رأى رئيس حزب التوحيد العربي أن “الطبقة السياسية أم الفساد، وآلية الفساد لازالت كما هي”، متسائلا: ” ماذا فعل النواب من تطوير للقوانين؟ ماذا فعلوا في قانون العفو العام الذي تهربوا منه؟ كيف يمكن ترك أحد 8 سنوات دون محاسبته؟”، معتبراً أن هناك جهاز ما حثّ عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة على الإستقالة وهو ليس إلا شريك في الفساد وينظّر للطبقة السياسية الفاسدة وهو موظف صغير لدى الطبقة السياسية الفاسدة”.
واعتبر وهاب في حديث لقناة “المنار” ضمن “تغطية خاصة”، مع الاعلامية بتول أيوب، أن “هذه دولة ظالمة لا تحاسب غير مواطنيها، فالجميع مسؤول بدءًا بمجلس النواب الذي لا يطور القوانين”، وعلق على موضوع الإنفجار بمرفأ بيروت، متسائلاً: “ما السبب لمصادرة هذا النوع من البضائع؟ لنبدأ بالتحقيق بحسن قريطم عند توقيف السفينة وهناك كتب ومراسلات واضحة عن السفينة، فالـ 2750 طن من مواد متفجرة وُضعت بمكان غير آمن، وأنا سأبدأ بالمحاسبة في اليوم السادس إذا لم تظهر نتائج التحقيق، فالدولة اليوم على المحك إما العمل أو الذهاب الى منزلهم”.
وتعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت اليوم، إعتبر وهاب أن خارطة الطريق تبدأ بحكومة وحدة وطنية وهذا هو الجو الدولي الآن، وهي رسالة ماكرون، والقرار والموقف الأميركي من لبنان لم يتغيّر ولكن أميركا لا تريد قطع الأوكسيجين عن لبنان”، مشدداً على أن الرئيس الفرنسي قبل مجيئه الى لبنان تشاور مع الإتحاد الأوروبي وربما أميركا كرسالة نهائية للبحث في جدية الحكومة وإذا لم يستطيعوا العمل بجدية فليذهبوا الى بيوتهم، معرباً عن أهمية زيارة ماكرون الذي يؤكّد أنه لا يستطيع المساعدة دون إصلاحات”.
وأشار وهاب في حديثه إلى أنه “لا أحد ينتظر من زيارة الرئيس الفرنسي الدولار والتضامن مع لبنان سيدوم أيام والخطوة الجدية الوحيدة هي للعراق الذي سيقدم 100 ألف برميل نفط للبنان وهذا شيء يشكر عليه الرئيس الكاظمي وحكومة العراق”، لافتاً إلى أن “كتلة الفساد عبارة عن دائرة تبدأ بالمصارف التي سرقت أموال الناس ثم الدولة التي أتت لتسرق المصارف وأموال الناس، فكل النظام اللبناني غير صالح، موضحاً أن “الحكومة ليست من أصحاب الخطوات الثورية والدليل تسليم الجيش مجريات التحقيق في الإنفجار، متخوفاً من أن يكون الرئيس دياب قد رمى الكرة للجيش لأنه عاجز عن التحقيق في الإنفجار.
وحول التعديل الحكومي قال وهاب: “قبل الإنفجار تحدثنا عن تعديل حكومي ولكن اليوم نحن بحاجة الى تضامن وطني كبير للخروج من المأزق والأضرار التي خلفها الإنفجار”، وإذ أوضح أن الحكومة غير قادرة على القيام باللازم، وطالما النظام الطائفي موجود الطوائف ستحمي نفسها، رأى وهاب أن الحل هو بحكومة وحدة وطنية بالرغم من أنني أعتبرها حكومة الشراكة في النهب، مطالباً بحكومة أشخاص نظيفة وغير متورطة بالفساد وكان هناك فرصة ولكنها ذهبت، لافتاً الى أن حكومة حسان دياب كانت فرصة مناسبة ولكنها ذهبت وهي في مرحلة موت سريري ولكن لا أعرف متى سترحل”، ومضيفاً “أننا في منتصف النفق ولا نعرف الى أين سنصل”.
وحول تأجيل النطق بحكم المحكمة، رأى وهاب أنه “من الطبيعي بعد هذه الكارثة أن يتم تأجيل النطق بحكم المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكّداً أن “آل الحريري سيكون لهم موقفاً عاقلاً من الحكم، موضحاً أن “الرئيس سعد الحريري رغم كل الخصوم هو رجل يتصرف بعقلانية في موضوع قرار المحكمة وهو يدرك ذلك جيداً ولا يريد أن يكون دم الشهيد رفيق الحريري سبب فتنة في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لبهاء الحريري الذي لن يستعمل الشارع ولن يحرضه ولن يلعب لعبة الشارع بعد صدور حكم المحكمة، مجدداً تأكيده على أن “لا تداعيات لقرار المحكمة رغم أن التوقيت في استهداف “حزب الله” واضح، موضحاً أنه “عندما إنتهى التوظيف بإتجاه سوريا تم توجيه التوظيف بإتجاه “حزب الله”، وبالتالي قرار نقل الإتهام الى “حزب الله” أيضاً هو قرار سياسي، موضحاً أنه حتى يوم 18 من الشهر الجاري موعد نطق الحكم في المحكمة لن تكون تداعيات الإنفجار قد إنتهت”.
