أوضح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف اليوم بأنه يريد تحويل لبنان الى ساحة له، معتبراً أن أردوغان عندما تحدّث عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهاجمه متهماً إياه بأنه يستعرض في لبنان رغم أن الأخير مشكوراً لأنه أتى للقيام بمبادرة لحل ما في لبنان ما يوضح أن أردوغان أتى ليستعمل الساحة اللبنانية وليجعل لبنان إحدى ساحاته للتخريب والتدمير كساحات ليبيا وسوريا والعراق”.
وفي حديث لقناة “روسيا اليوم”، ضمن برنامج “نيوزميكر”، مع الإعلامية ريمي معلوف، حول المستجدات على الساحة المحلية وكارثة مرفأ بيروت وما خلفته من إنعكاسات على الساحة المحلية، وإتهام تركيا بما حصل لفت وهاب الى أنه “لا أتحدث عن إتهام سياسي لتركيا بل أتحدث عن إتهام يستند الى أدلة معينة في الموضوع التركي”، مستطرداً “أولاً أنا استمعت جيداً لقبطان السفينة الذي قال بأنه تسلّم السفينة في تركيا، ولا يعرف مَن صاحب البضاعة، ولكن طبعاً معروف صاحب السفينة ولكن غير معروف صاحب البضاعة، ولا أحد يعرف من أين أتت تلك الشحنة، وكل ما يعرفه أنه تسلمها في تركيا، وبحسب القبطان ذهبت السفينة الى اليونان ثم أتت الى لبنان، حيث غرقت السفينة ونقلت البضاعة الى المرفأ، ولم يسأل أحد عن البضاعة بالرغم من أن ثمنها مليون دولار، كيف ذلك؟ وهذه كلها أسئلة يجب أن تكون في صلب التحقيق”، ومضيفاً أنه يجب أن تذهب الحكومة اللبنانية بإتجاه شكوى دولية بحق تركيا لأن تركيا في ذلك الوقت كانت ترسل سفن السلاح والمتفجرات الى سوريا كما في موضوع سفينة لطف الله 2 أو 3 التي كانت مرسلة الى المعارضة السورية ولإرهابيين سوريين عبر لبنان، متسائلاً لماذا لا تكون هذه السفينة هي ذاتها؟ خاصة وأن كل الإرهابيين في سوريا يستعملون هذه المادة للتفجيرات التي كانت تحصل في سوريا في العمليات الإنتحارية التي كانوا يقومون بها في سوريا”، معتبراً أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف اليوم بأنه يريد تحويل لبنان الى ساحة، وموضحاً أن أردوغان عندما تحدّث عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهاجمه متهماً إياه بأنه يستعرض في لبنان رغم أن الأخير مشكوراً لأنه أتى للقيام بمبادرة لحل ما في لبنان ما يوضح أن أردوغان أتى ليستعمل الساحة اللبنانية وليجعل لبنان إحدى ساحاته للتخريب والتدمير كساحات ليبيا وسوريا والعراق”.
ورأى وهاب أن “التحقيق سيصل الى مكان ما”، طارحاً عدة تساؤلات حول “مَن هو صاحب البضاعة؟ لماذا انطلقت من تركيا الى لبنان؟ لماذا سمحت أصلاً تركيا بوجود هذه البضاعة على آراضيها طالما كانت هذه البضاعة تشكل خطراً بحسب ما يقول الخبراء أن نسبة الآزوت فيها مرتفعة وهي تستعمل للمتفجرات؟ ومن هي الشركة التي تستوردها وهي شركة وهمية في موزمبيق لا عنوان لها وليس حولها أي شيء، وهذه البضاعة خُلقت في تركيا وفي الميناء التركي؟ مَن هو صاحبها؟ وكيف أتت الى تركيا؟، لافتاً الى وجود تحقيق لبناني بالكارثة الذي سيستعين بفريق من المحققين الدوليين الموجودين على الساحة اللبنانية الآن ولكن لا نستطيع إنكار ما لديهم من أدلة معينة في التحقيق وكذلك لا يستطيع القاضي الذي كلّفه مجلس القضاء الأعلى اليوم كمحقق عدلي تجاهل هذه الوقائع، معتبراً أن الأهم من كل الذي حصل إذا وضعنا جانباً الأخطاء الإدارية والإهمال والفساد في المرفأ وكل ذلك لماذا أتت البضاعة الى لبنان ولماذا كانت موجودة أصلاً في تركيا ولماذا توجهت الى لبنان والأخير ليس طريقاً موزمبيق”.
