قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الخميس إن قتل الجنرال الإيراني قاسم سليمان في ضربة أميركية يهدد بإحداث “تصعيد خطير للعنف”.
واضافت بيلوسي في بيان “أميركا والعالم لا يمكنهما تحمل تصعيد في التوتر يصل إلى درجة اللاعودة”.
من جهتها، حذرت روسيا الجمعة من أن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في العراق من شأنه تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالتا ريا نوفوستي وتاس عن وزارة الخارجية إن “مقتل سليماني… كان خطوة مغامرة ستفاقم التوترات في أنحاء المنطقة”.
وأضافت الوزارة “سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني”.
الى هذا دعت الصين اليوم إلى ضبط النفس من جميع الأطراف وخصوصا الولايات المتحدة بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في ضربة أميركية في العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين :”نحض الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر”.
واوضح إن بلاده إحدى الدول الموقعة للاتفاق النووي مع إيران في 2015 “تعارض منذ فترة طويلة اللجوء إلى القوة في العلاقات الدولية”، داعيا إلى “احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه”.
وكانت إيران والصين وروسيا باشرت الأسبوع الماضي تدريبات عسكرية بحرية مشتركة في شمال المحيط الهندي وخليج عُمان، في اجواء من تصاعد التوتر في المنطقة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم العام 2015.
وفي الإطار ذاته، دعت فرنسا إلى “إحلال الاستقرار” في الشرق الأوسط بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد، معتبرة بلسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان أن “التصعيد العسكري خطير دائما”.
وقالت الوزير الفرنسية لإذاعة “ار تي ال” الجمعة “نستيقظ في عالم أكثر خطورة. التصعيد العسكري خطير دائما”.
اضافت :”عندما تجري مثل هذه العمليات نرى أن التصعيد متواصل بينما نرغب قبل كل شيء بالاستقرار وخفض التصعيد”.
وتابعت :”أن كل الجهود التي تقوم بها فرنسا (…) في كل مناطق العالم هي التأكد من أننا نوجد شروط سلام وفي كل الأحوال شروط استقرار”.
وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان ايف لودريان سيجريان محادثات خلال النهار “مع كل الفاعلين” في المنطقة، بدون أن تضيف اي تفاصيل.
وأكدت أنه “على المستوى الأوروبي يجب أن نعمل في أطر تعددية جماعية وتجنب أن تقوم القوى، ضد بعضها البعض، بلعبتها بطريقة لا يمكن التكهن بها”.
وقالت :”دورنا ليس أن نقف مع هذا الطرف او ذاك بل أن نتحدث إلى الجميع”.
إقليمياً، حذر رئيس وزراء العراقي عادل عبد المهدي في بيان الجمعة من “أن الضربة الجوية الأميركية التي أدت الى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، تشكل تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق.
ونقل بيان رسمي عن عبد المهدي قوله إن “اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصبا رسميا يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبا (…) وخرقا فاضحا لشروط تواجد القوات الأميركية في العراق وتصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم”.
من جهته، وصف المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الجمعة الضربة الجوية الأميركية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ب”الاعتداء الغاشم”.
واعتبر السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي في مدينة كربلاء جنوب بغداد “الاعتداء الغاشم بالقرب من مطار بغداد الدولي الليلة الماضية” يمثل “خرقا سافرا للسيادة العراقية وانتهاكا للمواثيق الدولية”.
وفي لبنان، عزى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الشيخ عبد الأمير قبلان الإمام السيد علي الخامنئي والإمام السيد علي السيستاني والشعبين العراقي والإيراني وكل الشعوب الإسلامية “باستشهاد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابي مهدي المهندس ورفاقهما في عملية ارهابية ندينها ونستنكرها بشدة ونحمل الإدارة الأميركية مسؤولية تداعياتها الخطيرة إذ نعتبرها بمثابة إعلان حرب يريدها الرئيس تر امب للهروب من فضائحه وازماته”.
وأكد أن “الاحتلال الأميركي لدولة العراق الشقيق محكوم بالاندحار، لاسيما ان المقامات الدينية الشامخة التي تسمو بأرض الرافدين تأبى الظلم والطغيان وتنبذ الاحتلال ودماء الشهداء وسواعد المقاومين ستدحر المحتل”.
كما أكّد العلامة السيد علي فضل الله على أن ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية في العراق من اعتداء كبير هو الأخطر، ليس على سيادة هذا البلد فحسب، بل على المنطقة كلها، والتي باتت مشرعة على جملة من الخيارات الخطيرة والمفتوحة على تداعيات وتطورات كثيرة. إن الاستهداف الأميركي لموكب قائد فيلق القدس اللواء سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والإعلان عن ذلك بشكل رسمي، يمثل خطوة تصعيدية كبيرة نخشى تداعياتها الكبرى على استقرار المنطقة وأمنها واقتصادها. إننا نرى هذا العدوان الواسع النطاق والدلالات والأبعاد والرسائل هدية جديدة تقدمها الإدارة الأميركية للعدو الصهيوني الذي لطالما حثها مسؤولوه على استهداف الجمهورية الإسلامية. وقد كان العدو يرى في سليماني خطرا على كيانه وعلى حركته ونشاطه على مستوى المنطقة كلها، بدعمه العملي لحركات المقاومة وفصائلها في المنطقة عموما، وفي فلسطين على وجه الخصوص”.
وتابع: “إننا ندين هذا الاعتداء، ونتوجه بأسمى آيات العزاء إلى قائد الجمهورية الإسلامية ورئيسها وحكومتها، وإلى الشعب الإيراني والشعب العراقي وحكومته، ونقول للذين يعتقدون بأنهم بذلك يحققون انتصارا، إن الوقائع أثبتت أن القتل والاغتيال يزيدان الأمة إصرارا وثباتا على المضي في تحقيق أهدافها الكبرى وتحرير الأرض والمقدسات”.
