من جديد تتسبب نترات الأمونيوم في كارثة مروعة، وهذه المرة ضحيتها بيروت. فما هي هذه المادة؟ ولماذا تعجز الذاكرة البشرية عن تلافي الأخطاء، وأخذ العبر من مثل هذه الكوارث الكبرى؟
بالإشارة إلى تصريح رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، نستنتج أن الانفجار المهول الذي ضرب مرفأ بيروت ورصدت كاميرات المراقبة فوته الرهيبة، ناجم عن شحنة من نترات الأمونيوم تقدر بـ 2750 طنا، كانت مخزنة قي مستودع بالمرفأ منذ 6 سنوات.
هذه المادة عبارة عن المركب الكيميائي “NH4NO3″، وتكون على شكل بلورات لا لون لها، وتتميز بأنها تتحول إلى سائل عند ملامستها للهواء، كما أنها تذوب بشكل جيد في الماء، وينحل المركب إلى الميثانول والإيثانول.
وتتميز نترات الأمونيوم بقابليتها للتكتل، ولذلك توجد على الدوام في شكل خليط أو مزيج مع كبريتان الأمونيوم أو أملاح الكالسيوم.
والأمر الأدهى، أن نترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال وللانفجار، وتبلغ سرعتها الانفجارية 2500 متر في الثانية.
وما يزيد هذا المركب خطورة، أن احتراقه تنجم عنه أكاسيد النيتروجين السامة، وقد يفسر هذا الأمر تصريح السفارة الأمريكية في العاصمة اللبنانية، عن وجود تقارير تحدثت عن “انبعاث غازات سامة إثر انفجار مرفأ بيروت”.
والمفارقة أن هذا المركب الكيميائي الخطر والمتفجر، يستخدم في صناعة الأسمدة، وذلك لأنه يحتوي على نسبة عالية من الأزوت.
علاوة على صناعة الأسمدة، يدخل هذا المركب الخطير في تصنيع القنابل ومتفجرات، تستخدم في المناجم، وذلك لسهولة اشتعال هذا المركب لوجود أوكسجين وفير في جزيئاته.
وتستخدم نترات الأمونيوم كذلك في إنتاج المضادات الحيوية والخميرة، كما تستعمل بسبب خصائصها، في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.
وتسجل لنترات الأمونيوم عدة حوادث بعواقب مأساوية، يعود أولها إلى عام 1921، في مدينة لودفيغسهافن الألمانية.
تلت ذلك كارثة وقعت في ميناء تكساس في 16 أبريل عام 1947، حيث اندلع حريق في سفينة كانت تحمل 2300 طنا من مادة نترات الأمونيوم، ما أدى إلى انفجار أودى بحياة المئات وأصاب آلاف بجروح حرجة، ما دفع إلى وصفها بأنها من أكبر الكوارث “غير النووية” في العالم!
وتكررت مثل هذه الحوادث لاحقا بانفجار معمل للأسمدة الزراعية في مدينة تولوز الفرنسية عام 2001، ما تسبب في مقتل 15 شخصا وإصابة نحو 200 آخرين.
ودوى انفجار في مصنع آخر للأسمدة في الولايات المتحدة عام 2013. حصل ذلك في منطقة وست بولاية تكساس، ما تسبب في مقتل 14 شخصا وإصابة نحو 200 آخرين، وتوصل المحققون إلى أن نترات الأمونيوم كانت سبب الكارثة.
وللأسف وصلت نترات الأمونيوم إلى لبنان في واقعة، أدمت قلوب الملايين الذين شخصت أبصارهم ولا تزال تتابع هذا المشهد الرهيب الذي نشر الموت والخراب في إحدى أبهى عواصم العرب، حصل ذلك في مستودع بمرفأ بيروت احتوى على شحنة تقدر بـ 2750 طنا من هذا “السماد” المتفجر والرهيب، ما يعني أن لقب “أكبر الانفجارات غير النووية” قد يتحول من ميناء تكساس إلى مرفأ بيروت نظرا لهول المشهد، إذ توقعت مصادر طبية أن يكون ما تم نقله إلى المستشفيات والمراكز الصحية وما تمّت معالجته في المكان من الجرحى، حتى ساعات صباح اليوم قد تجاوز الخمسة آلاف جريح، وأن يبلغ عدد الشهداء أكثر من مئة كان منهم ستون شهيداً قد جرى إحصاؤهم حتى منتصف الليل، بينما قدرت الخسائر المادية التي أصابت الأبنية السكنية والمحال التجارية والمؤسسات الاقتصادية والسيارات، بين 3 و5 مليار دولار، وقالت مصادر تابعت الانفجار الكارثي الذي حول مدينة بيروت إلى ساحة حرب تشبه هيروشيما بعد القنبلة الذرية، وتشبه نيويورك بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، إن ما خسره لبنان وعاصمته خلال دقائق يعادل ما خسره في حرب تموز 2006 خلال ثلاثة وثلاثين يوماً.
وتواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني منذ ساعات الصباح الأولى عمليات رفع الأنقاض في مرفأ بيروت ومحيطه بحثا عن ضحايا الانفجار الضخم الذي هزه مساء أمس.
كيف وصلت “شحنة الموت” إلى لبنان؟
تداولت وسائل إعلام رواية عن مصدر شحنة نترات الأمونيوم التي تسبب في الكارثة بمرفأ لبنان، وفي الانفجار الرهيب الذي وصل صداه إلى جزيرة قبرص.
ورجحت هذه الرواية أن تكون شحنة نترات الأمونيوم وصلت إلى مستودعات مرفأ بيروت على متن سفينة تدعى “Rhosus” كانت تحمل علم مولدافا وعلى متنها 2750 طنا من نترات الأمونيوم.
وتفيد بأن السفينة “Rhosus” انطلقت في 23 سبتمبر 2013 من ميناء باتومي في جورجيا متوجهة بالشحنة إلى موزمبيق، وعرّجت على مرفأ بيروت، حيث خضعت لفحص فني من قبل سلطات المرفأ، وقيل إن الخبراء اكتشفوا عيوبا كبيرة بالسفينة وقرروا منعها من مواصلة رحلتها.
وقيل إن معظم طاقم سفينة الشحن عادوا إلى بلدانهم، وأجبر القبطان و3 من أفراد الطاقم على البقاء على متنها.
ولم يتسن حل مشكلة السفينة بعد أن فشلت جميع محاولات الاتصال بمالكها.
كما أشير إلى، أن لوائح الهجرة زادت الأمر تعقيدا، بمنعها أفراد طاقم السفينة من الدخول لى البلاد.
علاوة على هذه المشكلة، وعدم تزويد السفينة بالإمدادات أو المؤن، تحول الوضع على متنها إلى “قضية إنسانية”، قيل وفق تقارير، إن الجهود الدبلوماسية ذاتها فشلت في حلها.
وبنهاية المطاف، اتصل أفراد الطاقم المتبقين بقانونيين متخصصين، دفعوا بأن حياة البحارة مهددة بعد أن تقطعت بهم السبل، علاوة على طبيعة شحنة السفينة الخطرة.
المحاولة تكللت بالنجاح وأصدر القاضي أمرا طارئا، بعده بوقت قصير غادر البحارة بيروت.
وتواصل عقب ذلك صمت مالك السفينة، وتُركت مسؤولية الشحنة شديدة الانفجار على عاتق السلطات في مرفأ بيروت.
ويرجح أن تكون إشكاليات قانونية قد حالت دون بيع شحنة نترات الأمونيوم في المزاد العلني، باعتبارها السبيل الوحيد للتخلص من تبعاتها الخطرة.
وهكذا، جرى وفق هذه الرواية، نقل أطنان هذه المادة القابلة للانفجار، في وقت ما بين يوليو 2014 وأكتوبر 2015 إلى مستودع بمرفأ بيروت، وبقيت هناك إلى أن وقع المحظور.
وفي هذا السياق، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تظهر ان مدير عام الجمارك بدري ضاهر كان قد أرسل عام 2017 كتابا إلى قاضي الامور المستعجلة يطلب خلاله تحديد مصير كمية من نترات الامونيوم موجودة في أحد عنابر مرفأ بيروت.
وقال في الكتاب: “كنا قد رغبنا إلى جانبكم التفضل بالطلب إلى الوكالة البحرية المعنية اعادة تصدير كمية من نترات الأمونيوم التي أفرغت من الباخرة RHOSUS عملا بقراركم المشار إليه في المرجع والموثق ربطا صورة عنه والتي أودعت المخزن الجمركي رقم 12 من مرفأ بيروت”.
