أوضح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “رح نبقى سوا”، مع الإعلامية جويل بو يونس أنه “وجّه دعوة للرئيس دياب للإستقالة من الحكومة منذ شهرين ونصف”، كاشفاً أن “الرئيس حسان دياب كان سيقال في جلسة مجلس النواب يوم الخميس لو لم يستقل بطريقة أو بأخرى، ومضيفاً “الرئيس ذياب آدمي ومحترم وكفه نظيفة ولكنه دخل في غابة ذئاب بثياب حمل ولم يعرف التصرف معهم فأكلته الذئاب، لافتاً الى أن الكيمياء بينه وبين الرئيس نبيه برّي لم تكن موجودة”.
واعتبر وهاب أن “الحكومة ليست المذنبة وحدها بخصوص الفساد والمحاسبة، بل المجلس النيابي الذي كان شاهد زور على الحكومات المتعاقبة ولم يعمد الى إقالة أي وزير، وهناك مسؤوليات كبيرة ستظهر خلال تحقيقات التفجير الذي طال مرفأ بيروت، داعياً الى ضرورة الإتيان بإفادة شفيق مرعي لأنه راسل جميع المسؤولين حول موضوع نترات الأمونيوم والبدء بمساءلة الجميع”، مشدداً على أن “التحقيقات ستظهر الى أين كانت متوجهة الشحنة لافتاً الى أنها كانت متوجهة الى الإرهابيين في سوريا والمعارضة السورية، لافتاً الى أن الإشاعات حول عقاب صقر بخصوص الشحنة كاذبة”، موضحاً أنه “أنا منذ التسعينيات لليوم، المجلس النيابي كان شاهد زور على كل الحكومات المتعاقبة ولم يحاسب أحداً، متسائلاً هل أسقط المجلس وزيراً واحداً وحاسبه أو قال إن هذا الوزير مخطئ؟ إذا كان المجلس موافق على كل السياسيات، فهو يتحمل الخراب والإفلاس التي وصلت إليه الدولة”، ومؤكّداً أن “المجلس منذ 30 عام لليوم كان شاهد زور على كل الحكومات والمسألة بالمجلس لا بالحكومة، فالحكومة تأتي وتذهب، لافتاً الى أنه “هناك اليوم محاولة لتحميل حسان دياب الذي لم يعرف أن يقوم بشيء ولم يعرف أخذ قرار، لكنه “آدمي”، ومضيفاً الحكومة أتت “وكيلة تفليسة”، لكن هناك مسؤولية عميقة أتت منذ 30 سنة لليوم، وهذا ما يجب أن يتحمله كل المجلس النيابي”.
وحول إمكانية طرح الرئيس سعد الحريري مجدداً الى رئاسة الحكومة، أشار وهاب، إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري “يتصرف بعقل في هذه المرحلة، رغم أنني لا أتفق معه على الإطلاق، إلا أنه الأعقل في هذه المرحلة، والمجتمع الدولي يريد حكومة وحدة وطنية، وفي لبنان لا يوجد أحد حيادي، هناك كتل نيابية ستسمي وهي التي تعطي وتسحب الثقة، كاشفاً أن الرئيس سعد الحريري طلب من الرئيس الفرنسي أن يأتي بموافقة السعودية ولا مانع لديه من رئاسة الحكومة، لكن السعوديين ضد أي تسوية مع ”حزب الله”، وللأسف هناك موقف سعودي يقول بأنه حتى لو شُنّت حرب أهلية في لبنان يجب التخلص من “حزب الله”، لافتاً إلى أن “إرسال ديفيد هيل إشارة أميركية يعتبرها البعض إيجابية، وهو يعرف لبنان جيداً”.
وأوضح وهاب، بأن “السؤال الأساسي اليوم هو هل ما يسعى له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوجد موافقة أميركية عليه، وإذا كان هناك موافقة نحن نكون أمام حكومة وحدة وطنية”، متسائلاً أيضاً” هل السعودية مع حكومة وحدة وطنية! ليس لدي إجابة عن ذلك”.
كما شدد وهاب على أن “ماكرون بالتأكيد لا يتحرك من فراغ، وما هو قدر أو حجم الموافقة الأميركية السعودية على حكومة وحدة وطنية!”، معتبراً أن “التحدي أمام الرئيس ماكرون هو إقناع واشنطن بوجة نظره وإقناع الرياض بالتسهيل ودون ذلك دخلنا في دوامة فراغ وأزمة صعبة”.
