لليوم الثاني عالتوالي يواجه اللبنانيون كارثة الإنفجار الهائل الذي ضرب يوم الثلاثاء الماضي مرفأ بيروت، والذي تشابه من حيث الحجم والعواقب بهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك، بالتصميم على تجاوز المحنة من خلال التضامن الداخلي والخارجي للتغلب على عواقب الكارثة، التي جعلت ما لا يقل عن 300 ألف من سكان العاصمة بلا مأوى، وخلّفت أضراراً مادية في الأملاك الخاصة والعامة تفوق الـ 15 مليار دولار، علاوة على استشهاد 137 شخصاً وأكثر من 5 ألاف جريح إضافة الى عشرات المفقودين.
تضامن محلي ودولي
البارز أمام هول الكارثة التي أصابت لبنان المسارعة الى مساعدة العائلات المنكوبة وتأمين المأوى والمواد الغذائية لها بحيث تمّت الدعوة الى فتح المدراس والمعاهد الرسمية لاستقبال وإيواء العائلات المنكوبة، حيث كلف مجلس الوزراء الهيئة العليا للإغاثة تأمين إيواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن، وأتخذ قراراً بتأمين كافة الإجراءات لإعادة إعمار بيروت، واستحداث 4 مستشفيات ميدانية 2 في بيروت وواحدة في الدورة وأخرى في الحدت.
كما أقيم مخيم في ساحة ساسين في حي الأشرفية بالعاصمة بيروت، حيث تم توزيع الطعام الساخن والماء والسلع الأساسية مجاناً على العائلات المتضررة.
ولم يتوانَ العالم على اختلاف ميوله عن المسارعة الى مساعدة لبنان والتضامن معه في نكبته ومد جسر جوي دولي للإغاثة والمباشرة بإرسال مساعدات عاجلة الى بيروت يتمحور بالدرجة الأولى حول تزويد لبنان بالمعدات والمواد الطبية والمستشفيات الميدانية ورجال الدفاع المدني والإطفاء والخبراء وتقديم كافة المساعدات الإغاثية الفورية.
وفي هذا المجال خصص مجلس الوزراء صندوقاً لتلقي هذه المساعدات، بالإضافة الى قراره بالتواصل مع جميع الدول لهذه الغاية بعد أن توالت بالأمس الإتصالات وبرقيات التضامن من ملوك ورؤساء عرب وأجانب وكانت أولى طلائع المساعدات التي بدأت تصل الى بيروت طائرة كويتية محملة بالمعدات الطبية والأدوية وفق ما طلبه وزير الصحة حمد حسن من السلطات الكويتية.
ثم وصلت أيضاً طائرتان من قطر تنقلان مستشفيين ميدانيين كل واحد مجهز بخمسمئة سرير والمعدات الطبية اللازمة وسيتم تركيب الأولى في الجامعة اللبنانية في الحدت والثانية في منطقة الكرنتينا.
وأكّد رئىس الوزراء العراقي للمسؤولين اللبنانيين على إرسال مساعدات عاجلة للبنان من مواد ومعدات طبية وانمائىة، وذكرت المعلومات ايضا انه ابلغ عن تزويد لبنان بمئة الف برميل نفط شهريا.
كما وجه الملك الاردني لإرسال طائرة تنقل مستشفى عسكريا سيوضع بتصرف الجيش اللبناني.
وافادت وزارة الطوارئ الروسية، في بيان، بأن “طائرة من طراز “إيل-76″، كانت قد عادت من لبنان الليلية الماضية، أقلعت اليوم من جديد محملة بمساعدات إنسانية لتقديم المساعدة للمصابين”.
وتعتبر هذه الطائرة الرابعة التابعة لوزارة الطوارئ الروسية التي يتم إرسالها إلى بيروت، محملةً بمساعدات إنسانية، وعلى متنها متخصصون في مجال الطب لتقديم المساعدة العاجلة لمتضرري انفجار بيروت.
وكانت وزارة الطوارئ أفادت في وقت سابق بأنها سترسل إلى بيروت 5 طائرات مع مستشفى متنقل وأطباء ورجال إنقاذ ومختبر للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا، مفيدةً بأن “جميع المتخصصين مجهزون ببدلات خاصة ومعدات واقية، مراعاة للوضع الوبائي”. وذكرت المعلومات أن المساعدات الروسية تتضمن مساهمة فاعلة لإزالة الأنقاض في مرفأ بيروت.
بدوره وجه الرئيس التونسي لإرسال طائرتين محملتين بالمعدات الطبية والأدوية للبنان، كما أعلن عن استعداد تونس لاستقبال مئة من المصابين اللبنانيين لمعالجتهم في تونس.