موجة تضامن دولي وعربي
وليس بعيداً، أثار الانفجار الضخم موجة تضامن دولي وعربي واسعة جمعت حتى أشد الخصوم في التعبير عن دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في محنته، حيث قالت ثلاثة مصادر في البنتاغون، لقناة “سي إن إن” اليوم، إنه لا يوجد لدى الجيش الأميركي أي دليل، على أن الانفجار في بيروت، نجم عن هجوم، كما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقا.
ونوهت المصادر الثلاثة، في ذات الوقت، بأنها “لا تعرف ما الذي يتحدث عنه الرئيس”. وأشار أحدهم إلى أنه، لو كان لدى الجيش أي دليل على أن ما حصل كان هجوما مدبرا، فإن السلطات الأميركية كانت ستقرر على الفور اتخاذ إجراءات إضافية لحماية القوات المسلحة الأميركية والممتلكات الأميركية في المنطقة. وشدد المصدر، على عدم صدور مثل هذه الأوامر حتى الآن.
راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل
وأعرب راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، عن تعازيه بضحايا الانفجار الضخم الذي وقع في بيروت أمس، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ودمار كبير.
وجاء في بيان، نشر على موقع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أن بطريرك موسكو وعموم روسيا، بعث بتعازيه، إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، وإلى بطريرك أنطاكية يوحنا العاشر، على سقوط الضحايا في انفجار بيروت.
وقال البطريرك الروسي: “أرجو أن تتقبلوا تعازي الحارة. أتعاطف بصدق مع كل الذين فقدوا أحباءهم. أطلب منكم أن تنقلوا إليهم كلمات العزاء والدعم، وللجرحى التمنيات بالشفاء العاجل”.
وتمنى البطريرك كيريل، التوفيق والعزم والثبات للأطباء وموظفي خدمات الإنقاذ و”كل من يعمل للتغلب على عواقب المأساة”.
وقال: “أصلي إلى الرب أن يشفي الضحايا، يرحم أرواح الموتى، وإلى لبنان السلام والازدهار والسكينة”.
… وزارة الطوارئ الروسية ترسل خمس طائرات إلى بيروت للمساعدة في إزالة آثار انفجار المرفأ
قالت وزارة الطوارئ الروسية اليوم إنها سترسل 5 طائرات إلى بيروت للمساعدة في إزالة آثار انفجار المرفأ، كما سترسل هيئة حماية المستهلك متخصصين ومختبرات للكشف عن كورونا ووسائل للوقاية.
وأضافت الوزارة أن، “خمس طائرات تابعة للوزارة ستتوجه في إطار عملية إنسانية إلى بيروت، لتقديم المساعدة في إزالة عواقب الكارثة التي وقعت أمس. وستحمل الطائرات مستشفى متنقلا وأطباء، وعناصر فرق إنقاذ وكذلك عناصر طبية مع مختبر للكشف عن إصابات كورونا المستجد.
وشددت الوزارة، على أنه سيتم تزويد كل عناصر الفريق الروسي، المتوجه إلى لبنان، ببدلات خاصة ووسائل الوقاية الشخصية والمعدات الواقية من الوضع الوبائي المتعلق بكوفيد-19.
… وكندا تعلن تضامنها مع لبنان
أعربت كندا اليوم عن تضامنها مع لبنان عقب الانفجار الضخم الذي هز مرفأ عاصمته بيروت موقعا أكثر من 78 قتيلا و4000 جريح في محصلة غير نهائية.
وقال رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو في تغريدة على “تويتر”، “أخبار مأساوية بشكل قاطع تأتينا من بيروت”.
وأضاف: “الكنديون متضامنون مع اللبنانيين اليوم من صميم القلب. نفكر بجميع الذين أصيبوا بجراح في هذا الانفجار المأساوي وجميع الذين يسعون للعثور على صديق أو على فرد من العائلة، كما نفكر بمن فقد إنسانا غاليا. أنتم في بالنا ونحن مستعدون لتقديم المساعدة بكل ما في وسعنا”.
وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان تحدث هو الآخر عن “أخبار مأساوية في بيروت اليوم”، قائلا في تغريدة: “أفكارنا مع الضحايا وعائلاتهم” وأن “كندا تراقب الوضع عن كثب”.
