وصف وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني بانه كان قائد كبيرا، واكد ان بلاده لن تنسى مساهمته في مكافحة الارهاب، لافتا الى ان النضال ضد الكيان الصهيوني يجري من خلال مكافحة عملائه وادواته في المنطقة، مشددا على ان حركة المقاومة ضد التواجد الاميركي غير الشرعي في سوريا ستتصاعد.
جاء ذلك في حوار اجرته معه صحيفة “الوفاق” خلال زيارته الى طهران التي التقى فيها كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية واجرى محادثات حول سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وتبادل فيها وجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية.
وقال المقداد هذه الزیارة وهي الاولى لي بعد تسلمي منصب وزیر الخارجیة والمغتربین في الجمهوریة العربیة السوریة، هي لاجراء لقاءات مع الاشقاء في قیادة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة والتحدث حول ما یهم البلدین الشقیقین وسبل تطویر العلاقات القائمة بین بلدینا. في هذا المجال التقیت مع أخي وصدیقي القدیم محمد جواد ظریف ومع کبار المسؤولین، هذه اللقاءات کانت ممیزة وغطت جمیع الجوانب المطروحة أمامنا وخاصة آخر التطورات الاقلیمیة والدولیة، ونقلت خلال هذه اللقاءات تحیات سیادة الرئیس بشار الأسد الى سماحة الامام السيد علي الخامنئي والى سیادة الرئیس الشیخ حسن روحاني والى الأخوة في قیادة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
واضاف سوریا لدیها علاقات متقدمة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في مختلف المجالات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة ورغبة سوریا في استمرار هذه العلاقات على مختلف المستویات. طبعاً، فی البدایة کان لابد من أن ننقل التعازي للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة برحیل القائد الکبیر الشهید الحاج قاسم سلیماني، إذ نفتقده، وثانیاً نقدم التعازي بمناسبة استشهاد العالم الایراني الکبیر الشهید محسن فخري زاده والذي لم تجف دماؤه بعد ونحن مرة أخرى نعزي شعب ایران وقیادة ایران والامام الخامنئي برحیل القائد سلیماني ورحیل السید فخري زاده.
وتابع هذا رحیل مؤلم ونحن نعبر عن وقوفنا الى جانب الشعب الایراني في هذا المصاب الکبیر وعن احساسنا بأننا فقدنا اشخاصاً کباراً وإدانتنا لهذه الأعمال الاجرامیة التي قامت الولایات المتحدة الأميرکیة والکیان العنصري الصهیوني ونحن نقول بأننا مع شعب ایران في هذه الأوقات الصعبة ونثق بأن الشعب الایراني شعب ولّاد کما یقال وسیکون هنالك قادة جدد وعلماء جدد بالعشرات الذین سیحلون مکان هذین القائدین الکبیرین.
وحول دور القائد الحاج قاسم سلیماني في مكافحة الارهاب قال وزير الخارجية السوري: نحن نؤکد أن الشهید الفریق الحاج قاسم سلیماني کان قائداً کبیراً ولن ننسى مساهمته في مکافحة الارهاب وفي تعزیز دور کل من یحارب الارهاب سواءً کان هذا الارهاب غربیاً أميرکیاً أو ارهاباً صهیونیاً والوقوف ضد اسرائیل والمخططات التي کانت تمثلها بهدف ارهاب شعوب المنطقة وعدم تمکین الشعب الفلسطیني من نیل حقوقه وعدم تمکین الشعب السوري من استعادة الجولان السوري المحتل وعدم تمکین الشعب اللبناني من استعادة ما تبقى من اراضیه المحتلة من قبل الصهاینة.
واضاف لذلك نحن نترحم على هذا الشهید الکبیر ونقول الأمة التي أنجبت هولاء العظماء ستنجب عظماء آخرین في مواجهة کل المخططات الغربیة التي تحاول ترسیخ الاحتلال الصهيوني لارضنا وإخافة شعوبنا والقضاء على تطلعاتها، لذلك نحن نثق بأن الرد على الجرائم الاميرکیة والاسرائیلیة لن یتأخر ولو طال الزمن وأن الشعوب لن تنسى شهداءها.
وفي الرد على سؤال حول هدف الکیان الصهیوني من استهداف مناطق فی سوریا، قال: من المؤكد عندما تخسر اسرائیل حربها على سوریا، لأنهم کانوا یریدون تفتیت وتقسیم واضعاف سوریا ومن خلال ادواتهم الارهابیة التي قامت وتقوم بهذه الاعمال الارهابیة المسلحة، لذلك تستهدف قیادات في الجیش السوري وفي لبنان من خلال استهداف والتحریض ضد حزب الله. نحن نثق بأن تصدینا لهذه الحرب الارهابیة التی تقوم بها اسرائیل ومن یدعم اسرائیل في الغرب، ستنتجح فی النهایة في إنهاء کل هذه الأوهام الصهیونیة وإستعادة کل الحقوق لأن الشعوب دائماً تتبنى الحقوق والحقوق لا یمکن أن تزال بالتقادم.
