أفاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه عشية ذكرى التحرير عام 2000 “قلت إن المقاومة لا تدخل في ترسيم حدود برية أو بحرية، لأن هذا الأمر من صلاحيات الدولة، بمؤسساتها الدستورية، والمقاومة تلتزم بما تحدده الدولة وهو ما زال موقفنا”.
وأضاف نصرالله في كلمة خلال “ذكرى يوم الشهيد”، أنه بعد اكتشاف النفط والغاز بدأت الدولة بالاهتمام بترسيم الحدود”، مؤكدا أن “هذا الملف موجود لدى الرئيس نبيه بري قبل انتقاله الى رئيس الجمهورية”.
وتوّقف نصرالله عند “ما أثاره إعلان الرئيس نبيه بري عن بدء الاعلان عن إطار ترسيم الحدود، وما أدى عند الطرف الآخر على ربط هذا الاعلان بأجواء مفاوضات التطبيع في المنطقة”، نافياً “أي ربط في هذا الملف بل ان مفاوضات الترسيم تقنية فقط”.
كما نفى وجود “مفاوضات تحت الطاولة لا بين ايران واسرائيل في هذا الملف، ولا بين حماس والاسرائيليين، ولا معنا، وإنما هذه اتهامات ناجمة عن غرفة عمليات سوداء، وإنها مجرد خيالات وأكاذيب ولا تستحق من حزب الله إصدار بيان ردا على هذه الأكاذيب”، مكرراً موقف المقاومة من إسرائيل و”من أن وجودها غير شرعي وأن الإسرائيليون مجموعة من العصابات المغتصبة”.
وأشار نصرالله الى “حصول خلاف مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تركيبة الوفد، وذلك من حرصنا الشديد على عدم إثارة أي سؤال، وقد تجاوب عون بعدم ضم الوفد شخصيات سياسية”، ملمحا إلى أن بيان”حزب الله” ضد أن يضم الوفد شخصيات مدنية وسياسية كان لتسجيل موقف”، مجددا “الثقة بإدارة الرئيس عون لهذا الملف، وبانضباط الوفد المفاوض، لأن المهم بالنسبة إلينا هو أن يحصل لبنان على كامل حقوقه”.
وأضاف: “من يريد أن يمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الوطنية في النفط والغاز سنمنعه من أن يستفيد وهذا بسبب قوتنا ويجب أن نحصل على حقوقنا من موقع قوتنا وليس من موقع التوسّل”.
وعن المناورة الاسرائيلية الأخيرة، قال نصرالله: “لقد كانت مناورة ضخمة وكبيرة، وكان هدفها الرئيسي وجود قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان، وقد دخلت الى مواقع في الجليل”، مبديا “ملاحظة تتعلق بأهم إنجازات الشهداء، وهي مخاوف هذا العدو وتبدل نظرته وتوجسه من احتمال عدوان من لبنان، وانتقاله الى الدفاع عن مستوطناته ومواقعه، وهذا أكبر دليل على قوة المقاومة في عين إسرائيل”.
وأشار إلى “إصرار إسرائيل على إجراء هذه المناورة في زمن كورونا إنما هو دليل على أزمة جهوزية ونفسية في صفوف إسرائيل، وبخاصة في صفوف القوة البرية الاسرائيلية”، كاشفا عن أن “المقاومة كانت في حالة استنفار أثناء قيامها بالمناورات، وقد عرف به الاسرائيلي، وكان هذا الموضوع يهمنا أن تعرفه إسرائيل، وأن ردنا سيكون جاهزا إذا ارتكبت أي حماقة”.
كما تطرق نصرالله إلى الإنتخابات الرئاسية الأميركية، مشيراً إلى أن “يجب أخذ العبر من الانتخابات الأميركية لتدرس حقيقة ما يروج له على أنه النموذج الأعلى”.
واعتبر أن “ما جرى في الانتخابات الأميركية هو افتضاح للديمقراطية والأمر لا يعني ترامب فقط بل الحزب الجمهوري”، لافتاً الى أن “أمام الانتخابات الاميركية لا ينظرن علنا أحد بالديمقراطية الأميركية ولا داخل أميركا ولا خارجها”.
وسأل: “إذا كان الحزب الجمهوري يتبنى الحملة التي يقودها ترامب من حيث عدم الإعتراف بنتائج الإنتخابات فأين هي الديمقراطية الأميركية؟”.
وأكّد نصرالله أن “مصيبتنا أنه منذ عقود السياسة الأميركية هي سياسة إسرائيلية والأساس بالنسبة لأميركا هو تفوّق إسرائيل وليس مهمّاً إذا كان الرئيس جمهورياً أو ديمقراطياً لذا لن تكون هناك تبدّلات جوهرية في السياسة الأميركية تجاهنا”، مشيراً إلى أنه على المستوى الشخصي، “أنا فرح للسقوط المذل لترامب ويحق لنا أن نفرح وخصوصا بعد جريمة العصر التي اتركبها بقتله للقائد الكبير الحاج قاسم سليماني والقائد ابو مهدي المهندس”.