وحول إمكانية تكليف الرئيس السابق سعد الحكومة بتشكيل الحكومة من جديد، أشار وهاب الى وجود سؤالين أساسيين حتى الآن لم يجب عليهم أحد، الأول: ما هو الموقف الأميركي من المبادرة الفرنسية، هل الموقف الأميركي مشجعاً لمبادرة الرئيس ماكرون؟ هل الموقف الأميركي مشجع لحكومة وحدة وطنية، والسؤال الثاني هو ما هو موقف السعودية من عودة سعد الحريري رئيساً لحكومة وحدة وطنية إذا كان هذا المطروح بمعزل عن موقفي من حكومة الوحدة الوطنية، مجدداً تأكيده على عدم تأييده لحكومة الوحدة الوطنية لأن حكومات الوحدة الوطنية منذ الطائف وحتى اليوم كانت حكومات نهب وطني وحكومات المشاركة في السرقة والنهب والفساد، ولكن هذا هو الرأي الفرنسي الذي لديه تأييد أوروبي ودولي ونحن بانتظار الموقف الأميركي”، مستغرباً “كيف بلد مثل لبنان بأمه وأبوه ينتظر موظف درجة 100 في الإدارة الأميركية اسمه ديفيد هيل ليقول له ماذا يفعل، ومضيفاً هذا هو للأسف لبنان الذي فيه طاقم سياسي فاقد للكرامة بكل صراحة”.
وأوضح وهاب أن “الرئيس ماكرون يطرح حكومة من كل الأطراف بما فيها “حزب الله”، حكومة يتمثل فيها الحزب كما هو ممثل حالياً بما يسمى تمثيل حزبي “لايت”، متسائلاً “هل يجاريه الأميركيون في ذلك؟ لا أعتقد، متمنياً أن لا يغيّر الأميركيون رأي ماكرون ليصبح رأي الأخير كالرأي الأميركي والذي إذا غيّر رأيه سنكون أمام أزمة مفتوحة وطويلة وستذهب المسألة الى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية”.
وحول تنازل المسؤولين والأطراف السياسية عن دورهم، قال وهاب: ” لا يمكن أن يتملّص أو يتنازل هو من تلقاء نفسه، لكن يمكن أن يتنازل إذا أطاح به الشعب وهذا المطلوب اليوم من الشعب في إنتخابات نيابية حرة ونزيهة وبعيدة عن التزوير لأننا منذ الطائف وحتى اليوم في كل مرة نصل الى قانون إنتخاب مزور سلفاً وبالتالي الى إنتخابات مزورة سلفا، هذه هي المشكلة الفعلية، لذلك حكمنا فريق سياسي منذ 30 عاماً لم يتغيّر نهائياً، كاشفاً الى “أننا كنا نعرف نتائج الإنتخابات قبل صدورها وأي خرق فيها كان يجتمع الجميع على منعه، وهذا ما حصل معي في الإنتخابات الأخيرة، متسائلاً ألم يجتمع 8 و14 آذار لإسقاطي في الإنتخابات حتى لا أشكل خرقاً معيناً لفريق سياسي معين؟ وزوروا الإنتخابات بحقي؟”.
