هل حقاً أن لبنان بحاجة الى رئيس من طراز كيم جونغ ـ أون ؟!
هذا ما أوحى به سفير دولة أوروبية أثناء زيارة خاصة لاحدى المرجعيات الروحية في البقاع. يبدو أن صاحبنا لم يقرأ عن الحجاج بن يوسف الثقفي (والرؤوس التي أينعت)، ولا عن جمال باشا السفاح (الذي كان يرى فينا لا السيوف باتت تجدي ولا المشانق. الزعيم الكوري الذي صنع القنبلة الهيدروجينية من التراب، وربما من الهواء، استخدم المدفع في اعدام وزير خبّأ كيس طحين تحت سريره.
ماذا عن الذين يخبئون آلاف، آلاف، الأونصات الذهبية تحت أسرّتهم في هذه الجمهورية التي رأى فيها لامارتين أريكة القمر، وقال فيها دوغلاس كنيدي « هنا لا تعلم ما اذا كنت في الجنة أم في جهنم»!
السفير أثار ذهول المرجعية حين قال انه يخشى أن يكون خلاص لبنان بالانفجار، أي بسقوط نصف مليون، أو مليون قتيل، لكي يعاد تشكيل الدولة، والمجتمع، بالمفاهيم الحديثة للدولة وللمجتمع.
وقال اذا لم يتم احتواء الصراع الأميركي ـ الايراني خلال بضعة أشهر في حال وصول جو بايدن الى البيت الأبيض، لن يكون هناك رئيس جمهورية، ولا حكومة، وربما لا مجلس نواب. «أنتم من زمان دولة فاشلة. بدقة أكثر أنتم ما دون الدولة». لوياجيرغا قبلية أو طائفية لا أكثر ولا أقل…
السفير استغرب كيف أن الساسة في لبنان (وأزلامهم في الشارع) يتصارعون حول القضايا الكبرى، وهم عاجزون عن اصلاح حفرة على طريق دولية. هالته حالة الطريق بين بيروت وزحلة. تمنى ألاّ نضطر الى استخدام البغال للتنقل في حين أن الآخرين يحطون الرحال على سطح المريخ.
تحدث بافتتان عن الأدمغة اللبنانية (الأدمغة المجنحة). رأى أن لبنان، بطبيعته الخلابة وبديناميكية أهله، لؤلؤة الشرق الأوسط. سأل كيف لهؤلاء اللبنانيين المساكنة مع طبقة لا نظير لها في التاريخ في ثقافة الفساد، وفي ثقافة الزبائنية، وفي ثقافة التأجيج.
نقول لصاحب السعادة أن هؤلاء الذين في الأبراج العالية لم يأتوا من الصناديق (صناديق الاقتراع)، بل من الخنادق، وأن أيدي الكثيرين منهم ليست أيدي الملائكة. هي الأيدي التي ان لم تكن ملطخة بالدماء تكون ملطخة بالوحول.
الحلقة الجهنمية مقفلة كلياً. لا أحد من المنظومة السياسية لديه أي تصور للحل. وكنا قد قلنا ألا مجال لزحزحة تلك المنظومة الا بغزو خارجي. السفير متوجس جداً من اللوثة العثمانية في رأس رجب طيب اردوغان. ليس مستبعداً أن نرى جيشاً تركياً في احدى مناطق لبنان بحجة وجود «جيش ايراني» على الأرض اللبنانية. التعبئة الغرائزية في ذروتها. خلايا سياسية ودينية تتشكل الآن بانتظار ساعة الصفر…
من يرسل آلاف العناصر من النيوانكشارية في مستودعات ادلب الى ليبيا، كيف لا يفكر بارسال كميات أخرى من هؤلاء المرتزقة الى لبنان ؟
التصدعات الداخلية على أنواعها تجعل هذه الأرض مشرعة على كل الرياح، وعلى كل الغزاة. استقالة الحكومة لاتكفي، وقد جرت لتهريب الحقائق، اولتدمير الحقائق. المسألة لا تقتصر على من هم في السلطة. التوتاليتاريات في كل الطوائف وفي كل التشكيلات القبلية. حكم السلالات أم حكم الدوقيات أم حكم المافيات؟
الفساد الذي تحدث عنه السفير الأوروبي فايروس تاجي، أو عنــقودي، أو اخــطبوطي. على شاكلة كوفيد ـ 19. الوباء موجود في كل بيت، وفي كل غرفة، وفي كل زاوية، والا كيف لتلك الطبقة السياسية أن تستطيع، ونحن ننتحب على قبور موتانا، أن تغسل يديها، وأن ترتدي الأقنعة، وأن تلعب، بأحذيتها، في رؤوسنا. لا خلاص الا بنا. أي خلاص يأتي به آلهة النار؟
اعلان مبوب: من منكم، ايهاالسادة، بمواصفات كيم جونغ ـ أون، بما في ذلك المواصفات الجسدية، فليتفضل. نحن طوع بنانه…
المصدر: الديار – نبيه برجي
**