واكد لا یمکن للکیان الصهیوني أن ینسینا القدس وأن ینسینا فلسطین والجولان ونحن نناضل الان ضد اسرائیل من خلال مکافحة عملائها وأدواتها في المنطقة وعلى هذا الاساس ستستمر سوریا فی المطالبة والنضال من أجل استعادة حقوقها لأن استعادة الحقوق مهمة أساسیة بالنسبة لنا في سوریا.
وحول موضوع الشمال السوري وتواجد الارهابیین في ادلب وکذلك الاحتلال الأميرکي في بعض المناطق السوریة، قال: عندما تعجز الولایات المتحدة الاميرکیة وادواتها في تحقیق أي انجاز فأنها تلجأ الى هذه الاسالیب لذلك نرى أن أبناء الشعب السوري یناضلون من أجل هزیمة المخططات الأميرکیة وهزیمة المخططات الانفصالیة وهی لا تختلف عن بعضها. لذلك أی انجاز تحققه قوى المقاومة الشعبیة هو انجاز لکل أبناء سوریا ونحن نرى أن هذه المقاومة تتصاعد لأنه کلما کان هنالك استعمار وکلما کان هنالك هضم للحقوق وکلما کانت هنالك محاولات انفصالیة فلابد أن تکون هنالك مقاومة وأن محور المقاومة مستعد لمتابعة نضاله من أجل انجاز مهامه الأساسیة في دحر المؤامرة الامبریالیة وفی دحر أدوات هذه المؤامرة من الانفصالیین وغیرهم.
وتابع وزير الخارجية السوري: ادلب ارض عربیة سوریة کما هي أي نقطة من أراضی الجمهوریة العربیة السوریة کالسویداء واللاذقیة وحمص وحماة ودیر الزور و.. لذلك فان النضال سیتصاعد ضد المخططات الغربیة والانفصالیة من قبل أبناء شعبنا الذین یتعرضون الان سواء في الشمال الشرقي وادلب بالذات لمحاولات تهمیش دورهم ولمحاولات اضعاف الدولة السوریة من خلال متابعة التواجد الأميرکي على الأرض السوریة وعندما یکون هنالك تواجد عسکري غیر شرعي على الاراضی السوریة فأنه لابد من تصاعد حرکة المقاومة و لیهم أن یتوقعوا المزید في هذا المجال.
وفيما يتعلق بمسار آستانا وهل هناك افق لهذا المسار قال المقداد: المسار الوحید الذی أثبت أنه مجد هو مسار آستانا ونحن نرحب بالانجازات التي حققها هذا المسار، طبعاً نتابع ما تقوم به ترکیا لتعطیل هذا المسار من جهة وعدم السعي من أجل تحقیق القرارات التي تتخذ في آستانا.
واضاف انطلاقاً من ذلك نحن نرى بان من واجبنا دعم هذا المسار خاصة وأن الاصدقاء الروس والأشقاء الایرانیين یتابعون هذا المسار بکل ما یستحق من اهتمام، فنحن نرى أن کل ما تحقق بشکل ایجابي هو نتیجة الجهود التي تبذل على مسار آستانا وعلى الرغم من المحاولات الترکیة لإفشال المساعي التی تتم على هذا المسار لکننا نرى بأننا مستمرون على طریق تحقیق مزید من الانجازات في هذا المسار.
وفيما ان كان التعاون الاستراتيجي الایراني- السوري –الروسي في مجال مکافحة الارهاب في سوریا، سیستمر في مجالات آخرى ايضا قال: نحن نرى هذا التعاون في کل المجالات وهناك حاجة لتعزیزه في کل المجالات خاصة في المجال الاقتصادی لأن الاجراءات الاقتصادیة الأحادیة الجانب والتي تعني عملیاً حصارا على الشعب السوری ویحاولون توسیع هذه الاجراءات الاقتصادیة لتشمل ایران وروسیا وفي الکثیر من الأحیان لتشمل الصین ایضاً، نحن ندین هذه الاجراءات الأحادیة الجانب ونرى بأنه من الضروري وقفها لأنها لا یمکن إلا أن تؤثر على الشعب الذین یدّعون أنهم معه ولکننا نرى انها لا توثر إلا على هذا الشعب.
واكد انه یجب وقف هذه الاجراءات الاقتصادیة فوراً لأنها تضرّ الشعوب في سوریا وایران وکوبا.
**