وفي ما يتعلق بالإستقالات في مجلس النواب، وجّه وهاب سهامه الى النواب الذين قدموا استقالتهم من مجلس النواب، معتبراً أن “هذه الإستقالات تمثيل في تمثيل خاصة وأن بعض النواب الذين قدموا إستقالتهم هم جزء من الفساد القائم منذ 30 عاماً لا بل أحدهم منذ 40 عاماً – في إشارة الى النائب مروان حمادة – عُيّن وزيراً منذ عام 1980 منذ أربعين عاماً وبقي في السلطة حتى الآن ومنذ 40 عاماً وهو يمارس النهب الفساد وعندما أصبح عمره حوالى 160 سنة الآن في السلطة أتى ليقدم استقالته في مسرحية تافهة ومعروفة وأنا لا أصدق هذا الأمر طبعاً ومن كان يريد تقديم استقالته كان يجب أن يستقيل قبل هذا التاريخ واحتجاجاً على عدم قيام المجلس النيابي يوماً بدوره، هذا المجلس النيابي معطل منذ الطائف حتى اليوم لم يسقط يوماً وزيراً ولم يقل لوزير يوماً بأنك تخطئ ولم يحاسب يوماً حكومة، هذا هو التقصير الذي قام به المجلس النيابي طيلة عمره منذ الطائف وحتى اليوم؟”.
وفي ما يتعلق بكارثة مرفأ بيروت، رأى وهاب أن المشكلة في أن الأجهزة الأمنية بكاملها تتحمّل مسؤولية ما حصل في بيروت، مستغرباً كيف أن قوى الأمن الداخلي تستطيع أن تعرف إذا كان هناك في آخر منزل في لبنان حجر يُبنى فوق حجر، وهذه المجموعة التي تستطيع أن تكشف إذا كان أحد مرّر حجراً الى سطح بيته لا تستطيع أن تكشف 2750 طن من الأمونيوم في مرفأ بيروت؟ متسائلاً أين كانت وأين دورها؟ وهذا مثال وحيد على تقصير كل الأجهزة”.
وأضاف وهاب: “الأجهزة ليست لرئاسة الجمهورية، مستبعداً نظرية المؤامرة في الأمر لأن مهما كان رأس المؤامرة كبيراً لا يستطيع أن ينتج هكذا سيناريو الذي ما كان يمكن أن يحصل حتى في الأفلام الهوليودية، معتبراً أن الإهمال الكبير وتقصير الأجهزة الأمنية والإدارية والقضائية وعجزها وكل شيء هو الذي أدى الى كارثة بيروت”.
ورأى وهاب أن هذا النظام بحاجة لنسف كامل داعياً لنسف كل نظام الطائفوأن نأتي بنظام ديمقراطي وعلماني ونظام حر فعلياً ونظام يأتي بقانون إنتخابات على أساس دائرة واحدة كي يصبح النائب نائباً عن لبنان لا نواب زواريب، معلناً رفضه لنواب الزواريب والأحياء ونواب تخليص المعاملات والنواب التافهين الذين لا يقومون بأي عمل سوى تخليص المعاملات”.
وحول موجة المساعدات الدولية للبنان التي هبّت بعد حلول كارثة بيروت والتسابق الأوروبي والأميركي لمساعدة لبنان، رأى وهاب أن تلك المساعدات مدروسة جداً، موضحاً أنها ليست مساعدات كبيرة بل طفيفة جداً ولا تشكل 1% من الخسائر اللبنانية نتيجة الإنفجار” من حيث الأرقام كألمانيا قدمت مثلاً 12 مليون يورو وهي التي لديها مئات المليارات التي تفيض عن موازنتها جاءت مساعداتها مدروسة جداً لأن هناك قراراً بعدم السماح للبنان لعدم الوقوف على قدميه قبل تنفيذ أجندة سياسية معينة، وهي أن يستسلم بالكامل للشروط الإسرائيلية والأميركية وقبل ذلك ممنوع أن يقف على قدميه ولكن ممنوع عليه أن يموت، لذلك قُدّمت له مساعدات إنعاشية و أوكسيجانية”.
