إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، إلى أنه لن يترشح أو يرشح أحداً للإنتخابات الفرعية في لبنان، وربما لن يكون هناك إنتخابات، إن ذهبت الأمور للتصعيد”، وعن مسيرته السياسية، أعرب وهاب أنه يزرع “لمشروع تغييري، ومسيرتي بدأت في العام 1990 وكان شعاري ضد الهيمنة والإقطاع السياسي والفساد، كنّا قلّة قليلة ولو أنني كنت أعرف أنني سأواجه كل هذه الصعوبات ربما ما كنت لأدخل في هذا التحدي الكبير”.
وأوضح في حديث لقناة الـ “أو.تي.في” ضمن برنامج “ضروري نحكي” مع الإعلامية داليا داغر، ردًّا على سؤال عن علاقته بالإمارات العربية المتحدة، أن “الكلام الموجود بالإعلام مضخم، نعم لدي صداقات هناك، لكن الإماراتي لا يريد أن يلعب دوراً بلبنان، كاشفاً أن الإماراتي لديه بسوريا حركة معينة، ولا ألمس أن الإماراتي يطمح للعب دور في لبنان، ولم أزر دولة الإمارات من أكثر من 7 أو 8 أشهر وكانت وقتها لتجديد الإقامة في الدولة هناك”، مشيراً إلى أن “رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط كان الأقوى وفق الانتخابات النيابية الأخيرة لكن الأكيد أنه ليس الأوحد وهذا الموضوع أصبح خارج النقاش في الأساس”.
ولفت وهاب إلى أنه “ألمحت للرئيس المكلّف أن يلتزم بتوجيهات الرئيس نجيب ميقاتي وليس بتوجيهات رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في قضية الخلاف مع الثنائي الشيعي، ولا أعلم لماذا قام الحريري بهذه الحركة رغم أنه يعرف أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة، وميقاتي يحاول أن لا يختلف مع الشيطان، وهي صفة تعطيه إمكانية التواصل مع كل الناس، ولا أعرف لماذا الحريري فعل ذلك مع الثنائي الشيعي الذي خالف حلفاءه من أجل الحريري، وأنا تقديري أن الأمور لن تسير على هذا النحو، معتبراً أن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب أكل الضربة الأولى نتيجة توجيهات الحريري، لكنه عاد للسكة نوعاً ما حين إتصل بالكتل النيابية ورئيس الجمهورية”.
وشدد على أن “الكتل النيابية لا تعطي الثقة بالقوة، هناك مَن يخاف من أن تذهب أمواله في الخارج، ولكن هناك مَن لا يخاف لا على ماله ولا على أي شيئ، ولا تهاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فتهديد “حزب الله” بلا جدوى، ومنطقياً و”حزب الله” لا يخاف لا من “زعل” ماكرون ولا من غيره، لكن لا يمكن بأي مبادرة تجاوز اللعبة الديمقراطية في أي بلد، والديمقراطية تقول أن على رئيس الحكومة المكلف أن يشاور الكتل النيابية كي يكسب ثقتها، ولا يمكن أن يأتي بوزراء من المريخ وفرضها على الكتل”.
وتساءل رئيس حزب التوحيد العربي، “كيف يمكن أن أقنع الشيعة أنهم غير مستهدفون؟ خصوصاً بعد العقوبات الأميركية، وأنا لا أقبل بعقوبات سياسية على الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، حتى لو أنني مختلف معهم ببعض الأماكن، وأنا في 2007 تعرضت لعقوبات لأنني وقفت بوجه حكومة الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة، فما دخل الأميركي بقراري السياسي؟، مضيفاً “طز بالمبعوث الأميركي ديفيد شينكر ورئيسه ومعلميه جميعاً، وأقول له هنا لبنان، وهذه الأحراش والبراري نعيش فيها ولا نخضع لقراراته، لا تفكّر لا أنت ولا غيرك أنك تستطيع تركيع الناس”.