ولفت وهاب إلى أن “ثوار 17 تشرين احتجوا على الفساد والمحاصصة والنظام السياسي أما ثوار اليوم يبدو أنهم أتوا ببرنامج سياسي آخر”، مشيراً إلى أن “الرئيس الفرنسي تحدث خلال لقائه مع المسؤولين عن الإصلاح والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس سلاح “حزب الله” وربط مشروع المساعدات بحكومة وحدة وطنية، كاشفاً أن “رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حاول طرح موضوع سلاح “حزب الله” باجتماع قصر الصنوبر فقطع عليه ماكرون الطريق ليقول: لسنا هنا لبحث هذا الموضوع بل الفساد والإصلاحات”، موضحاً أن “الفساد في لبنان موجود قبل دخول “حزب الله” الى السلطة، موضحاً أن “الرئيس الفرنسي حريص على استقرار لبنان وعدم دخوله لبنان في الفوضى”.
وشدد رئيس حزب التوحيد العربي على أنه “إن لم يتغير النظام في لبنان “فهذا المجلس النيابي سيكون مجلس شهود زور ودولة شهود زور، وأنا لا أكون مع شهود الزور”، معلناً فشله في حماية لبنان لذا سأعمل على حماية منطقتي وأهلي”، موضحاً أنه “إذا لم يحصل إعادة إحياء للسياسة اللبنانية ولم يحاسب الـ 5 أو 6 أشخاص لن أدخل في السياسة، والمقعد النيابي لا يعنيني وهو بالنسبة لي كالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان”، معتبراً أنه “لو كان حسان دياب خلفه طائفة لا يجرؤ أحد على استدعائه إلى مجلس النواب”، مشدداً على أنه “مع نظام علماني بالكامل ولست مع النظام الطائفي، أنا مع نظام المواطن أو أننا ذاهبون إلى الفراغ وربما إلى الفوضى، وهناك قوى تفضل الحرب الأهلية، وقوى دخلت بالقوة الى الدولة”.
وحول مؤتمر دعم لبنان في باريس، رأى وهاب أن “مساعدات المؤتمر أتت ضعيفة وقليلة، ومضيفاً “يريدون توزيع المساعدات عبر المنظمات الدولية ولكن هم لا يدركون أن تلك المنظمات تسرق أكثر من الدولة والدليل المساعدات التي كانت تأتي للسوريين عبر المنظمات”.
وحول إمكانية وقف التدقيق المالي مع استقالة الحكومة شدّد وهاب على أنه “مع إصلاح كامل بدءًا بتدقيق الكهرباء ومجلس الإنماء والإعمار والتدقيق المالي والتدقيق في كل شيء، موضحاً أنه “لا أؤمن بتجزيء الملفات إما البدء في التدقيق في كل الملفات أو عدم التدقيق فيها، لافتاً الى أن “التدقيق في كل الملفات دفعة واحدة يؤدي الى حرب أهلية في لبنان”، موضحاً أنه “يريدون أخذ لبنان الى الفوضى والحرب الأهلية بدءًا من الصحافي الى السياسي الى المواطن، الجميع يريد تدمير لبنان وأعلن براءتي من الجميع، معتبراً أن “لا أحد لديه ضمير لا في السلطة ولا خارج السلطة، وهم يريدون استعمال لبنان ولا يريدون إنقاذه”.
وحول كارثة مرفأ بيروت رأى وهاب أن “ما حصل في مرفأ بيروت نتيجة إهمال وأنا مع التدمير بالكامل وإعادة البناء وأصلاً لا أطمح لأي دور في هذا النظام لأن هذه التركيبة مفروغ الأمر منها وهي جبارة أمام الضعفاء وضعيفة أمام القوي”، ومضيفاً “أحتقركم واحداً واحداً وتتحدثون عن الوصاية السورية فشر أحد يحاول أن يقلل تهذيب معي”.
واضاف وهاب: “أنا مع ميشال عون الزعيم الموجود في الرابية الذي يحكم لبنان والذي كان ضمير الناس وليس مع الرئيس عون في بعبدا الذي لا يملك أي صلاحيات، وأنا مع ميشال عون صانع الرؤساء وليس ميشال عون الرئيس، موضحاً أن الرئيس ميشال عون يحاول إنقاذ لبنان ولكن لا يخاف أحد منه لذا يجب أن يكون لديه أنياب وجهاز ليخافوه”.