وأضاف شامبان: “نحن متضامنون مع شعب لبنانفي هذه الفترة الصعبة ومستعدون للمساعدة”.
وغردت سفيرة كندا لدى لبنان إيمانويل لاموروه قائلة: “قلبي وعقلي هما في بيروت اليوم. الكثير من الناس الذين أحبهم يقيمون فيها. تعازي إلى عائلات الضحايا”.
… ماكرون: أرسلنا دعما كبيرا إلى لبنان
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده أرسلت فريقا من قوات الدفاع المدني وأطنانا من المساعدات الطبية إلى لبنان.
وتأتي هذه المساعدة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة 78 شخصا، وأصاب ما يزيد عن 4 آلاف آخرين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غرد باللغة العربية، معبرا عن تضامنه مع لبنان بعد الانفجار الكبير الذي هز العاصمة بيروت أمس الثلاثاء وأودى بحياة 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف.
وقال ماكرون في تغريدة له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أعبر عن تضامني الأخوي مع اللبنانيين بعد الانفجار الذي تسبب بعدد كبير من الضحايا هذا المساء في بيروت وخلف أضرارا جسيمة”.
وأكد على أن “فرنسا تقف إلى جانب لبنان دائما”، مشيرا إلى أنه يتم نقل مساعدات وإسعافات فرنسية إلى لبنان.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن “فرنسا واقفة وستقف دائما إلى جانب لبنان واللبنانيين. إنها مستعدة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستعبر عنها السلطات اللبنانية”.
وأضاف: “بعدما تضررت بيروت كثيرا بالانفجار تقدم فرنسا التعازي إلى أسر الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للمرضى”.
تركيا
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تضامن بلاده التام مع لبنان، معلنا عن “استعداده لتقديم المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة”.
… الديوان الملكي الأردني ينكس علم ساريته لأجل بيروت
عربياً، أعلن الديوان الملكي الأردني عن تنكيس علم السارية على المدخل الرئيسي للديوان اعتبارا من اليوم الأربعاء ولمدة 3 أيام، حدادا على أرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
وقدم الأردن مساء أمس الثلاثاء، أحر التعازي للبنان جراء الانفجار الضخم الذي هز العاصمة بيروت.
وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، اتصلت بمعالي وزير خارجية لبنان الأخ شربل وهبة، ناقلا تعازي المملكة بضحايا الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت”.
… سوريا تبدي استعدادها لوضع إمكاناتها لمساعدة لبنان
بدورها أبدت سوريا استعدادها “لوضع كافة الإمكانيات لمساعدة لبنان” على تجاوز آثار التفجير في مرفأ بيروت.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني شربل وهبة، أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن “تعاطف وتضامن سوريا مع لبنان الشقيق” وأبدى الاستعداد لمساعدة لبنان “على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي”.
وذكرت وكالة “سانا” أن الوزير المعلم أعرب خلال الاتصال “عن تأثر الجمهورية العربية السورية البالغ بالانفجار المروع في مرفأ بيروت والذي أودى بحياة عدد من الأبرياء وجرح آخرين وأحدث دمارا هائلا في المباني والمرافق العامة والخاصة”
كما عبر المعلم “عن عميق المواساة وخالص العزاء للشعب اللبناني الشقيق وعائلات الضحايا الثكلى والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى”.
وأضافت الوكالة أن “وزير الخارجية اللبناني أعرب عن الامتنان لهذا الموقف الأخوي الذي يعبر عن حقيقة العلاقة بين الشعبين الشقيقين”.
… إضاءة برج خليفة وأهرامات الجيزة بالعلم اللبناني
وتواصل الدول العربية مواكبتها لفاجعة بيروت، وتعلن تضامنها مع لبنان الجريح، فأضاءت الإمارات برج خليفة، ومصر أهرمات الجيزة، بالعلم اللبناني، تعبيرا عن تضامنهما مع ضحايا انفجار بيروت الكارثي.
ونشرت الصفحة الرسمية لبرج خليفة، أمس الثلاثاء، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أرفقتها بصورة إضاءة البرج، جاء فيه: “تعازينا لأهلنا في لبنان الحبيبة! اللهم ارحم من انتقلوا إليك.. اللهم الطف بأهلها.. اللهم ألهم شعب لبنان الصبر والسلوان”.