من جهة أخرى، أعلن وهاب أنه سيتوجه “الخميس إلى القاضية غادة عون لأقدم إخباراً ضد الضباط الذين كانوا مستلمين زمام المسؤولية أثناء دخول أطنان الموت إلى مرفأ بيروت ومن بينهم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، فضابط معه 50 مليون دولار من أين أتى بهم؟، وعلى القضاة أن يأتوا بالمستندات أو يذهبوا الى بيوتهم”.
وفي ملف المشارات والتشكيل رأى وهاب أنه على دولة الرئيس المكلف أن يعود الى الواقعية ويتشاور مع رؤساء الكتل النيابية، معلناً رفضه لحصر الحقائب بالأحزاب، وتأييده لمبدأ المداورة في الحقائب معلناً عن تمسك الشيعة بالمالية بعض فرض العقوبات الميركية التي أوقفت التشكيل بالرغم من أن الرئيس نبيه برّي كان يعمل على تسهيل التشكيلة”، متسائلاً، هل الأميركي مقرر على إلغاء الشيعة في لبنان؟ فهم لن يقدروا على ذلك، مستطرداً بالقول إن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالرغم من قربه من أميركا إلا أنه لا يمكنه الحصول على فيزا الى أميركا، موضحاً أن أميركا تستغلهم وترميهم”.
وأضاف وهاب: “نحن على أبواب مشكل سياسي إذا لم تهدأ العالم ولكن لا حرب في الأفق، كاشفاً أننا “ذاهبون الى تسوية ستأتي بمرحلة صعبة على اللبنانيين سيدفعون خلالها ثمن 15 سنة الحرب والتبذير والرفاهية التي كانوا يعيشونها دون دفع الضرائب، مؤكداً أن “لبنان منظومة فساد تبدأ من الكبير الى الصغير”.
وفي ملف ترسيم الحدود الب حرية واستخراج النفط أعلن وهاب أن “القرار السياسي الموجود اليوم في لبنان هو بمنع البدء باستخراج النفط، لافتاً الى أن 5 أو 6 شخصيات سياسية صُبغوا بالفساد وسيتركون الحياة السياسية ولا إمكانية لهم بالسطوة على المال والدليل الدقة في توزيع المساعدات على المتضررين من إنفجار المرفأ، معتبراً أن “الإستباحة للدولة أصبحت في نهايتها”.
وفي الملف الإقليمي لفت وهاب الى حوار إيراني – تركي حول الدور في المنطقة يشمل لبنان والمنطقة وهناك إتصالات أوروبية ومبادرة أوروبية مع سوريا لوقف الدور التركي، معتبراً أننا سنشهد أسابيع مهمة جداً ونحن ذاهبون الى مكان مفصلي سيحدد إتجاه الأمور”، موضحاً أن “حزب الله” يراعي علاقاته العربية وتحالفه العربي، موضحاً أن “إيران في هذه المنطقة ترى بعيون السيد حسن نصرالله وهو الذي يقرّر في سوريا والعراق ولبنان وكل المنطقة والسيد ينظر في الإحتلال التركي في سوريا، معتبراً أن “الغياب العربي عن الساحة العربية فتح المجال للتحرك التركي وما وجود الفرنسي اليوم في لبنان إلا لوقف الدور التركي”.
وأعتبر وهاب أن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مفترق طرق إذا نجح في لبنان ذهب الى دور أكبر في المنطقة في سوريا والعراق وبإتجاه بلورة دور فرنسي هام نحن بحاجة إليه”، بالرغم من أن السوري لديه حلفائه الإستراتيجيين وحلف عربي بدأ يتشكّل ولن يتخلى عنهم، مشيراً الى أن “الإماراتي منفتح على سوريا وهو بادر بهذا الإنفتاح لأن لا إمكانية لمواجهة الأتراك دون سوريا، معتبراً التركي المحتل أخطر من القطري أو الخليجي”، معتبراً أن التركي يحتل لواء الإسكندرون وهو يحتل في العراق ويغذي الحرب الأهلية في ليبيا والسبب في ذلك هو الغياب العربي عن الساحة في المنطقة، مؤكّداً أن “التركي والقطري هما الموجودان في الشمال وليس الخليجي”.