وفي شكل الحكومة وإمكانية الضغط الأميركي على المبادرة الفرنسية، أوضح وهاب أن “نحن كفريق نملك الأكثرية النيابية ولا يستطيع أحد عن يقصي “حزب الله” عن المشاركة في الحكومة ولكن يستطيع التعطيل إذا أصرّينا على حكومة وحدة وطنية، نحن لا نستطيع تشكيل حكومة فريق واحد لأننا نعرف بأنهم سيواجهوننا بالعقوبات الإقتصادية والمالية وسيضغطون على لبنان ويجوعون شعبه لتحقيق أهدافهم السياسية، معلناً أسفه من “أننا نواجه دولة فاقدة للضمير هي أميركا وهي دولة استعمارية بامتياز، ودولة معتدية بامتياز، ودولة لا تقيم وزناً للأخلاق في السياسة”، لافتاً الى أن غالببية المسؤولين في بيروت فاقدون للكرامة الوطنية”، متسائلاً “لو كان لديهم كرامة وطنية هل كانوا تقبلوا كلام الرئيس ماكرون الذي أهانهم جميعهم، ومضيفاً “هم يتشاطرون على بعضهم البعض ويتشاطرون على الضعفاء من اللبنانيين ولكنهم يتقبلون الإهانة من الأجنبي، هم تعودوا على “الجزمة الأجنبية”، كانت “الجزمة” للسوري والآن “الجزمة” هي لديفيد هيل وأمثاله”، موضحاً أن الشروط الأميركية والإسرائيلية لن تنفّذ ونحن نراهن على ما وعد به الرئيس ماكرون بأنه قادر على تسويق فكرته مع الأميركيين، متمنيأ أن لا يكون الرئيس ماكرون اقتنع بوجهة النظر الأميركية، لذا سننتظر ديفيد هيل يومين حتى يفصح عما يحمله عندها يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا الموضوع”.
وحول توقيع الإتفاق التاريخي بين الإمارات والكيان الصهيوني مقابل عدم عدم ضم القدس الى الكيان، أكّد وهاب أنه يقبل ما يقبل به الفلسطينيون والعرب، موضحاً أنه لن يدخل في حفلة مزايدة على الفلسطينيين، مؤكداً على أنه “لا أعترف بوجود الكيان الصهيوني وأنا مع فلسطين، كل فلسطين ومع تحرير كل فلسطين، ولكن لن أدخل في مزايدة على الشعب الفلسطيني”، موضحاً أن “حركة حماس جزء من تنظيم “الإخوان المسلمين”، وهي تدخل وتخرج من مصر التي تشكّل لها الطريق للخروج من غزة والدخول الى غزة، ومصر وقعت إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، لذلك لا أعول على موقف حماس لننتظر الموقف الفلسطيني بشكل عام ونقرّر”، مؤكداً أن لا أحد من العرب يستطيع التنازل عن القدس كعاصمة لفلسطين، ولا أحد يملك هذا الحق، مؤكداً أن القدس ستبقى عاصمة لفلسطين حتى لو وقع كل العرب إتفاقيات مع الكيان الصهيوني، هذا حق سيبقى لكل عربي ومسلم وأشك بأن أحداً يستطيع التنازل عن القدس أو عن حق العودة للفلسطينيين”.
وفي الختام رأى وهاب أننا أمام سيناريو من اثنين: إما أن نشكل حكومة كما اقترح الرئيس ماكرون وندخل في مرحلة إنفراج جزئي مالي واقتصادي ثم إصلاحات وبعدها تأتي انتخابات نيابية ليقول الشعب كلمته إما أن ندخل في سيناريو كارثي كما تخطط له الإداره الأميركية ولا أستطيع تحديد أي سيناريو هو الأقرب وخلال أيم سيتبين كل شيء”.