وتابع وهاب: “نحن ذاهبون الى الفوضى ونحن بحاجة الى جيل جديد للتغيير، لافتاً الى أن المواطن أيضاً شارك في الفساد وأننا نعيش في منظومة فساد متكاملة”.
وحول إمكانية إقامة إنتخابات نيابية مبكرة قال وهاب: “سيرجعون هم أنفسهم لأن مَن يملك 5 ملايين دولار سيعود”، لافتاً الى أن كتل المستقبل واللقاء الديمقراطي والقوات لن تستقيل من مجلس النواب ما لم يطلب ديفيد شنكر ذلك منها”.
ودعا وهاب الى “تغيير النظام ولإنتاج نظام ديمقراطي مواطني وقانون إنتخاب وفق دائرة إنتخابية واحدة ودون ذلك لا تغيير”، مجدداً تأكيده على أن هناك إهمال واضح عمره 7 سنوات في كارثة مرفأ بيروت وهناك مراسلات من شفيق مرعي يجب الرجوع إليها والعمل على أساسها في التحقيق لمحاسبة جميع الأسماء الواردة فيها كائناً مَن كان، موضحاً أنه “إذا كان هناك تحقيق شفاف قد تظهر الحقيقة معتبراً أن هول الجريمة والكارثة يمنع إخفاء الحقائق”.
وحول الدعم الدولي لإعادة بناء المرفأ، تمنى وهاب “في ظل التنافس على أخذ المرفأ في ظل العرض التركي وأخذ إدارته 50 سنة والصيني 20 سنة، أن يبقى المرفأ للبنانيين وإنشاء صندوق لإعادة إنشاء المرفأ لأن هناك خطة سياسية لأخذ المرفأ داعياً الفرنسي الى المبادرة لإنشاء صندوق خاص للمرفأ”.
ورأى وهاب أن “الشهرين المقبلين هما الشهران الأصعب على لبنان فترامب منهمك في الإنتخابات الأميركية وبحاجة للإسرائيلي الى جانبه والإسرائيلي بحاجة الى حماية أميركا له وإعلان انتصاره على “حزب الله” في موضوع نزع سلاح المقاومة”، معتبراً أن “الموضوع كله يكمن في الصواريخ الدقيقة التي يملكها “حزب الله”.
وحول النطق بقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 18 من الشهر الجاري وانعكاساته على لبنان، جدّد وهاب تأكيده على أن “الرئيس الحريري يتصرف بعقلانية في هذه الفترة وهو الأكثر عقلانية وهو طلب من الأجهزة الأمنية قمع أي تحرك بعد النطق بقرار المحكمة”.
وفي إطار آخر، رأى وهاب أن “لا خيار إلا الإستمرار في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ولكن مع تعديل شروطه لأنها قاسية”.
ورداً على تغريدة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري حول إعلان الحريري لماكرون استعداده للعودة الى رئاسة الحكومة إذا ذلل الأخير العقبات مع السعودية قال وهاب: “لم أكن أريد الرد عليك لكن احترم نفسك وكلامك أكبر منك، واهتم بصراعك مع أحمد الثاني داخل المستقبل ولاسيما أنهم يريدون تطييرك من الأمانة العامة للتيار”، متسائلاً “أين الإهانة إذا قلت بأن الحريري بحاجة الى رضا سعودي ليكون رئيساً للحكومة”.
وتابع وهاب: “بهاء الحريري لديه علاقاته الدولية والإقليمية وهو صادق مع نفسه ولديه الكثير من المشروعات بالنسبة للبنان وجدّي وليس “أهبل” كما غيره، لافتاً الى أن بهاء الحريري يتمدد على الساحة اللبنانية لفقدان أطراف لا تتمتع بمصداقيته على الساحة السنيّة”، موضحاً أن “لا علاقة مع الرئيس سعد الحريري لأن هناك دماء لا زالت على الأرض وعندما يلم الحريري دم الشهيد محمد ابوذياب سأنظر في هذه العلاقة”.
وحول شكل الحكومة المقبلة قال وهاب: “حتى الآن لم أعرف شكل الحكومة المقبلة وهناك خطوط بين باريس وطهران وباريس وواشنطن وعلى أساسها سيتم معرفة شكل تلك الحكومة”.