كما قدم رئيس” لقاء علماء صور” ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي في بيان “المواساة لاحرار العالم عموما، والجمهورية الإسلامية قيادة وشعبا، وفي مقدمهم الإمام الخامنئي بشهادة حامل لواء محور المقاومة قاسم سليماني، وكذلك جمهورية العراق مرجعية وحشدا وشعبا بشهادة مهندس الانتصارات الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، والثلة المؤمنة من بقية الشهداء، مؤكدا أن دماء هؤلاء الشهداء ستخرج المشروع الصهيو -أميركي عاجلا من المنطقة”.
أضاف:”ان لبنان من الدول التي تدين للواء سليماني بالكثير، وهو الذي عشق أرضه، وشعبه ومقاومته، وقد تجلى ذلك في حرب تموز 2006، داعيا إلى “التمسك بقوة المقاومة التي وهبت لبنان الانتصارات، وردع الأعداء وحماية الانجازات” .
واشار ياسين الى ان “جهود قاسم سليماني وإخوانه كانت لحماية الإنسان والإسلام من أطماع المشاريع الصهيو أمريكية، خصوصا في المنطقة التي تدين له بثمار الانتصارات المتتالية من أفغانستان، إلى فلسطين، مرورا بلبنان والعراق وسوريا، وبدا جليا في الانتصار على الجماعات التكفيرية، التي عاثت قتلا وإجراما في المنطقة، وبدا أيضا جليا في تشكيله التهديد المستمر للكيان الغاصب” .
واعتبر “ان الحماقة التي أقدمت عليها الإدارة الاميركية، ومن في فلكها تعتبر انتحارا استراتيجيا لمشاريعها الاستعمارية، وستكون لهذه الحماقة تداعيات وخيمة على مستوى العالم، لأن موازين القوى أصابها الخلل لتوهم الإدارة الاميركية بقوتها الوهمية باعتمادها على عملائها الصغار في المنطقة، داعيا” شعوب المنطقة، وقوى المقاومة على امتدادها، للمزيد من بذل الجهود لتحرير المنطقة من الاحتلال وفي مقدمتها فلسطين” .
وأشاد ب”صفات الشهداء لا سيما اللواء سليماني والقائد المهندس، اللذين شكلا نموذجا للمجاهد المؤمن المخلص للاسلام المحمدي الأصيل، وقضايا الإنسان الحر ومقارعة الاستكبار العالمي، وقد شكلا الشهيدين راس حربة في مواجهة المشروع الصهيو-اميركي في المنطقة”.
كما توجه العلامة الشيخ عفيف النابلسي ببيان تعزية بقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء، وقال: “يا أبناء أمتنا المقاومة ويا شعوب العالم الحرة، ويا شعب إيران العزيز، لقد اختار الله كوكبة من الشهداء الأبرار على رأسهم الثائر الكبير على المستعمرين والغزاة قاسم سليماني، واللواء الأشتري أبو مهدي المهندس، وآخرين من بواسل الحشد الشعبي المبارك لتلتحق بمن سبقهم من الشهداء على طريق الإسلام والخير والإنسانية”.
اضاف :” لقد كان هؤلاء يطلبون الشهادة ونالوها بوسام جهادي يستحقونه وعمل بطولي شامخ حقق عزة وكرامة وسيادة وأمنا لكثير من بلداننا التي تعيش قساوة إجرام المحتلين وإرهابهم”.
وتقدم “بأسمى آيات التبريك إلى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي وإلى الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله وإلى الشعب الإيراني والعراقي والفلسطيني واليمني والسوري على وجه الخصوص”.
واكد “ان الشهيد قاسم سليماني رمز من رموز تاريخنا في هذا العصر. كان شاهدا على إنجازات لا مثيل لها في مواجهة الصهاينة والاميركيين أخبث وأشر المجموعات البشرية على وجه الأرض. لقد استطاع مقارعتهم وإنزال الهزائم بهم . والآن فإن كل الأحرار ينتظرون الرد الآتي. ينتظرون أن تلتهب الأرض، تحت أقدام الغزاة خصوصا في العراق، فهذا البلد يجب أن لا يبقى فيه اميركي محتل، بإرادة المجاهدين من أبناء هذا البلد الغيور، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار”.
الى هذا، توجه النائب السابق اميل اميل لحود بالتعزية في بيان “الى الشعوب المقاومة والحرة في العالم على خسارة قائد تاريخي هو اللواء قاسم سليماني ومن كان معه في الضربة الأميركية الغادرة”.
وقال لحود، في بيان: “مرة جديدة يؤكد لنا الاميركي انه الرمز الاول للارهاب في العالم عبر قتله أشخاصا في دول تبعد الاف الكيلومترات عن أرضه، وذلك بحجة محاربة الإرهاب، في حين أطلقت الولايات المتحدة الأميركية وشريكها الاسرائيلي وبعض شركائهما العرب يد الإرهاب في اكثر من بلد، وخصوصا للتآمر على المنطقة التي لولا سليماني والحشد الشعبي والجيش السوري الباسل والمقاومة اللبنانية الصامدة وروسيا الداعمة الأولى، لكان ابو بكر البغدادي وأشباهه يحكمونها ويرفعون رؤوس ضحاياهم على السهام”.
أضاف لحود: “يجب ألا ننسى أبدا أنه لولا مواجهة إرهاب داعش وأخواتها في المنطقة لكان عجز المسيحيون في أكثر من دولة، وخصوصا في العراق، من الاحتفال بعيد الميلاد، في حين كان يفاخر من طردهم من أراضيهم وذبحهم وسبى نساءهم بحمله السلاح الأميركي الصنع”.