وختم المحور الأميركي داعياً إلى اليقظة والبناء على أسوأ الإحتمالات خلال هذين الشهرين والإستعداد لردّ الصاع صاعين تجاه أي حماقة أميركية أ إسرائيلية”.
كما وتطرق إلى السياسة الاميركية في لبنان، وقال إن “هدفها وهمومها الحفاظ على أمن اسرائيل”، لافتا الى ان مشكلة اميركا في لبنان هي وجود المقاومة أي حزب الله وليس أي أمر آخر”.
ورأى أن “إسرائيل ليست مرتاحة لأن ثمة مقاومة في لبنان تدافع عنه، ومن هنا عمل الاميركي منذ 2005 على سبل التخلص من حزب الله، ومن سلاحه، على أيدي أدوات أميركا ايضا في لبنان”، معددا ما حصل في العام 2006، ومن ثم اغتيال عماد مغنية، في مؤامرة 7 ايار العام 2008، وايضا العام 2011، ومحاولات الانتهاء من حزب الله بعد انتهاء سوريا من نظامها”، مشيرا الى فشل كل هذه المحاولات.
كما ولفت الى “محاولات تأليب البيئة الحاضنة وخاصة الشيعيى ضد حزب الله وتحريض البيئة الشعبية العامة من خلال الوضع المعيشي، فأقدموا على تضييق الوضع الاقتصادي والمالي، لقاء الخلاص من حزب الله، إضافة الى محاولة تحميل حزب الله مسؤولية انهيار هذا الوضع”، لافتا الى فشل كل هذه المحاولات…
وأشار الى “مليارات الدولارات التي انفقتها اميركا باعتراف دايفيد هيل على وسائل اعلام والجمعيات غير الحكومية وشخصيات”، متسائلا: “أين هي هذه المليارات؟”. وقال: “كل ذلك فشل، والذي عنده ملف ضدنا فليذهب الى القضاء وليحاسبنا إن كنا فاسدين”.
ومن ثم تطرق الى مسألة العقوبات وقال: “انها من باب الضغط النفسي، ولتفعلوا أي عقوبة ضد حزب الله فلا يهمنا لأنه لا أموال لدينا في المصارف، ونحن نعيش حياة عادية، ولا نسافر”، معلنا أن “الخطوة التي كرهناها كانت خيرا لنا”.
وأضاف “ان تشديد العقوبات على حزب الله لم يصل الى اهدافها وأما بالنسبة الى العقوبات على الحلفاء، فقد بدأت مع الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ومن ثم مع جبران باسيل”.
وقال: “مسار العقوبات لن يصل الى نتيجة”، ولفت الى ان “العقوبات على الوزير جبران باسيل بحسب الاميركيين، قد تهز التيار الوطني الحر وتحالفاته”، واصفا هذه العقوبات بأنها “كانت مشكلة كبيرة بلا شك، ولكن باسيل وقد حكي معي في شأن طلب الاميركيين منه فسخ العلاقة معنا، رفض هذا الأمر، وقال لي: لن أقبل حتى لو وضعوني على لائحة العقوبات”.
وأوضح ما قاله لباسيل: “علاقتنا معكم فيها صداقة ومودة، ونحن نتفهم أي موقف ستتخذونه، وإذا كنا قدارين على المساعدة فلن نتأخر، ولكن باسيل قال لي لا نريد شيئا”.
وعلق على الموقف الاميركي قائلا “بأي حق قانوني للولايات المتحدة الاميركية وبأي حق خلقي تصنف العالم بخاصة وأنها هي الارهابية”.
وتابع: “انها عقوبات لفرض شروط سياسية”، وأكد ان “موقف حزب الله حاسم تجاه هذه السياسة الاميركية، وأن ما قامت به هو خرق للسيادة اللبنانية”.
وأعلن: “لا يحق لاميركا أن تصنف أي لبناني بأنه فاسد لأن هذا من واجب الدولة اللبنانية”. وعن العقوبات على الوزير باسيل فقد وصف نصر اللع موقف باسيل بأنه “شجاع، ونحن نعبر عن التزامنا بهذه العلاقة، وقد ثبت الوزير باسيل صدقيته وقد قلت له ذلك في الاتصال بيننا”.
وأضاف: “من يريد أن يكون حرا ومستقلا عليه أن يفعل ما فعله الوزير باسيل برفضه الخضوع للشروط”.
وشرح معنى التفاهم مع “التيار الوطني الحر” قائلاً: “انه يحتاج الى مناقشات جديدة ومعالجات، ومن الأكيد أننا سنقوم بهذه المراجعات، والرد على العقوبات الاميركية ستكون بتطوير هذه العلاقة من دون أن يعني ذلك انها جبهة ضد أحد”.
المصدر:”الجمهورية”
**