كما أضاءت وزارة السياحة والآثار المصرية أهرامات الجيزة بالعلم اللبناني تضامنا مع لبنان وشعبه.
وأفادت الوزارة في تدوينة على صفحتها في موقع “فيسبوك”، بأن الوزير خالد العناني يقدم “خالص التعازي والمواساة للأشقاء في لبنان حكومة وشعبا، جراء حادث الانفجار الأليم الذي وقع اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت داعيا الله عز وجل بالشفاء العاجل لجميع الجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان”.
المغرب
بدوره، أبرق الملك المغربي محمد السادس الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على إثر الإنفجار الذي حدث في مرفأ بيروت وما خلفة من ضحايا و جرحى وخسائر مادية جسيمة.
وقد تقدّم الملك، عبر هذه الرسالة، “إلى الرئيس عون ومن خلاله، إلى الشعب اللبناني الشقيق، بأحر التعازي وصادق المواساة، مؤكدا جلالته، بإسمه و بإسم الشعب المغربي، عن مشاعر تعاطفه وتضامنه مع لبنان في هذا الظرف العصيب، وعن وقوف المملكة المغربية الدائم مع الشعب اللبناني الشقيق، داعيا الله تعالى بأن يحفظ لبنان ويجنبه كل مكروه وأن ينعم عليه بالأمن والطمأنينة والإستقرار”.
الكويت
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن “تجهيز شحنة عاجلة من المساعدات الطبية من أجهزة وأدوية ومستلزمات بناء على توجيهات ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، إلى الأشقاء في لبنان لمواجهة آثار الانفجار الضخم الذي تعرض له مرفأ بيروت عصر أمس”.
يذكر ان انفجارا وقع في مرفأ بيروت أسفرَ عن سقوط عددٍ كبير من القتلى والجرحى. وعلى الاثر اعلن مجلس الدفاع الأعلى بيروت مدينة منكوبة وأعلن حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين أي من 4/8/2020 لغاية 18/8/2020.
مصر
تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخالص التعازي والمواساة “لأشقائنا في لبنان حكومة وشعبا جراء حادث الانفجار الأليم .. داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان”.
السعودية
صرحت وزارة الخارجية السعودية بأن حكومة المملكة تعبر عن خالص عزائها ومواساتها لذوي الضحايا والمصابين”، مؤكدة “وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق”.
قطر
أكد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الاستعداد لتقديم المساعدة الفورية، مشيرا عبر “تويتر” إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس اللبناني ميشال عون “للتعبير عن وقوف قطر إلى جانب الأشقاء في لبنان واستعدادها لتقديم الدعم الفوري إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت”.
سلطنة عمان
أعربت سلطنة عمان عن حزنها العميق للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع لبنان وشعبها.
العراق
أجرى الرئيس العراقي برهم صالح اتصالا هاتفيا مع نظيره اللبناني ميشال عون للتأكيد على تضامن بلاده مع لبنان وعرض المساعدة. كما عبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن “تضامن العراق حكومة وشعبا مع شعب وحكومة لبنان”، مشيرا إلى “استعداد بلاده للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في محنته الحالية”.
فلسطين
وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تضامن بلاده مع لبنان وقدم تعازيه لأسر الضحايا، معربا عن استعداد فلسطين لتقديم كل الدعم المطلوب لمساعدة لبنان الشقيق.
الجزائر
تقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون باسم الجزائر شعبا وحكومة إلى الشعب اللبناني كله، وأسر الضحايا بأحر التعازي، كما أعرب عن تضامن بلاده مع لبنان في هذه الفاجعة الكبرى التي ألمت بها.
تونس
وجه الرئيس التونسي قيس سعيد رسالة تعزية وتضامن إلى الرئيس اللبناني ميشال عون وكافة الشعب اللبناني معربا عن التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى، مؤكدا مؤازرة تونس وتضامنها التام مع لبنان.
… إيران تأمل في تحديد أبعاد انفجار مرفأ بيروت بشكل عاجل
وفي هذا السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في برقية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون إن: “طهران تأمل في تحديد أبعاد انفجار مرفأ بيروت بشكل عاجل وعودة الهدوء إلى المدينة”.
