أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى أن “المسؤول في الخارجية الأميركية السفير الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان ساهم بتخريب البلد، وأكّد أن كلام فيلتمان يضر الحراك في الشارع وليس “حزب الله”، مع الإشارة الى أن جزء من الحراك محق وله مطالب محقة، مؤكّداً أنه “ضد شيطنة الحراك، بالمقابل فإن فيلتمان يشيطن الحراك لأنه يحاول إظهارهم على أنهم ينفذون أجندة أميركية لإسقاط سلاح المقاومة”، لافتاً الى أن “لدي مشكلة تاريخية مع فيلتمان وقد طردته من مكتبي وكان يحاول التهويل عليّ ويحدثني بالأخلاق وكان الأميركيون حينها يقصفون الفلوجة في العراق وحاول نصحي بأن الموج الآتي سيكون أعلى مني بكثير، وهو الذي دفع لإقامة عقوبات أميركية علي كما دفع فريق 14 آذار لإقامة حملة ضدي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهو مَن خرّب البلد”.
وأوضح وهاب في حديث لقناة “المنار”، ضمن برنامج “مع الحدث”، مع الإعلامية منى طحيني، أن هناك كرامة إنسانية يفقدها اللبنانيون مع الدولة في نهب المال العام والفساد والتهرب الضريبي والوضع الاجتماعي وهو ما دفعهم للحراك”.
وإذ رأى “أن إصرار بعض القوى الحليفة للتحالف مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هو خطأ استراتيجي نرتكبه”، أكّد وهاب أن “الحريري متورط مع مجموعته بالفساد، وعلى فريقنا أن يتعامل مع قوى حية جديدة”، لافتاً الى أن “الحريري لم يعد يمثل شيئاً لا في السعودية ولا في الشارع، وإذا تمت تسمية الحريري مجدداً سينزل الناس الى الشارع كما نزل الناس وقت تسمية الوزير السابق محمد الصفدي”.
وأوضح وهاب أن “نحن تحالفنا مع منظومة الفساد لحماية الوحدة الوطنية، مشدداً على أن المقاومة لا يربطها شيء بالفساد، ويجب أن يكون لدى المقاومة الجرأة لفك تحالفاتها بمنظومة الفساد”، موضحاً أننا “بدأنا بعمليات إصلاح جدية، مؤكّداً أن المقاومة أمامها دور سياسي واجتماعي حتى الآن لم تقم به”.
وإعتبر أن “المصداقية في المحاسبة هي البدء بالشيعة وفريق التيار الوطني الحر، وليس بفريق الحريري السياسي”.
وحول وقف المساعدات الأميركية للجيش، أكد وهاب أن الـ 100 مليون دولار التي نركض وراء الأميركي لتأمينها للجيش وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير “طيرها” بشحطة قلم”، مجدداً تأكيده على “أن لبنان ليس بلداً مفلساً وإنما بلد منهوب”.
ودعا وهاب الى “فرط التحالف مع القوى التي امتهنت النصب والسرقة، والتسوية الرئاسية كانت خطأ استراتيجي لأنها سمحت للحريري بإستباحة مؤسسات الدولة.
وأضاف وهاب: “إذا تحدثنا بحقيقة الوضع المالي اليوم الناس ستنهار إذا علمت أن سمير حنا وعلاء الخواجا هربوا أموال المودعين، مطالباً بفتح تحقيق مع سمير حنا وعلاء الخواجة حول تهريب أموال المودعين الى الخارج”.
وكشف وهاب عن “صراع بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبعض المصارف التي هربت الأموال الى الخارج ويضغط عليهم لإرجاع تلك الأموال لذلك يقفلون المصارف، مطالباً النيابة العامة المالية التدخل فوراً والإستماع الى رياض سلامة والتنسيق معه لإستعادة الأموال المهربة الى الخارج، موضحاً أن رياض سلامة كان يؤمن الأموال للدولة عبر الهندسات المالية التي قام بها، وأن الصراع مفتوح بين سلامة والمصارف لرفع الرأس المال لاستعادة الأموال المهربة الى الخارج”.
وتساءل وهاب ماذا يربط المقاومة بمنظومة الفساد؟ ماذا يربطنا نحن بسعد الحريري؟ وقال: “لا أقبل بأن تلوث المقاومة مع هذه المجموعة”، موضحاً أن “المعادلة تغيّرت والناس وعت ولا تحدثوني بمعادلات خشبية وإن كُلّف الحريري الشارع سيكون ضده”، معتبراً أن “هذه السياسة ستوصل للإنهيار”، مجدداً تأكيده على “أننا دخلنا بالفوضى والإنهيار المالي”.
وأكّد وهاب أنه “ضد أي تسوية مع سعد الحريري وضد الإستمرار بالتحالف مع الحريري الذي أوصلنا للإنهيار وفتح الساحة للأميركيين، وأن لا أحد يتوافق مع الفساد، معتبراً مَن يتوافق مع الفساد فهو فاسد”.
