً السفيرة الأميركية دوروثي شيا شخصياً بأنها “تلتقي ببعض ما يسمى بجميعات المجتمع المدني وتخاطبهم وتمولهم وعندما يفشلون تعاتبهم، وستعاتبهم كثيراً”.
وقال: “هذه السفارة في عوكر ليست سفارة تمثيل دبلوماسي بل سفارة تآمر على شعب لبنان وعلى كرامة الانسان في لبنان من موقعها الشيطاني”. وتوجّه إليهم “فشلتم في الماضي وستفشلون، ماذا سيفعل لكم هؤلاء المساكين في جمعيات المجتمع المدني؟”.
وأكد أننا “ندعو لتشكيل حكومة في لبنان، نرفض الفراغ ورفضنا استقالة الحكومة الحالية وموقفنا معروف ورفضنا استقالة الحكومة السابقة ودعونا دائماً لتشكيلها ونساعد على التشكيل ونسهّل، هناك من يحاول دائماً أن يحملنا مسؤولية الإخفاق بتشكيل الحكومة بحجة أننا لا نضغط على حلفائنا وهذا كلام لا معنى له، ونحن نترقب بكل أمل ورجاء ما ستكشف عنه لقاءات الرئيس مشيال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي”.
وجزم نصرالله بأنه “يجب العمل بقوة على مواجهة الأزمات والحد منها فقضية البنزين والمازوت وبعد ما يقوم به الجيش منذ أيام، تبيّن أنها أزمة مفتعلة وأزمة مصطنعة لأن الدولة كانت تؤمن الدعم والشركات كانت تستلم وتسلم وفي وسط الحركة هذه كان الإحتكار والتخزين والتهريب وكان يمكن للدولة معالجتها من اليوم الأول ومنعت كل أشكال الإذلال التي عانى منها اللبنانيون لو أقدمت على هذا القرار منذ اليوم الأول لما حصل الذي حصل في الأيام الماضية”.
ورأى أنه “على الدولة والقوى الأمنية أن تزج هؤلاء المحتكرين في السجون حتى يتوقف الإذلال والأزمة المصطنعة”. كما دعا الحكومة الحالية إلى الإسراع بإقرار البطاقة التموينية التي يمكنها التخفيف من المعاناة”.
من جهة أخرى، أشار إلى اننا “في فهمنا وفي فعل مسيرتنا، أن رأس الأولويات هو مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ولأجزاء أخرى من المناطق العربية، رسالتنا اليوم الوقوف إل جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، وإلى شعبه المشرد في الشتات والآلاف من أسراه في السجون أن نقف وأن يقف الشرفاء إلى جانب آلام هذا الشعب المقاوم والمظلوم وإلى جانب حقه في استعادة أرضه دون اي انتقاص، هذا موقفنا الثابت والدائم والنهائي”، مشيراً إلى أننا “بتنا أكثر من أي وقت مضى نتطلع إلى اليوم الذي سيغادر فيه الصهاينة المحتلون للأراضي الفلسطينية، ونحن أمام التهديدات التي تواجهها المدينة المقدسة وبيت المقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمها المجسد الاقصى نجدد الدعوة إلى صنع واقرار المعادلة الاقليمية القادرة على حماية المقدسات وحماية المدينة المقدسة وأن لا تكون الحماية مسؤولية فلسطينية فقط انما مسؤولية الأمة كلها”.
ورأى أننا “في عاشوراء الحسين من الطبيعي أن نكون في موقع الرفض لمشروع الهيمنة والتسلط الأميركي، فأميركا هي رأس الطغيان والظلم والاستعباد في العالم، وبعد الهزيمة الاميركية في أفغانستان تصبح هذه الحادثة لما لها من تداعيات مهمة على منطقتنا والعالم، تصبح العيون شاخصة باتجاه الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا”، وأضاف “يجب أن يكون معلوماً من تجربة أفغانستان، أن الذي يشكّل ضمانة حقيقية للعراق ولشعبه في مواجهة “داعش” والجماعات التكفيرية المتنوعة وأي تهديدات مباشرة إلى جانب القوات العراقية الرسمية، هو الحشد الشعبي الذي أسس على التقوى منذ أول يوم، والتحق به خيرة علماء العراق، هذا الحشد الذي كان من أعظم تجليات الاستجابات العراقية الكبرى للفتوى الحكيمة للمرجعية الدينية الشريفة في النجف، هذا الحشد لما يملك من إيمان وعقيدة يجب تعزيزه وتقويته والتمسك به لأنه جزء كبير من هذه الضمانة.
وقال: “اما في سوريا مازال الأميركيون يتواجدون في شرق الفرات، وبمنطقة التنف، حجتهم على ما اعلنوا ان هذه القوات في سوريا مهمتها واحدة وهي المساعدة على محاربة داعش وهذه حجة واهية وادعاء كاذب ومخادع، اساس الذي ألحق الهزيمة بداعش في هذه المنطقة هما الجيشان العربي والسوري، قوى المقاومة في المنطقة كفيلة بانهاء داعش وليس بحاجة إلى اي مساعدة اميركية، بل على العكس القوات الأميركية متهمة بأنها تعيد انتاج داعش، على القوات الأميركية ان تغادر منطقة التنف لأنه لا وجود لداعش هناك”.