وأبدى روحاني في برقيته استعداد بلاده لإرسال المساعدات الطبية والدوائية وعلاج الجرحى وتقديم أي معونات ضرورية إلى لبنان.
واعتبرأن “الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت ومقتل وإصابة عدد من اللبنانيين حادثة مأساوية تسببت بحزن عميق في إيران”.
وأعلن محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، صباح اليوم أن: “إيران كالعادة مستعدة لأي تعاون ومساعدة إنسانية، ولتحقيق ذلك وتسريعه، سأعمل مع السلطات الإيرانية واللبنانية ذات الصلة، وفي هذا الصدد، نطلب من الهلال الأحمر ووكالات الإغاثة التواجد في لبنان وبيروت تحديدا، لأجل تقديم المساعدات”.
وعزى وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني سعيد نمكي بضحايا انفجار بيروت، معلنا استعداد الوزارة لتقديم العون والمساعدة للحكومة والشعب اللبناني.
وأضاف:”إيران تقف دوما حكومة وشعبا إلى جانب البلد الصديق والشقيق لبنان”.
وأكد استعداد وزارة الصحة في الجمهورية الإيرانية لتقديم أي عون ومساعدة ممكنة للحكومة والشعب اللبناني العزيز.
ولقي ما لا يقل عن 100 شخصا حتفهم وأصيب اكثر من 4000 آخرين، إثر انفجار هائل وقع في مرفأ بيروت عصر الثلاثاء، ناجم عن حريق في عنبر رقم (12)، الذي يحوي أطنانا من مادة نيترات الأمونيوم، كانت موضوعة بطريقة عشوائية، بحسب مصدر أمني، مما خلف خرابا كبيرا في المدينة.
إقتصادياً ومعيشياً وصحياً
وكأن اللبنانيين لم يكفهم ما يعانونه من أوضاع معيشية واقتصادية وصحية مزرية، ليتشردوا اليوم ويصبحوا دون سقف يأويهم، بعد الدمار الذي خلّف إنفجار المرفأ في بيروت، بحيث قدرت الخسائر المادية التي أصابت الأبنية السكنية والمحال التجارية والمؤسسات الاقتصادية والسيارات، بين 3 و 5 مليارات دولار، وتدمير 80% من المرفأ وإن حصيلة الخسائر المباشرة تشمل المواد الغذائية والقمح المخزن في المرفأ، ما سينتج معاناة من تفاقم أزمة غذائية إذا لم تتوفر المساعدات.
مرفأ بيروت … الرئة الاقتصادية للبنان
فمن الناحية الإقتصادية، يعد مرفأ بيروت البوابة الرئيسية لاستيراد وتصدير السلع للبنان، كما يعد المرفأ واحدا من أهم الممرات لعبور السفن بين الشرق والغرب.
يتمتع مرفأ بيروت بميزة تجارية عالية، حيث كان في السبعينات يعد أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة.
ويعد المرفأ المنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية، ويتعامل المرفأ مع 300 ميناء عالميا، ويعد نقطة ترانزيت للعديد من الشحنات.
وتديره شركة مرفأ بيروت منذ العام 1960، ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بنحو 3100 سفينة سنويا. وتمثل البضائع التي تدخل إليه قرابة 70% مما يستورده لبنان.
وتقدر الإيرادات السنوية لمرفأ بيروت بنحو 199 مليون دولار، لكن الإيرادات انخفضت في يناير الماضي بنسبة 31% على أساس سنوي، وبلغت 12.37 مليون دولار، وفقا لبيانات نشرها مرفأ بيروت.
ويتألف المرفأ من 4 أحواض يتراوح عمقها بين 20 – 24 مترا، وتبلغ مساحتها نحو 66000 متر مربع.
أما المنطقة الحرة في المرفأ فتبلغ مساحتها 81000 متر مربع، ويتم العمل على توسعتها إلى 124000 متر مربع.
وعقب الانفجار، الذي وقع في المرفأ أمس، قدم المجلس الأعلى للدفاع برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون توصية لمجلس الوزراء اللبناني بتجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير.
وفي هذا السياق، كشف وزير الاقتصاد اللبناني، راؤول نعمة، أن الانفجار الذي هز ميناء بيروت أمس أفسد القمح في الصوامع القائمة في المرفأ، وأن البلد صار بحاجة طارئة لاستيراد هذه المادة الغذائية.
