آخر لقاء جمع النائب طلال ارسلان بالجانب الاميركي كان مع السفيرة الاميركية وقتها ميشيل سيسون في العام 2009. وبعد اكثر من عقد وبالتحديد 11 عاماً زارت السفيرة الحالية دوروثي شيا يرافقها المستشار في السفارة فادي حافظ دارة ارسلان في خلدة، وحافظ تربطه علاقة قديمة ووثيقة بإرسلان وهو الذي تصله التقارير المتعلقة بالحياة السياسية اللبنانية وتفاصيلها كما تؤكد اوساط درزية مطلعة لـ”الديار”.
وتكشف الاوساط ان “المير” ممتعض جداً من اداء حلفائه ويقول في مجالسه ان من “لديه هؤلاء الحلفاء لا يحتاج خصوماً”.
وتؤكد الاوساط وجود غضب وزعل درزي من الممارسة السياسية الحالية والاستشارات المتعلقة بتأليف حكومة كل همها تهميش الدروز وتحقيق مثالثة سنية- شيعية- مارونية على حساب الدروز.
وتقول ان هذا الجو موجود في كل المجالس الدرزية الروحية والمدنية وحتى في اوساط النائب السابق وليد جنبلاط. وترى ان التعاطي الحكومي غير مشرف مع الدروز ويعاملهم باستخفاف كطائفة وازنة في لبنان ولهم دور استقلالي ووطني كبير.
وإزاء هذا الواقع “الدرزي” الملتهب ولا سيما من جانب “المير طلال”، شكلت زيارة شيا ولقائها ارسلان بوجود حافظ والذي يتردد انه رتب الزيارة مع شخصية في المجلس السياسي التابع للحزب الديمقراطي اللبناني، محل متابعة سياسية واسعة.
وحتى الساعة يحرص إرسلان والحلقة الضيقة منه على عدم تسريب اي معلومة عن فحوى اللقاء وسط اسئلة عن اسباب التكتم وحقيقة امتعاض “حزب الله” والرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل من الزيارة والتوقيت غير المناسب والذي يمكن ان يفسر على غير موضعه. بالاضافة الى رأي القيادة السورية التي يفترض ان علاقة ارسلان بها جيدة وثابتة ووجود الوزير اكرم مشرفية في الشام واستقباله بحفاوة سورية لافتة ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة كانت على اعلى مستويات.
ووفق معلومات متقاطعة لـ”الديار” تؤكد اوساط درزية تدور في فلك ارسلان ان هناك توجهاً اميركياً لفرض عقوبات على ارسلان وان زيارة شيا اتت لتنبه ارسلان اليها، وان المطلوب منه على غرار النائب باسيل فك تحالفه مع “حزب الله” وما المح اليه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته الاخيرة انه يتفهم اي موقف لحلفائه وارسلان منهم، وبالتالي بات لدى “حزب الله” والايرانيين لائحة طويلة من الاسماء التي سيتم فرض عقوبات عليها وربما يكون ارسلان واللواء عباس ابراهيم منهم.
في المقابل تشير اوساط درزية اخرى الى معلومات اضافية ومتعلقة بدور اميركي مشبوه وسعي الى خربطة الواقع السياسي ودق اسفين بين باسيل وارسلان عبر الايحاء بأن السفيرة وادارتها المنتهية ولايتها والمتخبطة بعد الهزيمة الرئاسية وعدم الاعتراف بها، تتبنى وجود ارسلان في الحكومة رغم رفض الرئيس المكلف سعد الحريري بالاتفاق مع جنبلاط حصر التمثيل الدرزي بالاخير واستبعاد ارسلان. وبالتالي فإن ذلك من شانه ان يكون رسالة للحريري وجنبلاط وهذا بطبيعة الحال سيؤخر ولادة الحكومة ويؤكد عدم رغبة ادارة ترامب بحكومة قبل مغادرتها البيت الابيض.