كما أعلنت طهران عن إرسال مساعدات من معدات طبية وأدوية، معربة عن استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم للبنان.
وأعلنت المملكة العربية السعودية عن تضامنها مع لبنان في هذه الظروف الصعبة.
من جهته، أعلن الرئىس الفلسطيني محمود عباس وضع كل الامكانيات لمساعدة لبنان.
وكان الرئيس الأميركي ترامب أعلن أول أمس عن استعداد واشنطن لتقديم المساعدات للبنان.
وفي هذا السياق، أعلنت بريطانية عبر سفارتها في لبنان عن إرسال فريق من خبراء البحث والإنقاذ وكلاب متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ للمساعدة في البحث عن المفقودين بسبب الانفجار. وبعد اتصال بين رئيس وزراء لبنان حسان دياب، ووزير الخارجية دومينيك راب، رصدت المملكة المتحدة ما يصل إلى 5 ملايين جنيه استرليني من المعونات الإنسانية العاجلة لمساعدة من تضررت بيوتهم بسبب الكارثة”.
كما عرضت المملكة المتحدة تقديم دعم معزَّز لقوات الجيش اللبناني الذين لهم دور محوري في استجابة الحكومة اللبنانية، وذلك يشمل توفير مساعدات طبية مخصصة للاستجابة في هذه الأحوال، ومساعدة في النقل الجوي الاستراتيجي، ودعم هندسي وبمجال الاتصالات.
وعرضت المملكة المتحدة أيضا إرسال فريق استشاري من الطوارئ الطبية الدولية البريطانية لإجراء تقييم مبدئي والتنسيق مع فرق البحث والإنقاذ. فرق الطوارئ الطبية البريطانية توفر بشكل عاجل خبراء معتمدين دولياً بمجالات الصحة العامة والطب والجراحة، وهم خليط من خبراء الهيئة البريطانية للرعاية الصحية ومن القطاع الخاص.
الى هذا تلقى رئىس الحكومة أمس إتصالاً من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أكّد فيه على استعداد الولايات المتحدة لتقديم مساعدات للبنان، وشدد الرئىس دياب خلال الاتصال على التحقيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة.
وفي القاهرة أكد الرئىس المصري عبد الفتاح السيسي استعداد مصر الدائم لتقديم كل مساعدة ودعم للبنان في هذه الظروف، كما وجه شيخ الازهر بإرسال قافلة طبية وانمائىة عاجلة للبنان.
بدوره أعلن الاتحاد الاوروبي العمل من اجل تقديم الدعم والمساعدة للبنان، مشيراً الى انه سيرسل مئة من رجال الإطفاء (الدفاع المدني) للمؤازرة في معالجة آثار الانفجار في بيروت.
وفي موازاة ذلك، وصلت أمس أيضا طائرة يونانية محملة بالمعدات الطبية والأدوية.
ومن جهتها أبدت الصين استعدادها لإعادة بناء مرفأ بيروت، من دون أن تفصح عن تفاصيل هذا الأمر وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش عن أحر التعازي بضحايا الانفجار مؤكدا التزام الامم المتحدة دعم لبنان في هذا الوقت العصيب.
وكانت العراق الذي اتصل رئيسها بالرئيس عون متضامناً أكدت على تقديم مساعدات عاجلة للبنان. وذكرت المعلومات عن استعدادها لتزويد لبنان بالمحروقات في ظل هذه الظروف الصعبة.
وفي هذا الإطار، وصلت الى القاعدة الجوية في بيروت طائرتا هليوكبتر قبرصية وعلى متنها فرق انقاذ وبحث وستصل لاحقا عدة طائرات تحمل مساعدات طبية من دول: بولندا، ايران، فرنسا، سويسرا، روسيا لمساعدة لبنان.
كما وصلت عند الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، طائرة عسكرية تركية محملة بمساعدات طبية وأدوية ومعدات متطورة للكشف عن المفقودين، رافقها رئيس هيئة الإغاثة والطوارئ التركية محمد غوللو أوغلو، وتسلمها رئيس الهيئة العليا لإغاثة اللواء محمد خير، في حضور سفير تركيا هاكان تشاكان هاكل على رأس وفد من السفارة ومستشار وزير الصحة العامة حسين محيدلي. وشكر اللواء خير لتركيا مساعداتها، مثنياً على “كل الدول التي سارعت إلى نجدة لبنان في الظروف الأليمة التي يمر بها”.
وفجر اليوم وصلت طائرة Polish Airlines الى مطار رفيق الحريري الدولي على متنها فريق بحث وإنقاذ من بولندا MUSAR يضم 39 متخصصا لتقديم المساعدة في عملية الانقاذ. واستعان الفريق بكلاب متخصصة ومدربة للعمل في عملية البحث.