أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي في ختام عملية تصويت، دستورية المحاكمة التي استهلّها في اليوم نفسه لعزل الرئيس السابق دونالد ترامب المتّهم بـ”التحريض على التمرّد”.
وبأغلبية 56 سناتوراً مقابل 44 صوّت المجلس لمصلحة اعتبار المحاكمة دستورية وبالتالي المضيّ قدماً بإجراءات عزل الرئيس السابق حتى بعد أن انتهت ولايته وغادر البيت الأبيض وعاد مواطناً عادياً.
واستهلّ المدّعون العامّون الديموقراطيون محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ بعرض تسجيل فيديو صادم يتضمّن تصريحات نارية له ومشاهد لاقتحام مناصريه مقرّ الكونغرس في السادس من كانون الثاني.
ولم يمثل ترامب أمام المجلس في إطار المحاكمة. وهو أعرب عن ثقته بأن المجلس سيبرّئه بفضل الدعم الجمهوري الكبير الذي لا يزال يحظى به.
لكنّ الديموقراطيين بدوا مصمّمين على تذكير أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين يشكّلون هيئة المحلّفين في هذه المحاكمة، كما والأميركيين، بالعنف الذي سجّل في ذاك اليوم وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
واعتبر النائب والمدّعي العام الديموقراطي جايمي راسكن، أمام مجلس الشيوخ، أنّ ملفّ الاتّهام بحق الرئيس السابق يستند إلى “وقائع ملموسة ومتينة”.
– مشاهد المتظاهرين وهم يتخطّون عوائق الشرطة ويقتحمون مقرّ الكونغرس ويجولون في أروقته بحثاً عن برلمانيين في حين تم إجلاء قسم من أعضاء الكونغرس ونائب الرئيس مايك بنس من مجلس الشيوخ فيما احتمى البعض الآخر في قاعات مجلس النواب.
وذكّر راسكن أنّه بعد ساعتين، نشر ترامب تسجيل فيديو جدّد فيه التأكيد أنّ الانتخابات “مزوّرة”. وفي حين دعا المتظاهرين إلى العودة لمنازلهم، قال لهم “نحن نحبكم”.
وقال راسكن “إن لم تكن هذه الأحداث تقتضي العزل، فلا شيء يقتضيه”.
ومن المفارقة أنّ أعضاء مجلس الشيوخ المئة هم في آن معاً هيئة المحلّفين وكذلك أيضاً شهود على الهجوم وضحايا له.
وهو عرض تسجيلاً مدّته نحو عشر دقائق، سلّط الضوء على تسلسل الأحداث التي سبقت اقتحام مقر الكونغرس:
– خطاب ترامب الذي دعا فيه الآلاف من مناصريه المجتمعين المحتشدين أمام البيت الأبيض للتوجّه إلى مقرّ الكونغرس “للتظاهر بشكل سلمي ووطني”. وقال: “لن تستعيدوا بلدنا إن كنتم ضعفاء”.
– افتتاح جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس للمصادقة على فوز خصمه جو بايدن بالرئاسة.
– مشاهد المتظاهرين وهم يتخطّون عوائق الشرطة ويقتحمون مقرّ الكونغرس ويجولون في أروقته بحثاً عن برلمانيين في حين تم إجلاء قسم من أعضاء الكونغرس ونائب الرئيس مايك بنس من مجلس الشيوخ فيما احتمى البعض الآخر في قاعات مجلس النواب.
وذكّر راسكن أنّه بعد ساعتين، نشر ترامب تسجيل فيديو جدّد فيه التأكيد أنّ الانتخابات “مزوّرة”. وفي حين دعا المتظاهرين إلى العودة لمنازلهم، قال لهم “نحن نحبكم”.
وقال راسكن “إن لم تكن هذه الأحداث تقتضي العزل، فلا شيء يقتضيه”.
ومن المفارقة أنّ أعضاء مجلس الشيوخ المئة هم في آن معاً هيئة المحلّفين وكذلك أيضاً شهود على الهجوم وضحايا له.
وهذا ما شدّد عليه المدّعون العامّون الديموقراطيون، وقد ندّدوا بـ”أكاذيب” ترامب الذي اعتبر على مدى أشهر أنّ الانتخابات مزوّرة، من دون أن يقدّم أيّ دليل على ذلك.
وقال جو نيغيوز: “على غرار كل واحد منكم، تم إجلائي عندما حاول هذا الحشد العنيف اقتحام الكونغرس”.
وفي معرض ردّه على الحجّة الرئيسية لفريق الدفاع الذي يعتبر أنّه لا يمكن محاكمة رئيس سابق في مجلس الشيوخ، شدّد على أنّ “الرؤساء لا يمكنهم التحريض على تمرّد في الأسابيع الأخيرة من ولايتهم ومن ثم الرحيل وكأنّ شيئاً لم يكن”.
بالمقابل، اعتبر فريق الدفاع عن ترامب أنّ الرئيس السابق “لم يحرّض أحد على القيام بأفعال مخالفة”.
وقال ديفيد شون أحد محامي الدفاع عن الملياردير الجمهوري إنّ “هذه المحاكمة سوف تمزّق البلاد”.
واعتبر أن المحاكمة “سياسية” وسوف تجعل الولايات المتحدة “أكثر انقساماً” وستضعف كثيراً مكانتها في العالم.
**