تساءل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب “لماذا سبب الإصرار عند “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على إعادة إنتاج تسوية مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري حتى بعد تبلغهم موقفاً أوروبياً يربط المساعدات بأداء الدولة وليس بوجود الحريري في الحكومة”، معتبراً ان “التسوية ماتت وإحياؤها صعب فالشارع لن يقبلها إسمعوا صوت الشارع قبل فوات الأوان”.
ورأى وهاب في حديث لقناة “الميادين”، ضمن “تغطية خاصة” للتطورات على الساحة المحلية، مع الإعلامية علا الملاح أنه “على الأجهزة الأمنية منع قطع الطرقات وكل التصرفات المسيئة في الشارع، معلناً رفضه لعودة أي مظهر من مظاهر الحرب الأهلية، لافتاً الى وجود “عناصر يجب ضبطها من كل الأفرقاء”، موضحاً أن “كل مشكلة تحتاج لطرفين”، معتبراً أن الفريقين أخطآ في تصرفهما”.
وأعلن وهاب أنه مع الحراك لأنه على “حق في مطالبه ولكنه ضد مَن يتسلقه من قطاع الطرق”، موضحاً أن “الحراك له حق على الدولة التي صمّت آذانها لسنوات وكانت الناس مراهنة عليها إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام عصابة وهو ما دفعهم الى هذا الحراك”، مضيفاً: “مَن يسوق لكلام الحرب الأهلية كائناً مَن يكن يجب إدخاله الى السجن”، موضحاً أن “95% من الحراك أناس شرفاء وهم يطالبون الدولة منذ سنوات بالإصلاح”.
وتابع وهاب: “تحدثت عن ملفات الفساد منذ سنوات ودفعت ثمنها استشهاد الشهيد محمد أبوذياب الذي يمر اليوم الذكرى السنوية الأولى على استشهاده”، مؤكداً أن “الدولة الحالية لم تغير السياسات الخاطئة المستمرة منذ 30 سنة”، لافتاً الى أنه “منذ سنين تحدثت عن العصابة التي تبتز الدولة كعلاء الخواجة وغيره وحذّرت من أنهم سيوصلوننا الى ما وصلنا إليه اليوم، وعندما تحدثت وسألت كنت خائفاً على مصالح الناس ومعركتي كانت دائماً لمصالح الناس”.
وأعلن وهاب أن “علاء الخواجة وريمون رحمة مسؤولان عن أزمة بنك البحر المتوسط وأن رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري “روح بنك البحر المتوسط بضهر سعوديه أوجيه”، متسائلاً لماذا يبتزهم علاء الخواجة وريمون رحمة، وقد حذّرت من أنهما سيوصلوننا الى هنا، وجوبهت من كل النواحي بسبب معركتي من أجل مصالح الناس”، كاشفاً أن ريمون رحمة أخذ مليار دولار من مسعود البارزاني مقابل 10% سمسرة يأخذها من البنك الذي سيكون أمام وضع صعب جداً، موضحاً أنه “عندما سألت عن سبب تنقل علاء الخواجة بين بنك عودة والبحر المتوسط، كنت خائفاً على أموال الناس ومصالحها”.
وتساءل وهاب: “لماذا يصر “حزب الله” على التحالف مع سعد الحريري، ولماذا نريد أن نلوث أنفسنا مع هذا الاسم”؟ مؤكّداً أن “حزب الله والرئيس ميشال عون غير متورطين بالفساد”، متسائلاً “لماذا لا نذهب الى تسمية اسم نظيف غير متورط مع علاء الخواجة وغيره من الأسماء الملوثة ونأتي بحكومة بالتعاون مع الحراك”، ومضيفاً “الحراك ليس عدونا بل هو حليفنا لتنظيف وإصلاح الدولة”، داعياً الى عدم خوض معركة ضد الحراك لأن الحراك ليس عدواً لنا بل على العكس يمثل مطالبنا التي طالبنا بها منذ سنوات، والناس تجاوبت اليوم مع مطالبنا لذلك لا يمكننا النظر في هذا الظرف الى الناحية السياسية في تشكيل الحكومة بل يجب التحالف مع الحراك والنظر إليه من الناحية الإيجابية في إمكانية إصلاح البلد”.