وحول موجة المساعدات اللبنانية الى لبنان بعد كارثة المرفأ، إستغرب وهاب التصرف السعودي مع لبنان بهذه الطريقة معتبراً أن السعوديين لا يستطيعون التصرف مع لبنان بهذه الطريقة دائماً وحتى اليوم لم يصدر أي موقف جدي من الإنفجار وليس هكذا يكون الوقوف الى جانب الأشقاء، لافتاً الى أن الفرنسي لديه موقف ووضع خاص في لبنان والمجتمع الدولي يراعي وضعه وموقفه من لبنان، مستغرباً كيف أن فرنسا تجتمع دائماً وتستمع لآراء 70 أو 80 % من المجرمين والقتلة؟ معتبراً أن المطلوب من الجامعة العربية الوقوف الى جانب لبنان الرسمي، دون أن يستغرب موقف الجامعة مما حصل لأن هناك مخاطر كبيرة تجري في المنطقة ولم تتحرك الجامعة العربية بشأنها وما يجري في ليبيا خير دليل.
وفي العودة الى المساعدات الدولية رأى وهاب أنه على “المملكة العربية السعودية أن تعيد حساباتها في الموضوع اللبناني لأنها تخطئ كثيراً في شأن الموضوع اللبناني وموقفها ناجم عن وقوف السلطة في صف طرف لبناني معين، موضحاً أن السعودية تتصرف وكأنها لم تسمع شيئاً عن النكبة التي حصلت في لبنان، ومضيفاً “كنت أنتظر من الدول العربية مبادرات أكثر لأن لبنان اليوم هو بلد منكوب، لافتاً الى أن إيران يجب أن تهتم بلبنان أكثر ويمكن إرسال مساعداتها عبر حلفائها وأطراف لبنانية عديدة، موضحاً أن الخطوة الجدية الوحيدة هي للعراق الذي سيقدم 100 ألف برميل نفط للبنان وهذا شيء يشكر عليه الرئيس الكاظمي وحكومة العراق، كاشفاً أن النفط العراقي سيمر في سوريا واللواء ابراهيم إتفق مع الجانب السوري على ذلك، موضحاً أن “المشكلة ليست في الجانب السوري بل في الجانب اللبناني المرتبط بالأميركي، ومضيفاً أن “الحكومة بأدائها هذا تقدم خدمة لأخصامنا”.
واعتبر وهاب أن البديل عن مرفأ بيروت هو مرفأ طرابلس، لافتاً الى أن “مستودعات المواد الغذائية لازالت موجودة والقمح كذلك مؤمن”.
وإذ رأى أن “الحكومة هي حكومة افتراضية وأداءها ليس على مستوى المشكلة”، نصح وهاب الرئيس دياب بالرحيل إذا فشل في تحسين الأداء، معتبراً أن جولة الرئيس الفرنسي في المرفأ ووسط بيروت ليس إلا محاولة لإعطاء الشعب اللبناني المعنويات، موضحاً أن “المجتمع الدولي حتى اليوم أرسل مئة إشارة للإصلاح، إلا أن “فئة من الكاذبين اللبنانيين يحاولون أخذ لبنان الى إتجاه آخر وهو نزع سلاح “حزب الله” في حين أن المجتمع الدولي لم يأتِ على سيرة السلاح بل الإصلاح والقضاء على الفساد”.
وحول مجريات التحقيق في كارثة مرفأ بيروت قال وهاب: “القاضي الذي يبرّئ متهم يجب إعدامه، ولا خط أحمر في محاسبة جميع المسؤولين عن مصادرة مواد الإنفجار وإذا رُسمت الخطوط الحمر يكون مَن رسمها مشارك في الجريمة، وقرار المحاسبة يجب أن يبدأ من الإدارات المسؤولة والمديريات، لافتاً الى أن “إدارة المرفأ أصبحت وراءنا ولكن الحساب يجب أن يبدأ مع كل المسؤولين من وزراء وقوى وأجهزة أمنية وإلا لإسقاط الدولة”، ومضيفاً لست متفائلاً بوجود هذا الطاقم السياسي الذي هو جزء من المشكلة وليس الحل، مطالباً بوضع خطة تمكننا من عدم الاستجداء من الخارج”.
وحول الإنتخابات الرئاسية الأميركية وانعكاساتها على الحلول في أزمات المنطقة رأى وهاب أن “لا رهان على سقوط ترامب ولكن الرهان هو على مدى نجاح المفاوضات الأميركية الإيرانية وعلى مساعدة أنفسنا بأنفسنا”، مؤكداً أن “بيروت ستنهض بجهود أهلها لأن اللبناني يتميّز بإرادة العيش”.
بيروت في 06/08/2020