على وقع انفجار ٤ آب اصبحت بيروت وجهة العواصم العالمية ومقصد رؤوساء الدول والحكومات والمبعوثين الدوليين وهو ما دفع برئيس الجمهورية ميشال عون ليرى في انفجار المرفأ “فرصة” بعد العزلة والعقوبات الدولية على لبنان. وانطلاقا من العلاقات التاريخية بين فرنسا ولبنان وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان في المرة الأولى في زيارة وصفت بالتضامنية مع الشعب اللبناني ، قبل ان يحط المبعوث الأميركي دايفد هيل رحاله في مطار بيروت ، ثم جاء ماكرون في زيارته الثانية، وتلاه المبعوث الأميركي دايفد شينكر، وما بين ماكرون وشينكر يختلف البعض من اللبنانيين في الرأي، أن الأول يُمثِّل القوة الناعمة والثاني يمثِّل القوة الصلبة في العلاقات الدولية، والحقيقة الفعلية أن كلاً منهما يرمز الى مصالح غربية، لا تتغيَّر بتغيير الرؤساء والوزراء ، التي لا ترسل غصن زيتون للبنان على جناح حمامة ولكن،تبقى الكرامة الوطنية اذا وجدت والارادة الداخلية متى توفرت الملاذ التي تتحطم عليه كل محاولات التدخل الخارجي ، رغم حرب التجويع والإنهاك التي تُمارس على اللبنانيين علناً.
من الضروري ان نقرأ في ادبيات المبادرة الفرنسية للرئيس ماكرون باللهجة اللبنانية، والرجل يحمل للبنانيين صيغة توافقية تشكل مفتاح الحل لبعض القضايا العالقة دون مناصرة فريق على فريق في لبنان وإن كانت مبادرته مخيبة للآمال عند البعض لاسيما الذين تسرّعوا باستقالاتهم من مجلس النواب لفرض واقع إنتخابات نيابية مُبكرة، وصولاً الى سماع الجواب عبر الدعوة الى انتخابات فرعية لملء شواغر المستقيلين.
أن التوافق اللبناني علي بنود المبادرة الفرنسية، يعني أن الرئيس ماكرون قد لامس واقع الأرض في قراءة اللهجة اللبنانية، وذلك على عكس السياسة الأميركية التي تعتمد سياسة الرؤية عن المريخ، والموقف عن المريخ وإطلاق المواقف عن المريخ، وهذا ان دلّ على شيء انما على الواقعية في التعاطي الفرنسي مع موبقات نظام المحاصصة والزبائنية والإهمال والفساد الذي رافق الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف عام ١٩٨٩ وحتى يومنا هذا. وربما هنا يكمن الحل الفرنسي من خلال التركيز على بعض المشاكل الملحّة والتي تلامس الحياة اليومية عند اللبنانيين من دون التطرق ولو مرحليا للقضايا الداخلية الخلافية مثل موضوع الحياد والاستراتيجية الدفاعية والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة وهو ما دفع بالمعترضين على مبادرة ماكرون إلى عدم تعليق الآمال كثيرا عليها بمجرد احجامه الحديث عن هذه المسائل الجوهرية التي تشكل عندهم بداية للحل المنشود والذي يتعلق بطبيعة النظام ومستقبله وتحديد سياسته الخارجية. لقد حاول ماكرون بعد تلويحه للفاسدين بعصا العقوبات ترتيب لقاء اللبنانيين على ما يجمعهم في الوقت الحاضر لكن مشكلته أنه لم يُطرب المهللين لسياسة شينكر في لبنان انطلاقا من معرفته بِوَهَن أوزانهم السياسية ،
لكن الواقعية تفرض على من يشربون حليب “السيادة والاستقلال” مع كل موفد أميركي الى لبنان، سواء على طاولة كونداليزا رايس في عوكر عام 2006، أو دايفد شينكر الآن، أن يقرأوا باللبناني حقيقة التوازنات السياسية الرسمية والشعبية على أرض الواقع، ، اما سياسة رسم المحاور والخنادق في الداخل اللبناني لأصحاب الرهانات الخارجية و لمن اتقن في نقل البارودة من كتف إلى كتف تبقى على مستوى زواريب، لن يبلغ أصحابها مستوى القرار في ساحة الوطن…
من الضروري ان نقرأ في ادبيات المبادرة الفرنسية للرئيس ماكرون باللهجة اللبنانية، والرجل يحمل للبنانيين صيغة توافقية تشكل مفتاح الحل لبعض القضايا العالقة دون مناصرة فريق على فريق في لبنان وإن كانت مبادرته مخيبة للآمال عند البعض لاسيما الذين تسرّعوا باستقالاتهم من مجلس النواب لفرض واقع إنتخابات نيابية مُبكرة، وصولاً الى سماع الجواب عبر الدعوة الى انتخابات فرعية لملء شواغر المستقيلين.
أن التوافق اللبناني علي بنود المبادرة الفرنسية، يعني أن الرئيس ماكرون قد لامس واقع الأرض في قراءة اللهجة اللبنانية، وذلك على عكس السياسة الأميركية التي تعتمد سياسة الرؤية عن المريخ، والموقف عن المريخ وإطلاق المواقف عن المريخ، وهذا ان دلّ على شيء انما على الواقعية في التعاطي الفرنسي مع موبقات نظام المحاصصة والزبائنية والإهمال والفساد الذي رافق الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف عام ١٩٨٩ وحتى يومنا هذا. وربما هنا يكمن الحل الفرنسي من خلال التركيز على بعض المشاكل الملحّة والتي تلامس الحياة اليومية عند اللبنانيين من دون التطرق ولو مرحليا للقضايا الداخلية الخلافية مثل موضوع الحياد والاستراتيجية الدفاعية والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة وهو ما دفع بالمعترضين على مبادرة ماكرون إلى عدم تعليق الآمال كثيرا عليها بمجرد احجامه الحديث عن هذه المسائل الجوهرية التي تشكل عندهم بداية للحل المنشود والذي يتعلق بطبيعة النظام ومستقبله وتحديد سياسته الخارجية. لقد حاول ماكرون بعد تلويحه للفاسدين بعصا العقوبات ترتيب لقاء اللبنانيين على ما يجمعهم في الوقت الحاضر لكن مشكلته أنه لم يُطرب المهللين لسياسة شينكر في لبنان انطلاقا من معرفته بِوَهَن أوزانهم السياسية ،
لكن الواقعية تفرض على من يشربون حليب “السيادة والاستقلال” مع كل موفد أميركي الى لبنان، سواء على طاولة كونداليزا رايس في عوكر عام 2006، أو دايفد شينكر الآن، أن يقرأوا باللبناني حقيقة التوازنات السياسية الرسمية والشعبية على أرض الواقع، ، اما سياسة رسم المحاور والخنادق في الداخل اللبناني لأصحاب الرهانات الخارجية و لمن اتقن في نقل البارودة من كتف إلى كتف تبقى على مستوى زواريب، لن يبلغ أصحابها مستوى القرار في ساحة الوطن…
**