وأكّد وهاب أن التسوية التي تمّت بين الحريري وبعض أطراف 8 آذار سقطت وأن الحريري بدون “حزب الله” والتيار الوطني الحر لا يستطيع الوصول الى رئاسة الحكومة”، مجدداً تأكيده على ضرورة الإتيان برئيس حكومة نظيف الكف وليس عليه ألف سؤال وسؤال”، معتبراً أنه يجب محاسبة السُنّة والشيعة والدروز والجميع وليس فقط الحريري وطاقمه وعندها يصبح هناك ثقة بالحكومة”، لافتاً الى أن “الشارع إنتفض ضد الحريري ولماذا نحوله ضدنا؟ والشارع انتفض بسبب أخطاء الحريري وفريقه السياسي، والسياسة التي نتّبعها ستجعل من الحريري قائداً للثورة وهو عليه 20 ملف يجب فتحها، لذا لست مع هذه السياسية”.
وحول تسمية رجل الأعمال سمير الخطيب ووزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال لرئاسة الحكومة، سأل وهاب: هل أجدبت أرضنا حتى نأتي بسمير الخطيب؟ وماذا فعلت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن في كل الأزمة غير أنها تخبأت كي تأتي لرئاسة الحكومة؟ وأين عماد عثمان في هذه الأزمة؟، مشدداً على أن الحريري لا يمثل الأكثرية في مجلس النواب، وأنه ليس مقتنعاً بموضوع الشارع السّنّي بملف الحريري، وأنه مع شخصية أخرى غير الحريري ولكن ضمن خطة إصلاح ومع أناس يثق بهم الشارع وأياديهم نظيفة، معتبراً أن المهم هو مضمون الحكومة وليس شكلها في وقت الناس محجوزة أموالها ونستورد 15 مليار دولار.
وفي الإطار الإقتصادي أشار وهاب الى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يعمل على إنزال حجم الإستيراد من 15 مليار دولار الى 10 مليار دولار أو أقل وسيقتصر الإستيراد على البنزين والقمح والأدوية وتعويض الـ 8 أو 10 مليار من الإنتاج المحلي، متسائلاً عن ماهية الحكومة التي ستستطيع أن تعوّض النقص الزراعي والصناعي في الأسواق؟ مستغرباً كيف أن العرب يحاولون دائماً القول بأن الحال في الوطن العربي لن يسير في ظل وجود الصراع العربي – الإسرائيلي، متسائلاً “ألا يسير الحال في الوطن العربي مع استمرار الصراع مع “إسرائيل”؟.
وحول ردّه على النائب وليد جنبلاط وأثره على التهدئة في الجبل في ظل التوترات الحاصلة، أوضح وهاب أن رده على جنبلاط جاء على خلفية موقف الأخير من استقالة الإعلامي سامي كليب من قناة “الميادين” التي تتناسب مع مواقف كليب الوطنية والقومية، ورأى أنه لا يحق لجنبلاط إتهام الناس وهو الذي كان باستمرار في مكاتب المخابرات السورية طيلة 30 عاماً، وإن كنا لا نتهم الناس لا يعني ذلك أن نقبل أن تتهمنا الناس، لذلك لا يحق لجنبلاط ما قاله عن كليب لأن الأخير إنسان شريف”، لافتاً الى أننا جميعنا مع التهدئة في الجبل ونحن جميعاً يد واحدة لتحييد الجبل عن كل التوترات التي تحصل في المناطق، ولكن ذلك لا يعني أن يتهجم جنبلاط على شخص من الإعلامي سامي كليب.