وقال لوسائل إعلام محلية يوم أمس الثلاثاء، إنه لا يمكن استخدام القمح في الصوامع بميناء بيروت، وإن هناك “سبعة موظفين مفقودون في الأهراءات”.
وأضاف أن لبنان سيستورد قمحا، و أن البلاد لديها حاليا ما يكفي من القمح لحين بدء استيراده.
وفي تغريدة على “تويتر” الرئاسة اللبنانية، أورد الرئيس ميشال عون ما يلي: “مقررات المجلس الأعلى للدفاع: حصر بيع الطحين للأفران، وتكليف الهيئة العليا للإغاثة مسح الأضرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني، والتواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة وإنشاء صندوق خاص لهذه الغاية.
وأضاف في تغريدة ثانية: “مقررات المجلس الأعلى للدفاع: تحقيق كميات من القمح بعد أن تلفت تلك المخزّنة في الأهراءات، وتجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير، وتشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات هذه الكارثة على الصعد كافة”.
أما عن الآثار الطبية والصحية الناتجة عن الإنفجار، فقد حذّر الخبير المختص بكيمياء السموم والثلّوث الدكتور ناجي قديح في حديث لموقع “أحوال” من الخطر الذي يحدّق بمرضى القلب، كما كشف عن تداعيات خطيرة قد تطال الأطفال، مشيراً إلى أن المواد الكيميائية التي خلّفها الإنفجار والتي تحتوي على نثرات الأمونيوم وتُستورد عادة للإستخدام كسماد كيميائي للزراعة، وتتمتّع بخاصية سريعة وشديدة الانفجار، وتدخل بتركيب عبوات ناسفة. بحسب قوة الإنفجار اليوم، تحتوي المستودعات على كميات كبيرة من هذه المواد الكيميائية السامة، ولافتاً الى أنّه “عند حصول إنفجار بهذا الحجم يكون عبارة عن خليط من الغازات المتولّدة عن الإحتراق السريع لهذه المواد، وتفكيك تركيبها الكيميائي وأكسدتها، وتبادل التفاعل بالمواد الناتجة عن درجات الحرارة العالية على خلفية الإنفجار، وبالتالي غارات سامة”. كما حذّر من خطر الجزيئيات التي تساهم بثلويت الهواء وتسبّبها بضرر بالصحة العامة.
بحسب الفيديوهات والصور المنتشرة، شرح قديح أنّ الغازات الحاصلة بالإنفجار عبارة عن:
غازات باللون الأبيض كالغيمة البيضاء، ثم غيوم سوداء وحمراء أو برتقالية، وهذه الألوان عبارة عن الغازات التي تتكوّن منها إنبعاثات ناتجة عن الإنفجار. اللون الأبيض يدلّ على وجود غاز أول اوكسيد الكربون، غاز مسمّ يؤدي الى الاختناق.
غازات باللون الأسود تدلّ على لائحة طويلة من غازات الإحتراق بالإضافة الى الكاربون غير المحترق، وجزئيات ومشتقّات تشبه المركبّات الكيميائية غير المحترقة بشكل كامل.
اللون البرتقالي الطاغي على كل الألوان ناتج عن أكاسيد النيتروجين. وهناك أربعة أنواع من النيتروجين تؤثرعلى التنفس خصوصاً الكميات الهائلة التي ظهرت في الهواء بفترة زمنية قصيرة. التعرّض لهذا النوع من الغازات، بحسب قديح، يسبّب تضيقاً في التنفس، واضطرابات بالقلب، وتفاقماً في المشاكل التنفسية. هذا النوع من الغازات مضرّ بالأطفال بشكل خاص، ويؤدي إلى تخريب آلية التنفس ويعطّل الهيموغليبن المسؤول عن نقل الأوكسجين، ويسبب إزرقاقاَ بالشفاه وإصفراراً في الوجه. وشدّد قديح على تأثير الجزيئيات الخطير على التنفس والقلب والشرايين، محذراً جميع سكان بيروت بعدم التعرّض للهواء لساعات وأيام بعد حدوث الإنفجار، وأن يتأكدوا من إغلاق نوافذهم، وعدم تشغييل المكيّفات. كما نصحهم بالإنتقال إلى مناطق آكثر أماناً كالجنوب والشوف والإقليم.