اعتبر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطاب يوم العاشر من شهر محرم الحرام 1442 أنه “عندما يضعك الأدعياء والمتسلطون والغزاة والمحتلون بين خياري القبول بالحلول الذليلة وتحمل الحرب التي يفرضونها عليك فسيكون الخيار في مدرسة كربلاء هيهات منا ذلة”.
وأكد سماحته أن “الشعوب في منطقتنا تريد أن تعيش حرة كريمة عزيزة وسيدة نفسها وقرارها، وان يكون نفطها وغازها وماؤها لها”.
ورأى السيد نصر الله أن “الأميركي اذا أراد أن تنتهي الحرب على اليمن فسوف تنتهي، لكنه هو من يريد استمرار هذه الحرب، والسعودي والإماراتي مجرد أدوات عند الأميركي”.
وأضاف سماحته “هناك حق واضح لا لبس فيه للشعب الفلسطيني بأرض فلسطين المحتلة من النهر الى البحر”، وتابع” نحن في حزب الله في يوم العاشر من محرم نؤكد التزامنا القاطع برفضنا لهذا الكيان الغاصب الباطل حتى لو اعترف به كل العالم،ونحن ندين أي شكل من أشكال التطبيع مع هذا العدو،ونجدد ادانتا لتطبيع الامارات مع الكيان الاسرائيلي”، معتبراً أن”ما قامت به الامارات هو خدمة مجانية لترامب ونتنياهو”.
وأردف سماحته بالقول “نحن كما انتصرنا في لبنان وفلسطين وينتصر الصابرون في اليمن وانتصرت سورية وانتصر العراق وانتصرت ايران في حربها وصمودها ايضاً، فان المستقبل الاتي هو الانتصار، والمسالة هي مسالة وقت”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن “أحد المؤشرات المهمة على قوة محور المقاومة هو مواجهته حربا كونية في السنوات الماضية وخروجه منها منتصراً”.
وأشار إلى أن “هناك محاولة جديدة لإعادة إنتاج داعش في العراق وفي سوريا وفي شرق الفرات”، وتابع” الجيش السوري ومجموعاته يقاتلون هذه المجموعات وإذا قدر لتلك المجموعات بالوصول إلى تدمر سيكون لبنان هدفاً يتطلعون اليه وعلينا أن نكون حذرين”.
وفي الشأن اللبناني قال سماحته “نأمل يوم غد أن تتمكن الكتل النيابية من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية الدستورية لتشكيل الحكومة”. وأضاف”نحن في موضوع الحكومة سنكون متعاونين، ورغبتنا دائما ان تعبر الحكومة عن رغبات شعبنا وتطلعاته وتترجمها عملياً وواقعياً”.
ولفت الى أن”بعض المنافقين والكذابين يقولون إن حزب الله عقبة أمام إجراء الإصلاحات” مؤكدا اننا “نؤيد الذهاب بالاصلاحات الى أبعد مدى ممكن، وسنتعاون في إخراج البلد من الفراغ الحكومي”.
وأكد السيد نصر الله أننا ” نحتاج حكومة قادرة على النهوض بالوضع المالي والحياتي والقيام بالاصلاحات والاعمار”.
وتساءل سماحته” كيف يتم تحديد مطالب الشعب اللبناني؟ وهل نعتمد أسلوب التظاهرات كآلية لاكتشاف مطالب وتطلعات واماني الشعب اللبناني؟ هل نعتمد آلية الإستفتاء لمعرفة مطالب الشعب اللبناني؟ أم أن البعض سيرفض هذه الآلية ؟ أو هل يتم استخدام آلية استطلاعات ؟ وأنا أقول مهما كانت الآلية نحن مستعدون والأساس أن نتفق على هذه المطالب”.
وقال سماحته “نحن في حزب الله وفقًا للأرقام أكبر حزب سياسي في لبنان وأكبر جمهور لحزب سياسي في لبنان ولكن لا ندعي أننا نعبر عن كامل ارادة الشعب اللبناني بل نعبر عن إرادة من نمثلهم”.
وتابع” لا يقدر أحد في لبنان مرجعية دينية أو غيرها أن يقول هذا لا يريده الشعب اللبناني أو زعيم سياسي يقول هذه إرادة الشعب اللبناني”. وتساءل سماحته” من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة مستقلة أو حياديين او تكنوقراط أو سياسية؟”.
وأضاف” نحن منفتحون على اي نقاش هادئ في مجال الوصول لعقد سياسي جديد لكن بشرط ان يكون بارادة مختلف الفئات اللبنانية”. وذكّر سماحته أنه” قبل سنوات تحدثت عن مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف ونذكر حينها ردود الافعال من بعض الجهات والمرجعيات”.
وأضاف” لو دعا الرئيس الايراني او الرئيس السوري لعقد سياسي جديد ماذا كان حصل؟ لكن ان تدعو بعض الدول الاخرى لا مشكلة”.
وأكد السيد نصر الله على”المتابعة القضائية لملف انفجار مرفأ بيروت دون حسابات سياسية”. ودعا “الجيش اللبناني لإعلان نتائج التحقيق الفني بحادثة مرفأ بيروت لأن إعلان النتائج سينهي الكذب والافتراء”.وفي ذكرى اختطاف الامام الصدر ورفيقيه قال سماحته”هي ذكرى وطنية جامعة والإمام الصدر هو إمام المقاومة ونؤكد في ذكراه أننا ننتمي الى خطه وفكره ونهجه”.
وأكد سماحته على” عمق العلاقة مع حركة أمل، وإن بعض الأحداث المؤسفة التي تحدث في فترات متباعدة هي مدانة”. وأشار السيد نصر الله إلى أن”معادلة الجيش والشعب والمقاومة قد صنعت نصراً جديداً في التحرير الثاني”.
وفي موضوع الحدود الجنوبية قال سماحته “ما فعله الاسرائيلي قبل أيام وقبل أسابيع مسجل بالحساب و”جاي حسابه”، هذا قرار قاطع وحاسم، المسألة مسألة الميدان والوقت ونحن “مش مستعجلين”. في نهاية المطاف ستخرجون الى الطريق وسنلاقيكم”.
وأضاف”اذا شعر الإسرائيلي بحركة معينة يبدأ بقصف محيط مواقعه في مزارع شبعا والمنارة والقطاع الغربي، وهذا يعبر عن حالة الإرتباك والقلق والهلع. لو أردنا الرد من أجل المعنويات أو الإستهلاك الإعلامي لكنا قمنا بهذا الأمر منذ أول يوم،لكن نحن لا نسعى الى إستهلاك إعلامي نحن نريد تثبيت معادلة بأن الرد على قتل أحد مجاهدينا بقتل جندي إسرائيلي في المقابل. لا نبحث عن آليات لضربها هو يعرف أننا لا نريد صورة بل يعرف أننا نبحث عن جندي لقتله وهو يخبئ كل جنوده مثل الفئران وهذه نقطة قوة للمقاومة وهذا ليس فشلا بل نقطة قوة، هو يريد أن يحصل أي شيء “وخلصونا”.
وأضاف سماحته”الكيان الاسرائيلي كان يريد مما فعله في ميس الجبل وحرق المنطقة أن نذهب إلى التراشق الناري ليضيع دم شهيدنا”.
وفي ختام الكلمة دعا سماحته إلى”الالتزام الفعلي والجدّي بالإجراءات الوقائية للحدّ من تفشّي فيروس كورونا، وجدد الدعوة للالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي للوقاية من هذا الوباء”.
**