وفي ما يتعلق بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى لبنان أعرب وهاب عن أن لديه حساسية تجاه الموضوع السوري، معتبراً أنه كان على هنية أن يدخل من البوابة السورية”، موضحاً أنه “ليس من السهولة تجاوز الغضب السوري على حماس”.
وحول دولة قطر وتمويل الإرهاب رأى وهاب أن “قطر كناية عن شيئين: جزيرة وصندوق للتركي والأميركي لتمرير وتمويل السياسات التركية في المنطقة”.
وفي سياق آخر رأى وهاب أن ثورة 17 تشرين أتت نتيجة تراكم سنين من الفساد وفقدان الكرامة، موضحاً أن “تفجير المرفأ كان نتيجة وتعبير عن أداء الفساد الحاصل، موضحاً أن المسؤولين هم جماعة بحاجة الى عصا وكرباج كي يحسوا ويشعروا مع الناس ويعرفوا قيمة كرامة الناس، متسائلاً، لماذا يتم التوقيف دون إصدار المحاكمات؟ كاشفاً أنه “ممنوع إخلاء الإسلاميين وإطلاق سراحهم لأن السفارة الأميركية لا تريد ذلك، معتبراً أن جزءًا من القضاة شرفاء والجزء الآخر يهمهم غبرة السفارة الأميركية لأنهم يحصلون على دورات في أميركا”، ومضيفاً “أحترم وجع الناس والأهم اليوم هو وجع الناس وأسأل الدولة ماذا فعلت في قضية التحقيق في المرفأ ولماذا يتم توقيف الصغار في قضية إنفجار المرفأ ويتركون الكبار؟ لافتاً الى أنه 2000 شاحنة تدخل وتخرج من المرفأ دون حسيب أو مساءلة موضحاً أن لا علاقة للجيش بإدارة المرفأ بل بأمنه، موجهاً التحية تحية الى شهداء الجيش والى عكار التي هي بحاجة للدولة وإنماء الدولة ووجود الدولة فيها كما هي تدعم وجود الدولة”.
وحول إجراءات صندوق النقد الدولي أعرب وهاب عن خوف شديد من إجراءات صندوق النقد وعندما تبدأ تلك الإجراءات بالتنفيذ تذكروا أنها ستؤدي الى إفقار اللبنانيين، لافتاً الى أن طبيعة اللبناني أنه يحب السوط والكرباج”.
ورأى وهاب أنه “يمكننا الحفاظ على دولة الرعاية التي يحاول صندوق النقد إلغاءها عبر رهن الذهب لإنقاذ البلد ولكن لا يمكننا تسليم تلك الأموال الى السارقين، داعياً لخطط صناعية وزراعية وإنمائية جدية”، كاشفاً أن “المودعين لن يستعيدوا كل أموالهم لأن سرقة أموالهم كانت منظمة”، متسائلاً، إذا المشكلة عند حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في سرقة الأموال فلنحاسبه، ولكن إذا كانت الدولة هي التي سرقت لماذا محاسبة سلامة؟ فهل هو المسؤول عن ملف الكهرباء وغيره من الملفات؟، معتبراً أن “كل الذين حكموا منذ الطائف حتى اليوم وتعاقبوا على السلطة هم فاسدون وتقع عليهم المسؤولية ويجب محاسبتهم”، مضيفاً “قتلوا إبني محمد أبوذياب لأنني قلت الحقيقة وكشفت عن التسويات والسرقات، معتبراً أن 90% من اللبنانيين مشاركين في الفساد والكذب”.
وختم وهاب حديثه بالقول: “الدعم يكفي لمدة 3 أشهر وبعدها سنذهب الى سوق سوداء بالدولار إذا بقينا على هذه الحال، موضحاً أننا “ذاهبون الى سيناريو معيشي صعب لم يبدأ بعد ولدينا 10 سنوات صعبة إقتصادياً ولا حل سريع في الأفق ومرحلة تقشف صعبة”.