تثير تدخلات النظام التركي في شؤون بعض الدول العربية، خصوصاً في ليبيا وسوريا و في دول الخليج التساؤلات خاصة لجهة دعم أردوغان للتنظيمات الارهابية المسلحة ووقوفه وراء حركة الإخوان المسلمين ، لدوافع آيديولوجية وأحلام باسترداد ماض السلطنة العثمانية البغيض؛ ليس في هذه الدول فحسب، إنما في كثير من الدول العربية، ما انعكس سلباً على الأوضاع الداخلية في تركيا ووجود حالة من الاحتقان السياسي، خصوصاً في إسطنبول وأنقرة، وهو ما جعل عدد من المراقبين يتحدثون عن فلول «الإردوغانية السياسية».لم يتوان أردوغان بحماقته المعهودة عن التدخل في الأزمة الليبية والذي تمثل في دعم الميليشيات الإخوانية ضد الشعب الليبي الذي يقف بكل فئاته سواء في بنغازي أو طرابلس وغيرهما من المحافظات الليبية مع الجيش الوطني ، وذلك بسبب أن هذا الجيش هو الذي قضى على الإرهاب في مدن رئيسية بليبيا وطرد منها المجرمين وهو الآن يريد أن يعيد للشعب عاصمته التي خطفها الإرهابيون والمرتزقة، اضافة الى محاولات تركيا ومنذ اندلاع الأزمة الليبية إطالة أمد الحرب، وتكريس حالة الفوضى في طرابلس، وإنتاج مزيد من عدم الاستقرار في المشهد الليبي، لا سيما بعد اعلان الجيش الليبي أكثر من مرة عن شحنات أسلحة آتية من تركيا بما فيها من سيارات مفخخة ومدرعات عسكرية والمسدسات الكاتمة للصوت والرصاص، وقد أثارت هذه الشحنات ضجة في ليبيا، حيث أصرت الأوساط الليبية على رفع القضية إلى مجلس الأمن.التدخل التركي في ليبيا قد يكون له هدف آخر؛ وهو الدور التخريبي الذي يلعبه في المنطقة العربية، من خلال الحرب بالوكالة ليثبت إردوغان للعالم أن تركيا دولة عظمى لها وزنها في الصراعات العالمية، لكن تدخل تركيا في ليبيا هو الذي يكشف نوايا تركيا الحقيقية، وبالضرورة سينعكس ذلك على أهدافها الارهابية من التدخل في شؤون الدول العربية، ولسوف يثبت للعالم أن تركيا لها أطماع كبيرة في ليبيا، وهذا ما يدفعنا لنقول إن سياسة النظام التركي لربما تضع أردوغان على حافة الهاوية وتقوده إلى حدوث احتمالين؛ إما أن تحدث اضطرابات داخلية تطيح بنظامه “الأخواني” ، وهو ما تظهر علاماته الآن بالفعل في الشارع التركي، أو ينكمش دوره الإقليمي.
وإذا استمرت تركيا في مواقفها هذه فسوف يطول حل الأزمات في الدول العربية وتحديدا في ليبيا ، وهذا ما يريده أردوغان، حيث إن ذلك يحقق له مكاسب اقتصادية وسياسية ولوجيستية، ولكن يدخله في الوقت نفسه في صراعات خصوصاً مع دول الأتحاد الاوروبي والادارة الأميركية، وهذا ما سوف تكشفه الأيام المقبلة.
**