علّق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها رداً على العقوبات الاميركية التي فُرضت عليه، “في التسعينيات أخرج العماد عون من لبنان وعاد في 2005 بعد خروج سوريا ليرى نفسه محاصراً من التحالف الرباعي، طلب منه بعد ذلك الدخول في حلف لعزل حزب الله فرفض وقرر أن يتلاقى مع الحزب على وثيقة تفاهم مكتوبة من بنود تجمع الجميع. بعد هذه الوثيقة اندلعت حرب تموز 2006 وكانت وثيقة التفاهم من أهم عناصر الانتصار. واستمرت الولايات المتحدة في ضغوطها حتى أدخلت موضوع العقوبات”.
وتابع باسيل “الاميركيون يدعوننا الى مشروع لا ضمانة فيه بعدم إراقة الدماء. حديث العقوبات بدأ يطرح جدياً في العام 2018، وقيل لي في ذلك الوقت إنهم يريدون رفع الحصانة عني لفرض العقوبات وبدأنا بالترغيب والترهيب، وكل مواقفنا حتى مع حزب الله كانت مرتبطة فقط بمصلحة الوطن. في كل نقاشاتنا مع الاميركيين لم يتطرقوا ولا مرة لموضوع الفساد من 2005 الى اليوم، طالبناهم بوقف المساعدة للفاسدين ودعمهم”، متسائلاً “لماذا لا يساعدوننا بالمعلومات اللازمة لمعرفة ما هي الأموال المنهوبة التي حولت الى الخارج”.
وأوضح باسيل في السياق نفسه “تبلّغت من رئيس الجمهورية انّ مسؤولا اميركيا كبيرا اتصل فيه وطلب منه ضرورة فك علاقة التيار الوطني الحرّ بحزب الله فوراً، وفي اليوم التالي تبلّغت مباشرة بضرورة تلبية 4 مطالب فوراً وإلاّ ستفرض عليّ عقوبات اميركية بعد 4 ايّام. المطالب هي: فك العلاقة فوراً مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى. في المطالب والحديث كاملا لا كلمة عن الفساد، وردّة فعلي الطبيعية السريعة كانت انّ الأمور لا تمشي معي بهذا الشكل وانني ارفض هذا الموضوع وانّه يخالف مبدأ اساسيا من مبادئ التيار وهو رفضه أخذ تعليمات من أي دولة خارجيّة”.
واضاف ” بين عقوبات تطالني وحماية سلامنا الداخلي الخيار لم يكن صعبا، وهذا اقلّ ما اعمله مقابل اناس ضحّوا بروحهم وجسدهم؛ شهداء سقطوا من اجل لبنان، واناس ناضلوا وتعذبوا وسجنوا، وابرياء هُدرت دماؤهم وآخرهم ضحايا انفجار المرفأ، وهذا اقلّ ثمن ادفعه امام اثمان دفعها اجدادنا ليبقوا بهذا الوطن”.
وسأل باسيل “لو قبلت بقطع العلاقة مع حزب الله، هل تزال عني تهمة الفساد”، معلناً “سأعمل لتكليف مكتب محاماة بهدف إبطال القرار لفقدان الأساس القانوني وطلب التعويض المعنوي والمادي”.
كما علّق باسيل، على القرار الأميركي قائلاً “نحن نختلف مع حزب الله حول أمور أساسية وعقائدية مثل السلام في المنطقة ووجود اسرائيل. لم نر ايران تضع علينا عقوبات، ولا رأينا حزب الله يقمعنا”.
وتابع باسيل “الخلافات هي على موضوع النازحين السوريين وتوطين اللاجئين وصفقة القرن وحقوقنا مع “اسرائيل” بالأرض والحدود والموارد ومسألة العدل والسلام مع اسرائيل، والارهاب”.
وفي ملف تشكيل الحكومة، أكد باسيل أنه “يجب الاسراع في تأليف الحكومة ونتشدد في وجه الذي يعتدي علينا وليس في وجه الداخل”، موضحاً “نحن مع التسهيل ولم نضع شرطاً واحداً ولم نتمسك بأي حقيبة.،وكل شيء طالبنا فيه اعتماد معايير موحدة للتأليف. وتركنا الامور لرئيسي الجمهورية والحكومة لوضع المبادىء والمعايير الواضحة للتأليف. ورغم ذلك اتهمنا زوراً بالتعطيل صمتنا لليوم لاعطاء أكبر فرصة للايجابية، ولكن تساهلنا وتسهيلنا لن يصل الى درجة منع إعطاء الرأي الذي صار إلغاءً سياسياً ولا عودة للماضي ومفرداته”.
هذا وانضم باسيل الى مناصري التيار الذين واكبوا كلمته أمام المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي.
**
المصدر: المنار