ونفى وهاب عودة الحريري الى الحكومة بقرار دولي لافتاً الى أن الفرنسيين والإنجليز أبلغوا المسؤولين في لبنان أن لا تمسك لديهم بسعد الحريري الذي وصفه بـ “إبراهيم الدغري”، مؤكداً أن الغرب همه إنتاج حكومة جدية تحاكي مطالب الشعب والحراك، موضحاً أنه إذا عاد الحريري ستبقى الإحتجاجات على ما هي عليه، معتبراً أن مشروع سعد الحريري هو بيع الدولة وارتهان لبنان الى البنك الدولي”، متسائلاً “أليست خطوة محمد شقير جاءت بالتنسيق مع سعد الحريري وحاول توريط الوزير يوسف فنيانوس وجهات أخرى بها إلا أن الوزير فنيانوس لم يقبل بها وحسناً فعل بأنه هرب منها، أليست هذه الخطوة هي التي فجّرت الثورة؟، لافتاً الى أنه مع مشاركة الحريري في الحكومة عبر ممثلين له لأنه لا يعرف كيف يدير الحكومة ولكن إذا أردتموه في الحكومة فليكن وكيل التفليسة”، لافتاً الى أن ما يشاع حول ضرورة وجود المعارضة والموالاة في الحكومة هو أكذوبة لدفن “الشيخ زنكي” بحضور الجميع”، متسائلاً لماذا لا نأتي بعبدالرحيم مراد أو النائب جهاد الصمد في رئاسة الحكومة؟”.
ودعا وهاب الى ضرورة التحالف مع قوى سياسية نشأت بعد انطلاق الحراك، والى إنتاج حكومة جدية لديها شفافية مطلقة، موضحاً أنه مع عودة الوزير جبران باسيل الى الحكومة إذا عاد الحريري إليها، متسائلاً ما هي المعايير التي تريدون إتباعها؟، متخوفاً من أنه عندما تعمّ الفوضى كل شيء قد يحصل من فلتان أمني وتفجيرات أمنية وغيره خاصة إذا تأمنت الأرضية لذلك، لافتاً الى أن أميركا ربما أعطت الأجهزة الأمنية أمراً بعدم التدخل لقمع الفوضى والهدف من ذلك تعميم الفوضى في لبنان.
وأكّد وهاب الى أن “حزب الله” سيشارك في الحكومة الجديدة لأن عدم مشاركته يعني الرضوخ للقرار الأميركي
وفي إطار آخر، رأى وهاب أن الوضع الإقتصادي والمالي صعب، لافتاً الى أن الإجراءات التي قام بها مصرف لبنان بما يعرف بالـ “capital control”، بالضغط على المصارف لتضبط أمورها المالية قد تحد من الأزمة الراهنة مؤكداً أن الودائع ستبقى لأصحابها ولا داعي لسحبها من المصارف، لافتاً الى أن الدولة أكبر أحد مدين من العالم وحجم أملاكها أكبر من الدين العام، لافتاً الى أن هجومه على المصرف هو لعدم فرط الليرة.
وأوضح وهاب أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولاً عن السياسة المالية وليس عن الدولة، لافتاً الى أن الأخير عبر مصرف لبنان دفع اليوم مليار ونصف مليار عن وزارة المالية اللبنانية لأنها غير قادرة على دفعها ودفع السندات باليوروبوند، لافتاً الى أن تشكيل الحكومة يعيد الثقة بالقطاع المصرفي وبتلك الإجراءات، موضحاً أنه إذا لم تتشكل الحكومة فإن خطة البنك الدولي هي وضع يده على كل القطاعات عندها اللبناني سيضطر للعمل كالأوروبي 12 ساعة لتأمين لقمة عيشه وسنودّع البحبوحة في لبنان، لافتاً الى أننا ذاهبون الى مرحلة ثانية هي الإستجابة لإجراءات البنك الدولي، وهذا هو خطر الدين الذي قامت به الدولة.
ورأى وهاب أنه لا خوف على ترسيم الحدود البحرية في ما يتعلق بملف النفط، كاشفاً أن الأميركي يريد الدخول على خط الغاز ما يهدف الى وضعنا تحت سلطة البنك الدولي ويوهموننا بأنهم سينقذوننا منه ولكن بتخصيص الكهرباء والمياه وخفض الأمن.
وفي الختام أيّد وهاب النزول الى الشارع إذا عادت الحكومة مع الوجوه ذاتها.