وأضاف وهاب: “التحالف مع فاسد سيؤدي الى انهيار البلد، أما إذا قمنا بحكومة إنقاذ تغطيها قوة المقاومة وحجمها ويقول سماحة السيد أننا أطلقنا اليد وهو مع هذا الموقف في محاربة الفساد ورفع الغطاء عن الجميع وحتى عن الوزراء لأنه كل ما تقربنا من محاسبة أحدهم تحميه طائفته، وعندها لا يمكننا محاسبة أحد”، داعياً لتشكيل حكومة بالتعاون مع كل الكفاءات الموجودة وتحاكي الشارع، مجدداً تأكيده على أن “المقاومة لا علاقة لها بالفساد وما يمنعها عن مواجهة الفساد هي الطائفية الموجودة”، متوجهاً الى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بالقول: “سماحة السيد لدينا الفرصة اليوم لمحاربة الفساد لأن الشارع إنتفض، وإلا لنفضح مَن يأخذ الحراك ونسقط استغلال الحراك من بعض المرتكبين والنصابين وأعريه وآخذ منه الناس الذين لا علاقة لهم بالزبائنية وكفهم نظيف”.
ولفت وهاب الى أن “تيار المستقبل لديه شارعه ولكن ليس قادراً على الحسم وجزء من تيار المستقبل مع الحراك لأنه لا يستفيد لا من محمد شقير ولا من علاء الخواجا ولا من ريمون رحمة، متسائلاً لماذا نشيطن تيار المستقبل الذي فيه مجموعة من الناس الشريفة والنظيفة وغير المستفيدة من منظومة الفساد؟”، معتبراً أنه “عندما يصبح هناك حكومة جدية أعطي أمر للأجهزة الأمنية بضبط الشارع، موضحاً أن “سعد الحريري يمون على قوى الأمن الداخلي ويملي عليه الأوامر وجهة أخرى تمون على جهاز آخر والجيش لا يستطيع أن يتدخل في الحراك ويقمع المتظاهرين في حراكهم المطلب المحق”.
ورفض وهاب مظاهر قطع الطرقات وحرق الإطارات لأنها مسألة عصابات والأجهزة الأمنية قادرة على منعها إذا وجد حكومة جدية تتمتع بقرار موحد”.
وأكّد وهاب على أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري سقط وأشهد أني أبلغت، وأن نقبل من الحريري بتسمية أحد من قبله رئيساً للحكومة سيكون أسوأ لأن الشارع لن يقبل به وهذه حلول سقطت، مجدداً تأكيده على أننا “دخلنا في الإنهيار المالي والأمني”، داعياً للذهاب الى حلول ثورية والقيام بثورة جدية للإصلاح”.
وإذ أكّد أن “إتفاق الطائف سقط وانتهى وهو موجود في الثلاجة بانتظار موعد تحديد دفنه، رأى وهاب أن “هذا النظام القديم انتهى ولا وجود له ولن يرمم، كاشفاً أننا “أمام 1559 جديد، معتبراً أن أسوأ النماذج في العالم عندما يقول لك أحدهم أن خصمه متآمر عليه”.
ورأى وهاب أن “سعد الحريري أذكى طرف بحلفائه لأن الحريري قبل شهرين كان ضائعاً ومتروكاً لأن حلفائه تركوه عندما قام بالتسوية الرئاسية التي حكمت بإتيان عون الى سدة الرئاسة وتحكم جبران باسيل بالدولة اللذين أصبح لهم لغة حليفة للمقاومة، عندها حلفاء الحريري اعتبروه أنه إرتكب خيانة عظمى واليوم هم يديرونه”، موضحاً أن “مَن طلب من الحريري الإستقالة لن يطلب منه العودة الى الحكومة”، مؤكداً أن “سعد الحريري لن يعود الى الحكومة ولن يترأسها ولن يشارك بها إلا إذا خرجتم أنتم منها”، لافتاً الى أن “هناك مَن يدير سعد الحريري وأن الأخير (سعد الحريري) دخل في منظومة أخرى”.
وتابع وهاب حديثه عن الحراك بالقول: “95% من الحراك ناس لديها مطالب محقة وظلمتها الدولة في السجون وامتهان الكرامة الإنسانية والفساد وفي كل شيء و5 % يديرون، معتبراً أن الـ 95 % أبرياء من الـ 5% الذي يديره الأميركيون”، مؤكّداً أن “لا قيادة للحراك بشكا عام ولكن هناك قيادة للـ 5% من الحراك الفاسدين الخبيثين”، داعياً الى ضرورة “توحيد المعركة مع الـ 95 % من الحراك ذوي المطالب المحقة”.
وفي الختام أكّد وهاب أن “سعد الحريري هو في موت سريري ولا أحد يراهن عليه”.
بيروت في 12/11/2019