خسرت الجامعة العربية الامساك بزمام الحركة الفاعلة على مسرح الاحداث في سوريا بعد ان ظلت بعيدة عن إرادة التحرك صوب إعادة الهدوء والاستقرار في بلاد الشام ، والمتشدقون من رؤسائها وحكامها عن ضرورات “الاصلاح ” والديمقراطية في سوريا لم يضعوا يدهم على مصدر هذا الصراع السياسي المستمر دون أي نتيجة وليس لديهم نية حقيقية لذلك .
عمليات القتل والارهاب وتدمير المعالم الاثرية يجري على قدم وساق والعرب ملتهون في قضايا “الربيع العربي” الذي عزز من انقسامهم ، فلم يشهد اي بلد عربي في سرعة التدمير واستقطاب المقاتلين من كل اصقاع العالم تحت راية “للجهاد ” كالسرعة الحاصلة اليوم على الاراضي السورية ، ولم تكن أيضًا بهذه الطريقة العلنية أمام صمت عدد من الدول العربية التي نصبت نفسها مدافعة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك في استهانة مفضوحة لحقوق الشعب السوري المغلوب على امره واستباحة لمقدراته ، وانتهاكاً لممتلكاته.
فعندما يطل الحاكم القطري من البيت الابيض في سرد لكلام مكرر يوحي بتأييد الاقتتال الداخلي في سوريا وتشجيعه على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد ، فإن ذلك إيذاناً لبدء مرحلة جديدة من تفجير المساجد والكنائس والقيام بعمليات الخطف والقتل وتدمير ما تبقى من اراض السوريين ، وحث “الارهاب ” على استمراء النهب والاعتداءات التي هي في الأساس طبع تأصل فيه وقام عليه وبه ويجد لذته فيه، ولذلك لا عجب أن يبقى امين عام الجامعة العربية نبيل العربي بغذي الحقد والكراهية والقتال في سوريا ، ويدفع ،بايحاء اسياده في قطر في رمي سهام العداء الذي أصاب عدد من الشعب السوري بحجج الحرية والديمقراطية لتسمح قطر لنفسها بالاستمرار في دعم “الاخوان المسلمين ” الذين بدأوا بدورهم التضييق على العرب والمسلمين حياتهم
**